أيهما تختارون ديمقراطية أم دكتاتورية ؟
في ظل ازمة سياسية خانقة يصفها المراقبون على انها الاحرج في عراق ما بعد التغيير يقف المواطن حائراً وتكاد تختلط عليه الامور فلم يعد يميز بين الاحداث ايهما تضره وايهما تنفعه وهذا لا يعني تماماً ان الخلل يقع على وعي المواطن وفهمه للامور بقدر ما يتعلق بالالة الاعلامية التي سخرت لقلب الحقائق وتزييف الوقائع في قضية سحب الثقة وملابساتها .
بينما الحقيقة انها لا تعدو سوى محاولة لممارسة ديمقراطية فعلاً بعد ان بزغت ملامح التفرد في السلطة والاستحواذ على كل شيء وتهميش الاخرين وحتى لا تكون الصورة بتلك الضبابية نستعرض غيضاً من فيض الممارسات التي تؤكد للمتتبع الحاذق والمواطن اللبيب انها افعال دكتاتورية واعمال استبدادية بامتياز رغم قصر عمر الامبراطورية المالكية ان صح التعبير.
اولاً : تنطلق اصوات عوراء من معسكر السلطة تقول ان من يطالب بسحب الثقة عن رمز العراق الجديد وقائده الضرورة هم لا يمثلون الا انفسهم وهو مطلب غير جماهيري والحقيقة الواضحة لكل ذي عينين واسلم لضميره الحي وفطرته السليمة ووطنيته الحقة ان من اختار هؤلاء الاعضاء اللذين تجاوزوا النصف بكثير انما يستندون الى قواعد جماهيرية عريضة ومختلفة في طول البلاد وعرضها وهم قد اثبتوا شجاعتهم رغم كل التهديدات والاغراءات التي تعرضوا لها ولم تنصبهم السعودية وتختارهم قطر اللتان لا تختلفان عن ايران التي لا تفرق بل تزيد على سابقتيها بالتدخل في الشأن العراقي. لذلك علينا ونحن ندعي اننا بلد ديمقراطي يخطو خطواته الاولى نحو الديمقراطية ان نحترم تلك الاراء وان اختلفنا معها.
ثانياً : ان المتـــــتبع لتأريخ الطواغيت والجبابرة يفقه جيداً خطواتهم الاولى وهم صغار حتى تجبروا بطغيانهم واستفحلوا باجرامهم بعد ان وجدوا ان لا متصدي لافعالهم الاجرامية وطموحاتهم الدكتاتورية فكل الدلائل تشير الى ان الحالتين وللاسف موجودتان فلابد ان نحدد موقفنا لكي لا نعود من جديد الى عهود وحقب مظلمة وظالمة كلفتنا الكثير من الحرث والنسل .
ثالثاً : كثـــــير من الافعال التي تنفذها ميليشيات (الاسناد) التي لا نعرف الى اي سند قانوني ترتكز وكـــــــيف تمول كلها علامات استفهام لابد من يوم يجاب عليها باتـــــت تلك الافعال موضع قلق لابناء الشعب العراقي فاصبحت عصى بيد السلطان يهش بها على ابناء جلدته وهي برمتها محاولة لعسكرة المجتمع تذكرنا بـ”جيش القدس والجيش الشعبي”سيئا الصيت .
رابعاً :دعوة السلطة العراقيين لاقتناء اسلحة في بيوتهم وهي دعوة خطيرة لها عدة تفسيرات الاولى هي دعوة للاستعداد لمواجهة بين ابناء البلد واحتقان طائفي او عرقي لا يمكن للطفيلين العيش بدونه وهي تدل بما لايقبل الشك على ضعف الادء الامني للجهات المعنية التي يديرها القائد الاوحد.
عاصم الطالقاني -النجف
/6/2012 Issue 4230 – Date 20 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4230 التاريخ 20»6»2012
AZPPPL