أين وعدك
مَضَتْ حياتي أُنادي فوقَ أقداري
عليـــــك ِلا بلْ على أيـــَّام ِأعمـــاري
مَضَتْ حياتي كأنـِّي لم أعشْ أبداً
ما كانَ في العُمر ِمن أهلي ومن داري
فلم أرَ البدرَ مثلَ الناس في سَهَرَي
ولم أرَ الشَّــــــمسَ ألا بعضَ أنـــوارِ
ولم ألاق ِدروبـــــا ًما لــــها أمــــدٌ
إلا دُرُوبي فـــقدْ صِيغتْ كـــــأسوار
حارتْ بي الرِّيحُ تطويني وتنشُرُنِي
فلم تجدْ غيرَ طودٍ وسْط َإعصــــارِ
من أين جئتَ ألا تدري؟ تـُسائــــلني
وأين تمضي جوابي نحو أقــــداري
برَغم ِ هذا رضى قلبي بما قـَسَمَتْ
رِضاءَ جـُرح ٍ مكاويه على النـَّــــار
حـــتى أتيتـُـك فازدادتْ همومُ غدي
هما ً فـــــأصبحَ مـــــا ولــَّى كــــأزهار
إليك ِجئت ُتخط ُّ الأرضَ قـافـلتي
مـــن بعد ِوعد ٍ غوى قلبـــي وأفكاري من بعــد ِقلب ٍبـُـكى عينيه ذوَّبــني
فكـِـدْتُ أخفى على شمـــــسي وأقـــمار
فما لقيتُ حنينا ً فيك أوقـــفـني
ولا وعـــــــوداًتناديني بإصـــــــراري
ولا سماءً أُُنـــاجيها فتمـــطرَني
ولا عُكاظا ً أغـَــنــِّي فيـــــه أشـــعاري
فأين يومي الذي فيه أعانِــقـُك ِ
وأين حبـــــي الذي ينمــــو كأشـــــجار
وأين أرضي التي فيها أشاركــُكِ حزني وفرحي وأولادي وأسراري
إليك عنــِّي فإنـــِّـي لم أجـــدْ أحدا ً
فيه استفاقَ حنين ُالأهـــــل ِوالــــجار ِ
إليك عنـِّـي فقد ضاقـَــتْ قلائـِـدُك
عليَّ مـــن بعــــدما أفــنيت ِمشـــواري
سأرحــلُ الآن فالـبيداءُ تفــقـِـدُني
والبحرُ يسألــُني أحكيـــــه أخبـــــاري
هذا ردائي الذي لازال يلـــبَسـُـني
هذا عزائي فكـــلُّ الأرض ِأقطـــاري
اياد محمد الحداد – بغداد
AZPPPL