في المرمى
أين تكريم الدولة للبارالمبيين؟ – هشام السلمان
الدولة والجمهور ومعهما الاعلام والصحافة الرياضية دائما ما ينظرون الى الرياضة على انها كرة قدم و (خلاص ) وان ارادوا ان يستذكروا الالعاب الاخرى فان ذاكرتهم لا تتعدى الالعاب الرياضية المعروفة بالكرة الطائرة واليد والسلة والعاب اخرى يمارسها الاصحاء من الرياضيين ويتناسون او نسوا فعلا بان هناك العاباً رياضية لمتحدي الاعاقة في العاب تحمل الاسماء ذاتها لكنها تمارس من على الكراسي المتحركة او بوسائط اخرى حسب الفئات المقررة او المعتمدة لحالة العوق بصورة عامة.
هؤلاء الابطال تفوقوا ليس على منافسيهم لا بل حتى على من يمارس الالعاب ذاتها من دون اعاقة او كرسي متحرك تفوقوا عليهم بالانجاز الذي لاجله يرفع العلم العراقي ويعزف النشيد الوطني للبلد , رغم ذلك واكثر بكثير وهناك من هو بالدولة او المنظومة الرياضية ككل يتجاهل ما يفعله المعاقون ليس لشيء وانما لان هذا البعض ينظر الى رياضتهم بعين واحدة واخرى في الظل فلا يرى غير النزر القليل فيغبن حقوقا مستحقة لهؤلاء, لانجازهم ..لتعبهم.. لهمتهم في رفع اسم البلد عاليا بين البلدان.
اليوم يعود ابطال اللجنة البارالمبية العراقية من الاردن حيث المشاركة الفاعلة والناجحة للبعثة العراقية في دورة العاب غرب اسيا التي حقق فيها العراق اكبر عدد من الاوسمة التي بلغت 74 وساما منها 28 وساما ذهبيا و29 وساما فضيا و17 وساما برونزيا وهو رقم قياسي مقارنة بالمشاركة السابقة ورصيد الدول المشاركة في الدورة الاخيرة وأقربها الاردن الحاصل على 47 وساما ملونا.
هذا الانجاز المتحقق بسواعد ابطال البارالمبية الذين عملوا جميعا كمنظومة واحدة من اجل تحقيق انجاز مميز للعراق تفتخر به الاجيال ويفرح من خلاله الشعب العراقي أقول هذا الانجاز يجبر الدولة ومؤسساتها الرياضة على الوقوف أمامه لدراسته ومعرفة اسباب تحقيقه ليجدوا ان كل هذا يأتي بالمثابرة والجدية والتفاني في الاخلاص من اجل وضع برامج واستراتيجيات تستهدف المشاركات المهمة التي من خلالها يستطيع الرياضي العراقي التواجد بالبطولات والدورات الكبرى على مستوى الالعاب الاسيوية أو البارالمبياد والذي تجسد كل هذا الكلام بتواجد رجال الظل الرياضي ممن لايراهم المسؤول في الدولة بينما يتابع رياضات اخرى تصرف الاموال ولاتقبض منها شيئا وتمر مرور الكرام.
اليوم كل اللجنة البارالمبية تستحق التكريم وتستحق الاستقبال الكبير في مطار بغداد الدولي فهؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا عليه وذاك (جراح نصار) يتحدى ويعلن انه سيحصل على الذهب وعندما حانت لحظة الايفاء بكلامه كان في المقدمة ينتظر من يقلده الذهب .. هؤلاء الرجال الابطال يستحقون من الدولة التكريم الذي يستحقونه ويمنحون ما يضمن لهم العيش الكريم وبما يليق بابطال يصنعون الانجاز والفوز للعراق واسمه وعلمه ونشيده .. نقول بارك الله بكم من رجال وبارك بانجازكم فهو يلمع تحت الظل وليس في الشمس برابعة النهار.. الستم معي؟