أيقونة الوقت
عِذاب الركابيّ
Athabalrekabi22@yahoo.com
إلى الروائيّ السكندريّ الكبير الراحل محمّد الجمل
” كانَ عليْنا
في حوارنا معَ الحياة ،
أنْ نجلسَ على حافةِ الموتِ” – أدونيس / الإقامة في مدن الضوء
. في لحظةِ الغيابِ
تبدأ ُ الظلمة ُ موكبَها المقيتَ
مِنْ شارع ِ النُّور !!
. خطوة ٌ ناحلة ٌ للأمامْ
ثلاثُ خطواتٍ شامتاتٍ للوراءْ
حيرةٌ ، ضجرٌ ، نحولٌ ، وانطفاءْ ،
هكذا يُربكُ الوقتُ خطى الطيبةِ ،
فيشتدُّ حزنُ الماءْ !!
. لمْ يُقرَأ في جغرافيا الأيّامِ
سطراً للأمانْ
وليسَ للكاهنِ ، والنبيّ ، في غرفِ الوقتِ
مكانْ ،
والموتُ قنّاصٌ ماهرٌ ،
مُخادعٌ ،
حتّى نهايةِ الزمانْ !!
. بالأمسِ القريبْ ،
كانَ هُنا الحبيبْ
سيّدُ الفرحِ الطازج ِ،
سرُّ الدهشةِ في اللقاءْ
يسخرُ مِن كمائنِ الوقتِ
الهزيلةِ
بفسفورِ الحروفِ ،
يلوي عُنقَهُ ببلاغةِ الإيحاءْ
وعلى غيرِ عادتهِ يبدأ ُ الحديثَ
عن الأحلامِ الّتي تضحي قصّصاً ،
قصائدَ ، سيمفونياتْ
مُتوّجا ً ببليغِ الكلماتْ !!
كانَ يُحبُّ الحبَّ ،
يتركُ قطعة ً من لحمهِ في الحبرِ ،
حينَ يكتبُ
ويسكبُ دمعاً لؤلؤياً
حينَ تفلتُ من أصابعهِ الحياةْ !!
. ها هوَ العاشقُ الفردُ
جملة ٌ رشيقة ُ الحروفِ والمعاني
في كتابْ
على شفا لا شيءَ
حينَ يحكمُ الغيابْ!
(يذوي كما تذوي الزنابقُ
في الترابْ ) !!
. وها هوَ الوقتُ المراوغُ الخؤونْ
يخافُ نوبة َ الجنونْ
وكدارِ نشرٍ أعلنتْ إفلاسَها
الحتميَّ
ترفضُ أمطارَ الرؤى،
واحتجاجاتِ الجراحِ والأحلامْ ،
وتنشرُ السّاذجَ ، والرخيصَ ،
والمنبوذ َ،
مِن مملكةِ الكلامْ !!
. وها هيَ المحافلُ ، واللقاءاتُ الحميمة ُ
تنسى على وسادةِ الوقتِ
ضوءَها الباهرَ
حتّى تمرَّ في اجتماعِها المنغّم ِ
بالأحلامِ
تعلنُ البدءَ ،
وتقرأ قصّتك الأخيرةْ !!
. لوْ تأتي ..!!
نلبسُ الصحوَّ ثوباً زاهياً ،
نفتحُ مكتبة ً للمطرِ الدافيءِ
نقيمُ أمسية ً على شرفِ النَّهارِ
المفضّضِ بالدّمع ِ
ونعزفُ بأصابعَ من فستقٍ
ونورْ
أوركسترا الشوقِ والحضورْ !!
. الإبداعُ المُشاغبُ
كما الحدائقِ الفاضحةِ العطرِ ،
الفارهةِ الظلال ِ
هويتُها : ضحكة ُ الشمسِ
وعنوانُها الدائمُ: رقصة ُ الأطيارْ !!
. المبدعُ الغارقُ
في غياهبِ الجرح ِ،
كما النجمةِ الجريئةِ الضوءِ ،
المتّهم الأزليّ
في دوائرِ الليل الحالكِ،
وهوَ من سُلالةِ الربيع ِ ،
والفجر ِ ، والأزهارْ !!
. الحزنُ مِن دونِ قلبٍ ،
والغيابُ بلا أبجدية !!
حينَ يُؤنسنُ حضورُكَ الدائمُ
كلَّ تفاصيلِ المكانْ !!