أيامنا الجميلة
ايامنا الجميلة حلوة بلون الورد، عطرة برائحة المسك والعنبر، فيها مساحات الحب اللامتناهي، فيها من بقايا الاجداد من امثال ومن حكم وامثال مجربة، وللاسف الشديد في عالم اليوم ولاسيما بعد الاحتلال الامريكي والرياح الصفراء، سقط الكثير منها ليس بعفوية شراسة اذناب الاستعمار لتستقر في حضانة الجهل الهمجية، (اعلل التفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل) فالحياة الجميلة قد غلفها جدار الجهل، واحاطت بها الافاعي والعقارب المتنازعة على اماني الناس اجمع، بعد ان خرجت من جحورها، فما الذي يمسكها لا ادري كيف ابدأ الموضوع الذي انا بصدده، والى اية وسيلة الجأ، فأن الحديث عن واقع اليم، يثير في القلب شتى الانفعالات المتنافرة المتباينة مصدرها الحب العميق والمكانة الاثيرة للحياة الجميلة، لانها الينبوع الذي نغترف منه السلسبيل، هذا وبعد اكثر من عشر سنوات على رحيل النظام الدكتاتوري، تراجعت الطاقة الفنية للادب الخلاق والقدرة التعبيرية المبهرة في كل عمل شعري، وكذا العلوم الاخرى، وغابت الطبيعة الزاخرة بالصور الحية التي تلهب العواطف وتهيج الاحاسيس وترقق المشاعر الانسانية فتوحي لها بالنغم المسكر واللحن العميق الذي يتعالى رقيقا حالما ليمتزج بالامواج الحلوة المنسابة التي تتراقص نشوى بالسر العميق فتبعث في النفس الشوق والحنين والراحة والاطمئنان، فاين نحن اليوم واجواء السذاجة تطفو فوق حياة الخصب وتتقدم الايام وتمر السنون واصبحت الحياة منبرا للمتطفلين على الادب والعلوم والسياسة، ويحاربون نظرة التجديد، باطرهم القديمة ومفرداتها العقيمة لحد السذاجة من اللامعقول الا في حاضنة الجهل برائحتها النتنة وجوفها المظلم تلك الاطر المتهرئة والافكار البالية القديمة تعشعش في رؤوس ادعيائها اصحاب الكلمات الطنانة التي اكل الدهر عليها وشرب، فلا حياة جيملة وراقية الا (بالفكر الانساني) الذي له معان يجمعها غرض واحد وشريف هو التجديد والاتيان بكل طريق مستحدث في سبيل رقي (الفكر الانساني) ويجب ان يلاقي في هذا الفكر مؤازرة من كل مؤمن بالتحديد بانطلاقة جريئة واخيلة مجنحة لم نالفها مسبقا وارجو ان لا يحمل على الداعين لها بانها دعوة فاضحة للفجور وخروج عن الادب والفضيلة، كانما ينظرون الى الفكر الانساني (راهبا) انهم يتناسون ان الفكر الانساني المتجدد هو التعبير الصحيح عن التجربة الشعورية التي يمر بها اصحاب الثقافة، والحياة لن تقوم الا باللالم الانساني الرفيع ليسهبها الصدق التعبيري الخلاق، وتعقد الحياة حينما تكون في سبات وفي حاضنة الجهل المملؤة بالنسيج والعفن.
عامر سلمان- بغداد