مطاعم تقدّم وجبات تلبي متطلبات إنقاص الوزن

واشنطن (الولايات المتحدة) (أ ف ب) – وافقت إدارة الدواء الأميركية (اف دي ايه) على أول نسخة بالأقراص من علاج شهير لمكافحة البدانة يساعد على إنقاص الوزن، بحسب ما كشفت المختبرات الصيدلانية الدنماركية “نوفو نورديسك” المطوّرة للعلاج، فيما بدأت المطاعم في نيويورك تقم وجبات غنية بدواء “أوزمبيك” لإنقاص .
ومن شأن هذا قرار إدارة الدواء الأميركية أن يسمح بتيسير الوصول في الولايات المتحدة إلى هذه العلاجات الرائجة جدّا لتخفيض الوزن والتي تعدّ شديدة التطوّر في مجالها في نظر خبراء.
وتساعد هذه التقنية التي وضعت بداية لمعالجة داء السكّري في محاكاة عمل الهرمون الهضمي “جي ال بي-1” الضابط للشهيّة، وهي تسوّق تجاريا في سياق أدوية “أوزمبيك” و”ويغوفي” و”زيباوند”.
وتتوفّر عادة على شكل محلول قابل للحقن لكن يتمّ الآن تطويرها على شكل حبوب لتسهيل تناولها. وأشارت “نوفو نورديسك” في بيانها إلى أن ”حبوب ويغوفي” هي “أوّل… علاج بهرمون جي ال بي-1 عن طريق الفمّ يوافَق عليه للتحكّم بالوزن” في الولايات المتحدة.
وسبق للسلطات الصحية الأميركية أن وافقت على نسخة أخرى بالحبوب من هذه العلاجات واسعة التداول، لكن ليس لتخفيض الوزن.
وشهدت هذه العلاجات التي تتيح خسارة كبيرة في الوزن إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة خصوصا في الولايات المتحدة حيث تطال البدانة التي تعدّ مرضا مزمنا نحو 40 من البالغين. غير أنها ليست في متناول عدد كبير من المرضى بسبب سعرها المرتفع الذي قد يتخطّى ألف دولار في الشهر.
و لطالما كانت لينا أكسمشر من كبار مرتادي المطاعم في نيويورك إلى أن بدأت بأخذ دواء “أوزمبيك” لإنقاص الوزن فلم يعد في وسعها تناول ما لذّ وطاب، غير أنها وجدت حلّا لهذه المعضلة في مطاعم باتت تقدّم وجبات أصغر تلبية لحاجات هذه الفئة من الزبائن.
وما زالت لينا سويدية الأصل والبالغة من العمر 41 عاما تصرّ على “مخالطة الناس” وارتياد المطاعم، حتّى لو أنها لم تعد تأكل وتشرب كالسابق. وقد سهّل عليها أحد مطاعمها المفضّلة “لو بوتي فيلاج” الأمر، وبات كمطاعم كثيرة غيره يقدّم وجبات بكمّيات أصغر وأسعار أقل. ويعزى هذا القرار إلى الإقبال الكثيف الذي تشهده في الولايات المتحدة أدوية إنقاص الوزن الحديثة التطوير المستخدمة لمعالجة البدانة والسكّري. وبحسب استطلاع أجراه مركز الأبحاث “كاي اف اف” المتخصّص في مسائل الصحة في تشرين الثاني/نوفمبر، يلجأ أميركي واحد من كلّ ثمانية إلى هذه العلاجات المسوّقة تجاريا تحت مسمّيات “أوزمبيك” أو “ويغوفي” أو “مونجارو” والتي أوصت منظمة الصحة العالمية مؤخّرا بها. والإثنين، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (اف دي ايه) على نسخة أولى بالأقراص من “ويغوفي” الذي يوفّر عادة كغيره من هذه العلاجات على شكل محلول قابل للحقن. وبفضل هذه التقنية المتطوّرة التي تقوم على محاكاة عمل الهرمون الهضمي “جي ال بي-1” الضابط للشهيّة، فُتحت سوق لتلبية حاجات ملايين الأشخاص الراغبين في خسارة الوزن.
وقال أريستوتل هاتسييوريو الذي يملك خمسة مطاعم في نيويورك “لاحظت أن الناس باتوا يأكلون كمّيات أصغر بكثير”، مخلّفين الكثير من الطعام في أطباقهم.
وفي ظلّ هذه التغيّرات، بادر رجل الأعمال إلى تقليص حجم الوجبات مع كمّيات أصغر وعدد أقلّ من المأكولات والمشروبات.
وشهدت قوائم الأطعمة المقلّصة هذه نجاحا كبيرا، بحسب هاتسييوريو، في أوساط مستخدمي علاجات إنقاص الوزن وأيضا الزبائن الراغبين في عدم دفع مبالغ كبيرة لتناول وجبات في المطاعم في مدينة معروفة بغلاء المعيشة الفاحش. وما زال تناول “أوزمبيك” وغيره من العلاجات المخفّضة للوزن محدود النطاق في الولايات المتحدة بسبب الأسعار المرتفعة لهذه العقاقير.
غير أنه من المتوقع أن تصبح هذه العلاجات ميسورة الكلفة على نحو متزايد وقد تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيا بذلك.
ويُحدث الاستخدام المتزايد لهذه العلاجات تحوّلا في العادات الغذائية في البلاد، بحسب ماريون نستله الأستاذة الفخرية في علم التغذية في جامعة نيويورك.
وقالت في تصريحات لوكالة فرانس برس “عندما يصبح الطعام الذي لطالما كان من أكبر ملذّات الحياة عدوّا، تتغيّر المعادلة برمّتها”.
وصحيح أن هذه العلاجات غالبا ما تترافق مع آثار جانبية، غير أنها أحدثت “معجزات” للبعض، بحسب نستله. غير أن الأستاذة الجامعية حذّرت من أن الآثار بعيدة المدى لهذه المنتجات ليست معروفة بعد، سواء على الصعيد الجسدي أو الاجتماعي، إذ يشكّل الاستخدام الواسع النطاق لهذه العلاجات “تجربة بشرية كبيرة”.
وأقرّت لينا أكسمشر بأنها تتوقّف أحيانا عن تناول “أوزمبيك” كي “تستمتع أكثر بالحياة”.
وقد ساعدها تناول “أوزمبيك” على اكتساب عادات حميدة، مثل ممارسة الرياضة بوتيرة أكبر واستهلاك الكحول بكميّة أقلّ.
واعتبرت ماريون نستله أنه لا ضير في تقديم وجبات أصغر في الولايات المتحدة، بغضّ النظر عن العلاجات الرائجة لتخفيض الوزن.
وأكّد أريستوتل هاتسييوريو أن هذه الوجبات المقلّصة “قد تكون الأنسب حجما” للزبائن.



















