أول رجل أعمال يتاجر بالأخبار
مردوخ امبراطور الاعلام يمنع صور العاريات في مجلاته
لندن ــ الزمان
يعتزم عملاق الاعلام الأسترالي روبرت مردوخ إزالة صور النساء شبه العاريات، التي تنشر في الصفحة الثالثة من صحيفة صن التي يمتلكها.
وذكر مردوخ في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر، أنه يدرس إستبدال صور النساء، التي دأبت على نشرها الصحيفة مدة 40 عاماً، بأخرى عن الموضة والأزياء.
يذكر أن جمعيات نسائية تطلق حملات ضد الصحيفة، منذ عدة سنوات، بدعوى نشرها صور إباحية ، الأمر الذي ربما يكون له تأثير على قرار مردوخ بإعادة تقييم ما ينشر في صحيفة صن ، التي تعد أحد وسائل الاعلام، التي يملكها مردوخ، ومن بينها صحف تايمز و صندي تايمز وشبكة سكاي التلفزيونية.
يتعامل مردوخ مع الأحداث والأخبار كبضاعة يصار إلى تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في آن واحد، مهما كان الثمن الأخلاقي، وهو ما استخدمه في كثير من المواقف يؤمن مردوخ بالإنترنت كلغة العالم القادمة وبالتكنولوجيا الجديدة وعصر السرعة. كما يعتبر من أقوى الممهدين للعولمة ولكسر الحدود الحضارية والثقافية بهدف التغلغل في كبد المجتمعات تمهيدا لعصرنتها ويقدم مصالحه الشخصية والعقائدية على كل ما سواها. كما ويعتبر وفيا لانتمائه اليميني ولقناعاته المتماهية مع محافظي الادارات الاميركية، قام روبرت مردوخ بشراء موقع ماي سبيس الاجتماعي بمبلغ فاق النصف مليار دولار. لكن سرعان ما باعه ب35 مليون دولار فقط بعد عزوف المستخدمين عن ماي سبيس وهررب المعلنيين أيضا. وتقدر ايرادات ماي سبيس سنة 2011 ب183 مليون دولار بالمقارنة مع 605 ملايين دولار في ذروة نجاحه.
وقدم مردوخ، اعتذاره لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وتبرأ عبره من رسم كاريكاتيري نشر في صحيفة صنداي تايمز أثار موجة استياء بالأوساط اليهودية.
ويبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الرسم، على هيئة عامل بناء عريض المنكبين بأنف أحمر وحواجب معقودة واذنين كبيرتين، وهو يبني جداراً على أجساد الفلسطينيين المتألمين، تظهر أشلاؤهم من الإسمنت الرابط لأحجار الجدار، ولون الاسمنت وقوامه أشبه بالدم، وكأنه مجبول بدمائهم.
وعلى الرغم من أن الرسم الكاريكاتيري يشير الى الجدار الذي تشيده اسرائيل منذ عشر سنوات في الضفة الغربية. وقد بدأ في ذروة انتفاضة فلسطينية، ونشر رسم الكاريكاتير تزامناً مع ذكرى المحرقة النازية هولوكوست وهو يحمل عنواناً هو الانتخابات الاسرائيلية.. هل يستمر تعزيز السلام؟ ونفذه الرسام البريطاني جيرالد سكارف، الذي بدأت شهرته في منتصف الستينات عندما قدم رسومه الكاريكاتيرية عن حرب فيتنام والتي نفذها من موقع الأحداث. ونشر مدير الاتصالات السابق في رئاسة الوزراء البريطانية آلستر كامبل مذكرات بينت أن قطب الإعلام روبرت مردوخ اتصل برئيس الوزراء حينها طوني بلير، لحضه على عدم التأخير في غزو العراق.
وأعادت صورة صدام حسين بملابسه الداخلية والتي نشرتها صحيفة ذا صن وصحيفة نيويورك بوست عام 2005 الكثير من الجدل من جديد بعد مرور 7 سنوات على نشرها وما يقرب الست سنوات على اعدامه، وذلك بسبب ما اشيع عن رشوة دفعتها الصحيفة للحصول عليها. وتزايدت الادعاءات بأن الشركة التابعة لإمبراطورية مردوخ الإعلامية نيوز كوربوريشن حصلت علي صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن طريق رشوة أحد أفراد الجيش الأمريكي، وتساءل موقع أخبار ذا ديلي بيست الأمريكي هل تمت عملية الشراء بشكل غير قانوني من المسؤولين الامريكيين أنفسهم؟. وأشار آلستر كامبل مدير الاتصالات السابق في الجزء الأخير من مذكراته إلى ثلاثة اتصالات لمردوخ ببلير في مارس» آذار 2003، وقبل أسبوع من التصويت على غزو العراق في مجلس العموم. ووفقا لهذا الكتاب عبء السلطة
العد التنازلي إلى العراق ، جاءت خطوة مردوخ دعماً للجمهوريين في واشنطن. وقال فيه كلانا، طوني بلير وأنا، شعرنا بان الطلب كان مدفوعاً من واشنطن، وهذا مثال آخر على أسلوبهم الدبلوماسي الفج. كان مردوخ يكبس أزرار الجمهوريين. والتي ترى انه كلنا أطلنا في الانتظار، زاد الوضع صعوبة . بينما ردت شركة مردوخ نيوز كوربوريشن ، التي تمتلك سلسلة جرائد ومحطات تلفزيونية في بريطانيا والولايات المتحدة وآسيا، ببيان يعتبر المزاعم بتحريض مردوخ لطوني بلير على العراق هو هراء كامل ولا يمكن تأكيدها وأضاف البيان علاوة على ذلك، ليس هناك أي دليل حتى في يوميات آلستر كامبل لدعم مثل هذا الادعاء السخيف .
ومروخ من مواليد 11 مارس 1931 ــ ، رجل أعمال شهير. ولد في ملبورن بأستراليا من أب وأم إسكتلنديين. وهو مؤسس، ومالك الأسهم الرئيسي، ورئيس، والمدير الإداري لمؤسسة نيوز كوربوريشن News corporation.
كان والده يمتلك الصحف الإقليمية ولكن كان يخسر فارسل ابنه إلى إنجلترا ليتعلم الصحافة بدأ مردوخ مسيرته في الصحف المحلية والتلفزيونات الأسترالية ثم ما لبث ان تمدد إلى بريطانيا واميركا حيث بسط سيطرته على صناعة الافلام والاعلام الفضائي وحتى شبكات الإنترنت. بعد أن أحكم سيطرته على السوق الإعلامية في أستراليا قام بتوسيع نشاطه، وتحول عام 1969 إلى بريطانيا؛ حيث اشترى أولا صحيفة News of the world الأسبوعية التي كان يصل حجم توزيعها إلى 6.2 ملايين نسخة حيث كان يعتمد على الرياضة ــ الفضائح ــ الجنس، ثم قام بتغيير سياستها التحريرية اعتمادًا على الموضوعات الجنسية، والتركيز على العناوين ذات الحجم الكبير. بعد عدة أسابيع اشترى صحيفة The Sun بنصف مليون جنيه إسترليني بعد أن شارفت على الإفلاس؛ فخفض عدد العاملين بها حيث كان يبلغ توزيع الجريدة في اليوم الواحد إلى 5 مليون نسخة، ثم ما لبث ان قلب سياستها التحريرية رأسًا على عقب، واستحدث في الصحيفة ركناً يومياً ثابتًا لصورة فتاة عارية، وركّز على أخبار الفضائح وما يحدث في المجتمع المخملي؛ فارتفعت مبيعات الصحيفتين في وقت قصير ليحقق مردوخ أرباح طائلة ويسيطر على سوق الإعلام البريطاني.
يملك الامبراطور الاعلامي مردوخ عدة صحف محافظة مثل النيويورك بوست الاميركية والتايمز والصن الإنجليزية ويسيطر على شبكة فوكس نيوز وينزع مردوخ بحسب شهادته الخاصة إلى اتجاه موال لإسرائيل وداعم لها ومن جهة أخرى معاد لفرنسا ومحارب لنفوذها وهو ما يلاحظ في حملات وسائله الاعلامية على فرنسا. دخل مردوخ السوق الاعلامي العربي صراحة وشريكاً عبر استثماره في روتانا أو ما برر بأنه نقاش لتملك حصة. شركة روتانا تعتبر القوة الإعلامية المهيمنة في الشرق الأوسط, وتمتلك ست قنوات تلفزيونية وذراعا لإنتاج الأفلام. وبالرغم من أنها قد انطلقت خلال السنتين الماضيتين إلا أنها مع هذا تستحوذ على 50 في المائة من إجمالي إنتاج الأفلام العربية, مع العلم أنها أنتجت نحو 22 فيلماً في 2005.. وفي ظل عدم اعتبار العالم العربي والخليج تحديداً سوقا استهلاكيا معوضاً لكلفة الفن ماديا . مؤخرا اشترى محطة تي. جي. آر. تي التلفزيونية التركية الخاصة بعد مساومات استمرت أكثر من عام، ويسعى مردوخ إلى شراء صحيفة تركيا ووكالة اخلاص للأنباء اللتين يملكهما رجل الأعمال التركي أنور اوران في مسعى يهدف التصدي للشعور المعادي ل إسرائيل وأمريكا وكسب تركيا من جديد بعد تراجع صورة الحليفين في الشارع التركي كما يصنف على انه محاولة للدخول إلى العقل الشرقي عبر اعلامه المخترق اصلا. والذي يمتلك مردوخ تأثيرا كبيرا على أهم فضائياته عبر علاقاته الشخصية مع امراء الخليج ونفوذه الأخباري كونه من مصادر تلقيم الأخبار. دعم مردوخ للمحافظين الجدد تجلى في موقف وسائله الاعلامية الداعم لحرب العراق والذي استعمل في وقتها مردوخ نفوذه الاعلامي لتأليب الرأي العام ضد العراق وإنشاء ارضية شعبية لخطط بوش ووزارة دفاعه.
AZP02