أورغواي تقصي إيطاليا من المونديال وكوستاريكا تعتلي الصدارة

سانتوس يفي بوعده لليونانيين أورغواي تقصي إيطاليا من المونديال وكوستاريكا تعتلي الصدارة { مدن – وكالات: حقق منتخب الأوروغواي المفاجأة الكبرى، واستطاع أن يطيح بالمنتخب الإيطالي من الدور الأول في مونديال البرازيل، بعدما تغلب عليه بهدف نظيف في إطار منافسات الجولة الأخيرة في المجموعة الرابعة خلال المواجهة التي أقيمت على ملعب أرينا داس دوناس. هدف المباراة الوحيد جاء عن طريق دييجو جودين في الدقيقة 81، بينما لعب المنتخب الأزوري ناقص العدد منذ الدقيقة 59 بعد طرد كلاوديو ماركيزيو، ليحتل المنتخب الأوروجوياني وصافة المجموعة برصيد 6 نقاط ويضمن التأهل لدور الـ16، على حساب منتخب إيطاليا برصيد 3 نقاط. خاض المنتخب الإيطالي المواجهة بقوة كبيرة ، معتمدًا على كثافة وسط الملعب، حيث لعب بخطة 3-5-2 ، وتواجد ماريو بالوتيلي وشيرو ايموبيلي في الخط الأمامي، على أمل إحراز هدف مبكر لضمان الصعود، فيما لعب منتخب الأوروغواي بخطة 5-3-2، معتمدًا على سواريز وإيديسون كافاني. المواجهة جاءت متوازنة في الشوط الأول، وانحصر أداء الفريقين في وسط الملعب، وإن كانت الأفضلية قد مالت للمنتخب الإيطالي نسبياً، لا أن دفاع منتخب الأوروغواي، جعل بالوتيلي وايموبيلي في عزلة كبيرة، ومن جانبه حاول لويس سواريز أن يقوم بعمله الدائم في إزعاج مدافعي الأزوري، وكاد أن يفلت بهدف في الدقائق الأولى من تسديدة ضلت طريقها إلى المرمى. بالوتيلي حاول الاعتماد على التسديدات البعيدة لضرب الدفاع الأوروغوياني، لكن قدم المهاجم الغاضب والعصبي لم تكن بالدقة المطلوبة، كما شكل بيرلو محرك الأزوري خطورة على فترات أهمها كانت تسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة. وكانت أخطر فرصة من منتخب الأوروغواي من تبادل رائع للكرة بين سواريز ونيكولاس لوديرو لينفرد مهاجم ليفربول الإنكليزي بالمرمى ولكن الحارس بوفون أبعد تسديدته في الدقيقة 33 . الشوط الأول سيطر عليه المنتخب الأزوري بنسبه 58 بالمئة إلا أن فتراته لم ترتق للمستوى المطلوب في ظل الحرص الدائم من الجانبين على تأمين وسط الملعب والدفاع ، لينتهي بالتعادل السلبي بدون أهداف. الشوط الثاني جاء مثيرًا في أحداثه، حاول المنتخب الإيطالي عدم فقدان بالوتيلي الذي يمتلك بطاقة صفراء بسبب عصبيته، وأدخل مكانه ماركو بارولو، بينما خرج ماكسيميليانو بيريرا ليشارك مكانه نيكولاس لوديرو في الأوروغواي، لكن المفاجأة جاءت عندما تحصل كلاوديو ماركيزيو لاعب وسط الأزوري على بطاقة حمراء إثر دخول عنيف على لاعب أوروغواي أريفالو ريوس في الدقيقة 59. حاول منتخب الأوروغواي أن يستغل النقص العددي فكثف هجومه عن طريق تحركات كافاني وسواريز الذي أراد أن يباغت بوفون بالتسديدات البعيدة وغير المتوقعة لكن بدون جدوى، من جانبه أخرج منتخب إيطاليا تشيرو إيموبيلي وماركو فيراتي ودخل مكانه أنطونيو كاسانو وتياجو موتا على أمل استغلال المرتدات بعد أن لجأ بيرلو ورفاقه إلى تأمين وسط الملعب والدفاع، وخاصة عقب دخول مهاجم جديد للأوروغواي جاستون راميريز مكان كريستيان رودريجيز. في الدقيقة 81، استغل المنتخب الأوروجواي النقص العددي للأزوري، وأحرز هدف التقدم الأول بعد ركلة ركنية من جاستون راميريز يتابعها دييجو جودين برأسه في المرمى، لتصبح النتيجة خسارة الأزوري بهدف. حاول المنتخب الإيطالي إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الدقائق المتبقية، لكن بدون جدوى لتنتهي المباراة بخسارته بهدف نظيف. من ناحية أخرى تأهل منتخب كوستاريكا متصدرًا عن المجموعة برصيد 7 نقاط، بعدما تعادل في الوقت نفسه مع المنتخب الإنكليزي سلبيًا بدون أهداف على ملعب جوفيرنادور ماجاليس ، في مباراة متواضعة فنيًا، أظهرت أن منتخب الأسود الثلاثة لايزال أمامه الكثير لكي ينافس على البطولات الكبرى . إعادة البسمة “ليتأكد الشعب اليوناني اننا سنقوم بكل ما في وسعنا لانزالهم الى الطرقات للاحتفال هذه المرة”، وعد المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس ووفى فنزل ابناء اليونان الى الشوارع ليحتفلوا بتأهل بلادهم لاول مرة الى الدور الثاني من نهائيات كاس العالم لكرة القدم. وقعت اليونان في ازمة اقتصادية كادت تطيح بالبلاد فلم يتأمل كثيرون من مواطنيها ان تكون المشاركة الثالثة في تاريخها افضل من سابقتيها حيث ودعت من الباب الخلفي. في أيار الماضي، توقع المدرب العنيد اعادة البسمة لجمهور “غالانوليفكي” (الازرق السماوي والابيض): “الكل يعرف جيدا ان اليونان في قلبي وامل ان تخرج البلاد من ازمتها الاقتصادية باسرع وقت ممكن”. كانت الخطوة الاولى بتصفيات ناجحة منحت ابناء البلد سعادة في وقت صعب ومصيري من خلال بعض اللاعبين الموهوبين. سقطت اليونان سقوطا كبيرا في المباراة الاولى امام كولومبيا 3-0، وفي الثانية قاتلت من دون ان تصل الى المرمى مع اليابان، وبمساعدة من حكم مباراة كوت ديفوار الاخيرة حصلت على ركلة جزاء اعترض عليها الافارقة كثيرا اوصلتهم الى حلم بحثوا عنها منذ زمن بفوز قاتل في اللحظات الاخيرة من ركلة جزاء (2-1). في السنوات العشر الماضية، شاركت اليونان في خمس بطولات كبرى وحافظت على مكانها بين اول 15 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي، برغم فشلها بتسجيل اي هدف وتحقيق اي فوز في كأس القارات 2005، الحلول رابعة في مجموعتها ضمن تصفيات كأس العالم 2006، ثم خسارة مبارياتها الثلاث في الدور الاول من كأس اوربا 2008. مرة جديدة افتقدت الى النجاعة الهجومية واصبحت، اقله حتى الان، صاحبة اضعف خط هجوم من بين المتأهلين الى الدور الثاني (هدفان في ثلاث مباريات). مشوار اليونان في كأس العالم بالغ التواضع، في الولايات المتحدة 1994 رحلت من دون نقاط وأهداف، وبعدها بست عشرة سنة انتجت رحلة جنوب افريقيا فوزا يتيما على نيجيريا وخسارتين امام الارجنتين وكوريا الجنوبية. بعد ان فاجأ المدرب الالماني اوتو ريهاغل العالم باحرازه كأس اوربا 2004 ولو بطريقة دفاعية عطلت هجوم منتخبات القارة خصوصا البرتغال المضيفة في النهائي، افترق عنه الاتحاد المحلي بعد خيبة 2010 وذلك بعد تعامل دام تسع سنوات، فقاد خلفه سانتوس فترة تحول ناجحة شهدت بلوغ دور الثمانية لكأس اوربا 2012 حيث خسرت امام المانيا 2-4، قبل التأهل الى المونديال. سانتوس الذي سيترك اليونان بعد النهائيات كان واثقا من بلوغ الدور الثاني. صحيح ان اليونان وقعت في مجموعة سهلة واجهت فيها ثلاثة منتخبات من قارات مختلفة، لكنها ستفكر الان بخصمتها المقبلة كوستاريكا في الدور الثاني، فبرغم اداء المنتخب الامريكي المميز في الدور الاول وفوزه على بطلي العالم السابقين ايطاليا والاوروغواي وتعادله مع انكلترا، الا ان اسمه لا يزال مغمورا على الساحة العالمية، وبامكان رجال سانتوس متابعة الحلم الى ما هو ابعد.

مشاركة