أوراق الأيام وأوراق الآلام – غزاي درع الطائي

أوراق الأيام وأوراق الآلام – غزاي درع الطائي

تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف، فيما تتساقط أوراق الأيام في كل الفصول، والأيام لها معانيها ولكل يوم معناه، وهناك من الأيام ما لا معنى له، واليوم الذي يكون له معنى يترسَّخ ويخلد، واليوم الذي لا يكون له معنى يكون من المنسيات، وهو يشبه الرماد الذي تشتد به الريح في يوم عاصف، والأيام تأخذ معانيها مما تفعله الشعوب، فالشعوب الفاعلة المتفاعلة المتحركة النشطة هي التي تملك زمام الأيام وتجعله بين يديها، وتحركه كما تشاء ومتى تشاء شمالا أو جنوبا، أما الشعوب التي تتعايش مع الكسل، وتنام كثيرا، وتجلس تحت النخيل في انتظار أن تُسقط الرياح عليها بعضا من حشفها، فليس لها حصة من ضوء الشمس ونور القمر وزهر الربيع، ونحن في الحالين علينا أن نقف، نقف متألِّمين ومتأمِّلين، وإذا وقفنا متألِّمين مرة فعلينا أن نقف متأمِّلين مرات ومرات، أي أن نجعل من التألُّم سبيلا إلى التَّأمُّل، وعنما نتأمَّل ما حولنا سنكون أمام سيل من الأسئلة التي هي في أمسِّ الحاجة إلى الجواب الصحيح المستند إلى الفكر الصحيح الذي يفضي إلى العمل الصحيح، ومن أبرز هذه الأسئلة: متى نكون قادرين على انجاز استقرار سياسي ونمو اقتصادي وتطور بشري؟، ومتى نكون متمكنين من امتلاك القدرات الرئيسة وحيازة التصميم القادر على التحدي وصيانة القرار الذاتي والالتزام به والارتقاء به نحو الأعالي؟، ومتى نكون قادرين على رفض محاولات فرض الآيديولوجيات القادمة من وراء الحدود علينا؟، ومتى تكون استراتيجياتنا الأمنية والدفاعية قادرة على التصدي باقتدار لكل محاولات تخريب المصالح الوطنية وضربها؟، ومتى يكون بلدنا بما فيه من قدرات بشرية وعسكرية واقتصادية وتجارية قادرا على الـتأثير في مختلف النواحي ومتمكنا من بسط تطلعاته كما يريد؟، ومتى نعزز فاعلية المؤسسات التربوية والتعليمية ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي؟، ومتى نربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق الوطنية ومتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة؟، وللقارئ الكريم هنا أن يضيف أسئلته، وفي كل الأحوال لا بد  لنا من ترك المذموم ولزوم المحمود، ومن أن نتكلم في ما يعنينا ونصمت عما لا يعنينا، وأن نصدِّق النظر الصحيح ونكذب النظر الفاسد، وأن نُبطل الباطل ونُحقَّ الحق، وأن  تكون رغبتنا في تحقيق التقدم الراسخ والنهضة الحقيقية قائمة على الأسس الوطنية الصحيحة، وليس على إطالة عمر الحاكم وإطالة أعمار الكراسي.

مشاركة