أوباما يلجأ إلى التملق ـ مات سبيتالنيك وستيف هولاند
من مفردات التملق الى عبارة أشعر بألمكم تراوح حديث الرئيس الامريكي باراك أوباما وهو يخوض في دبلوماسية الشرق الاوسط بلمسة شخصية متفردة نادرا ما يظهرها على المسرح العالمي. انه يحاول ما يمكن وصفه باستخدام سحره الخاص ليخرج بنتائج مختلطة عن عمد بالنسبة لخصومه السياسيين في الوطن ويأمل ان يساعد ذلك الان على دفع فرص السلام قدما في منطقة خالية من تلك الفرص أصلا. ورغم ان الشكوك السائدة هي بعمق انعدام الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في جهود أوباما الاخيرة عمد الرئيس الامريكي الى جس النبض على اي الاحوال في اول زيارة رسمية يقوم بها كرئيس للولايات المتحدة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية.
فعلى كل الاحوال أعلى المخاطر التي يمكن ان يواجهها لن تزيد على الفشل وهو شيء لم يفلت من الشعور به كل الرؤساء الامريكيين المعاصرين تقريبا في سعيهم لاقرار السلام في الشرق الاوسط.
الميزة واضحة لرئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية ولن يضطر الى خوض الانتخابات مجددا انها منحة محتملة لتركته الرئاسية.
وفي الوقت الراهن يتحرك أوباما بحذر مستخدما عبارات ملطفة وضغط محبب من صديق خلال زيارته للقدس ورام الله هذا الاسبوع. وأطلق الصحفي الامريكي جيفري جولدبرج وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط على هذا الاسلوب تعبير عملية مداهنة الصحراء . بدأ أوباما فور وصوله الى أرض مطار بن غوريون الاربعاء بالتقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ضعف سياسيا بعد انتخابات يناير كانون الثاني ويتطلع الى الحصول على دفعة من حليفته الكبرى أمريكا. وفجأة أصبح الرئيس الامريكي الذي يعرف بطبعه الهادئ المتباعد الذي لا يعرف عنه التبسط مع الناس على علاقة حميمة تسمح له بان يخاطب رئيس الوزراء الاسرائيلي باسمه الاول بل باسم التدليل الذي التصق به منذ طفولته بيبي وكأنه نسي تأييد نتنياهو لمنافسه الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة الامريكية التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني. ووصلت الزيارة الى ذروتها الخميس بخطاب هام القاه أوباما في مركز المؤتمرات في القدس. فهناك قوبل بتصفيق حاد من طلبة الجامعة الذين هبوا واقفين للاحتفاء به وان كانت دعوته الى تبني موقف تصالحي اكثر مع الفلسطينيين قد قوبل بانقسام في الاراء خارج قاعة المركز.
وبعد ان تعثرت مبادرة السلام التي رعاها في فترته الرئاسية الاولى حاول أوباما تجربة مسلك جديد واجتمع بزعماء الجانبين بل تجاوزهم وناشد الشبان الاسرائيليين بشكل خاص ليضغطوا على حكومتهم حتى لا تتخذ مواقف متعنتة وتقبل بمبدأ التسوية.
وقال أوباما المتمرس في حشد الشبان في وطنه للشبان الاسرائيليين أقول لكم كرجل سياسة اني اعدكم بهذا الزعماء السياسيون لن يقدموا على اي مخاطرة اذا لم تطالب شعوبهم بذلك . وطلب منهم ان يضعوا انفسهم في مكان الفلسطينيين ويحاولو تصور ماذا سيكون عليه شكل الحياة تحت احتلال جيش أجنبي.وقال طالب الاعلام جور والنر 25 عاما انه نجم للروك في اشارة الى ان الرئيس الامريكي ربما يكون قد نجح في تقليل بعض الشكوك التي يشعر بها المواطن الاسرائيلي العادي تجاهه.
وقالت تال جينزبيرج 25 عاما ان اوباما تحدث بقدر كبير من التفاؤل غير الواقعي .
واستطردت الفلسطينيون من حقهم ان تكون لهم دولة لكنه تجاهل حقيقة ان من يتزعمونهم هم جماعات ارهابية .
وفي الجانب الفلسطيني حيث أصبح واضحا بشكل جلي تقريبا خيبة الامل نتيجة فشل أوباما في تحقيق اي تقدم في قضية الدولة الفلسطينية واجه الرئيس الامريكي قدرا أكبر من التشاؤم خاصة بعد ان طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس التخلي عن شرط تجميد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة قبل استئناف اي محادثات سلام.
وقال تيسير خالد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان السياسة الامريكية منحازة للموقف الاسرائيلي.
مع نتنياهو استخدم أوباما الاسلوب القديم للربت على الكتف لتجاوز ماضيهما التصادمي.
والليلة الماضية جلس أوباما ونتنياهو جنبا الى جنب في مأدبة العشاء التي اقيمت بمقر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس وشوهد الاثنان وهما يتهامسان عن قرب مثل التلاميذ الصغار.
قد لا يكون أوباما قد فاز بقلوب الاسرائيليين مثلما فعل الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون في تسعينات القرن الماضي لكنه نجح فيما يبدو في احداث ثغرة كبيرة في جدار الشك الذي فصل بينه وبين الاسرائيليين منذ ان وجه خطابه للعالم الاسلامي من القاهرة عام 2009. وكتب المعلق الاسرائيلي سيما كدمون في صحيفة يديعوت أحرونوت الاكثر مبيعا قدر من الخروج عن الرسميات.. نكتة أو مزحة خفيفة.. كلمات محدودة بالعبرية.. وقد أصبحنا نمتلئ على الفور بحب كبير للرجل الذي يبدو لوهلة وكأنه مثلنا .
رويترز
AZP07