أوباما أطلع نتنياهو سراً على قراره تأجيل العقاب على الكيمياوي
الموقف الفلسطيني الفصائل تطالب بعدم توفير غطاء عربي وعباس يعارض ضربة عسكرية
تل أبيب ــ يو بي اي
رام الله ــ الزمان
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يعارض توجيه ضربة عسكرية امريكية لسوريا بعد هجوم بالاسلحة الكيماوية ادى لسقوط مئات القتلى من المدنيين.
واضاف عباس في كلمة له امام اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله بثتها الوكالة الرسمية في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية ان الوضع العربي يمر في فترة حرجة يوما بعد يوم خاصة ما يجري في سوريا… فالأمور وصلت إلى حد أن أمريكا ستقوم بضرب سوريا بالصواريخ ربما تأجلت الضربة لفترة لا نعرف ولكن موقفنا الثابت هو إننا لسنا مع الضربة .
وتابع قائلا طبعا نحن لا نقبل أن يقصف بلد عربي من الخارج نحن لا نسمح ولكن ندين من استعمل السلاح الكيماوي ونريد حلاً سلميا للأزمة السورية .
وتحدث عباس عن تقديمه ورقة للحل في سوريا دون ان يكشف متى قدمها او لمن سلمها.
وقال أحب أن أقول لكم إننا قدمنا ورقة للحل السلمي قبلت بها كل الأطراف الدولية أمريكا وروسيا والصين والكثير من الدول العربية والأطراف الداخلية وهي الأساس الذي سيتفاوضون عليه الآن .
واضاف انه قدم الورقة من منطلق وطني قومي لا نريد للشعب السوري أن يشهد دمارا أكثر من هذاولا يوجد حل عسكري ليس هناك حل عسكري في سوريا .
ولم يتسن الحصول على توضيح من المسؤولين الفلسطينيين حول الورقة التي قدمها عباس للحل.
وحذر عباس من الحل العسكري قائلا نهاية الحل العسكري أمرين الأول هو التقسيم على أساس طائفي أو عرقي لتعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل عام 1924 عندما قسمتها فرنسا إلى أربع دول دولة العلويين ودولة حلب ودولة دمشق ودولة الدروز إضافة إلى دولة الأكراد، كذلك ستكون هناك حرب أهلية لا تنتهي . واضاف إذن الحل الآخر هو الحل السياسي يجلسون على الطاولة ويقدمون اقتراحاتهم .
وتابع قائلا ومن هنا نحن ضد أن تستعمل أمريكا الصواريخ بضرب سوريا، وهذا هو موقفنا وسياستنا .
وحثت الدول العربية يوم الأحد المجتمع الدولي على القيام بتحرك ضد نظام الحكم السوري بعد هجوم بالاسلحة الكيماوية ادى لسقوط مئات القتلى من المدنيين. وحث البيان الختامي للاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة الأمم المتحدة والمجتمع على اتخاذ الاجراءات الرادعه واللازمه ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤليتها النظام السوري ووضع حد للانتهاكات وجرائم الابادة التي يقوم بها النظام السوري منذ اكثر من عامين .
من جانبها طلبت الفصائل الفلسطينية، المؤسسات الدولية ووزراء الخارجية العرب بعدم توفير غطاء للمخطط الأمريكي لضرب سوريا، مطالبة ببذل كل الجهود من أجل تجنيب سوريا وشعبها مزيداً من الخسائر، وضرورة العمل على حل الأزمة السورية سياسياً دون أي تدخل خارجي.
واستنكرت الفصائل تصاعد التهديدات الأمريكية بشن هجوم على سوريا، وقيامها بحشد أساطيلها وحاملات الطائرات، وسعيها لحشد التأييد الدولي والإقليمي لتوفير غطاء دولي لعدوانها المرفوض.
وأكدت الفصائل الفلسطينية، التي اجتمعت بكافة أطيافها في غزة، على وقوف الشعب الفلسطيني وقواه كافة إلى جانب الشعب السوري، رافضة في الوقت ذاته كل أشكال التدخل الخارجي بالشأن السوري.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، السفير ناصيف حتى، عدم صحة ما تردد عن وجود غطاء عربي للضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سوريا.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن الجامعة العربية لا تعطي الضوء الأخضر أو غيره، نحن نتحدث في إطار القانون الدولي ضمن أهمية الأزمة السورية من المنظور العربي، وكذلك من المنظور الأخلاقي والسياسي والاستراتيجي . لافتاً إلى أن هذه الأزمة تحظى بالأهمية في ظل التطورات الحاصلة بعد جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية بدمشق، والتي أودت بحياة المئات من الشعب السوري.
فيما كشفت صحيفة إسرائيلية، امس، أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على نيته الإعلان عن قراره تأجيل توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، فيما بدأ الجيش الإسرائيلي بتسريح جنود الإحتياط الذين استدعاهم الأسبوع الماضي على خلفيتها.
وقالت صحيفة هآرتس إن أوباما اتصل هاتفيا مع نتنياهو، وأطلعه على نيته الإعلان عن طلب مصادقة الكونغرس على شن عملية عسكرية ضد سوريا.
ونقلت عن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن أوباما تحدث مع نتنياهو بعد ظهر السبت الماضي، بتوقيت إسرائيل، وقبل 4 ساعات من إعلانه عن قراره.
وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض قرر الحفاظ على سرية هذه المحادثة، علما أنه أعلن عن محادثات أخرى أجراها أوباما مع زعماء دول أخرى في الأيام الأخيرة، كما أن البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضا التعقيب على هذه المحادثة بين أوباما ونتنياهو.
وقال الموظفون الإسرائيليون إن هدف المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو هو إفساح المجال أمام إسرائيل بأن تستعد أمنياً بما يتلاءم مع قرار أوباما بإرجاء الهجوم ضد سوريا، بعد أن تعهد مسؤولون أميركيون أمام نظرائهم الإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، بإخطار إسرائيل بحال توجيه ضربة لسوريا لكي تستعد لاحتمال شن سوريا هجمات صاروخية ضد إسرائيل.
وشدد موظف إسرائيلي رفيع المستوى على أن المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو، يوم السبت الماضي، تدل على التنسيق العميق بين الدولتين في الشأن السوري.
كذلك رجحت الصحيفة أن هذه المحادثة جاءت لتمنع نتنياهو من توجيه انتقادات لأوباما بسبب قراره، كما أن هذه المحادثة شكلت خلفية لقيام نتنياهو بتوبيخ وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أريئيل، الذي هاجم أوباما على أثر قراره تأجيل الهجوم. وكان أريئيل، قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه لا ينبغي انتظار أن يموت عشرات آلاف الأطفال الآخرين من أجل التدخل في ما يحدث في سوريا.. وعندما تلقي الغاز السلاح الكيميائي على السكان فهذا يعني أنك تعرف أنك ستقتل آلاف النساء والأطفال ومن دون أية محاولة للتمييز، ويجب وقف هذا الأمر، فهذا أرنب يقتل.. فإذاً عالجوا أمره . وقال نتنياهو لأريئيل خلال اجتماع الحكومة إنه لا مكان لتصريحات خاصة، وأطلب منكم مواصلة التصرف بصورة تتحلى بالمسؤولية، ولا تتصرفوا بشكل يفتقر لترجيح الرأي مقابل حليفتنا الولايات المتحدة من أجل الحصول على عنوان في وسائل الإعلام . وفي غضون ذلك، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم إن الجيش الإسرائيلي بدأ بتسريح جنود الإحتياط الذين استدعاهم الأسبوع الماضي على ضوء ضربة عسكرية أميركية محتملة ضد سوريا. وكذلك فإن الجيش الإسرائيلي سيعيد نشر منظومات اعتراض الصواريخ، القبة الحديدية و حيتس و الباتريوت ، إلى ما كانت عليه قبل رفع حالة التأهب فيها.
وقالت الإذاعة، إن جهاز الأمن الإسرائيلي فوجئ بإعلان نتنياهو عن قراره بإرجاء توجيه ضربة إلى سوريا وطلبه بالحصول على موافقة الكونغرس.
ومن جهة ثانية، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن تخوفهم من أن قرار أوباما من شأنه تعزيز قوة إيران وحزب الله، وأن إسرائيل تتخوف من أن تردد أوباما سيؤدي إلى بقائها وحيدة في المواجهة مع إيران وبرنامجها النووي.
AZP02