الأعداد والتخطيط قبل الشروع بأي عمل لاشك فيه عنصر اساسي وحيوي يضمن نجاح أي جهد نقوم به لتحقيق الاهداف المرجوة . أن التربية والتعليم بحاجة لذلك وهي تعني العمل المبرمج الخالي من الاخطاء التي قد تحدث وانها تنظيم حضاري وتبرز أهمية الخطة بالنسبة للمدرس في السنوات الخمس الاولى من التدريس ولا يمكن الاستغناء عنها حتى بعد مضي فترة طويلة في التدريس اذ أن تحضير الخطة مسبقاً تحث المدرس على المتابعة والبحث ومن الضروري انه يجب ان تكون مفصلة وتحتوي على كل الاحتمالات التي قد تطرأ على سير تدريس المادة من اول العام الدراسي وحتى نهايته ورسم خارطة النقاش من احتمال اثارة اي سؤال او نقاش ان الخطة السنوية واليومية مهمة جداً أذ انها تلزم المدرس بإنهاء المنهج في وقته المحدود وبذلك بتقسيم عدد الدروس على أيام السنة الدراسية وبترتيب لمفردات المنهج ولها اهمية كبيرة في المام المدرس بكل تفاصيل المادة وهي كذلك تبعده عن حالة الإرباك والفوضى والتخبط في عرض مفردات الدرس وكذلك مفردات الخطة يجعل امكانية ربط المادة الحاضرة بالسابقة .
وهنا تكمن صورة العمل الجماعي والتعاون لاكتساب الخبرات والمهارات بين المدرس حديث العهد والمدرس الخبرة وقد نصت المادة الحادية والثلاثون من نظام المدرس الابتدائية رقم 20 لسنة 1978 . الفصل الثالث :
(( على المعلم إعداد خطة سنوية لكل مادة دراسية يتولى تعليمها في كل صف من الصفوف ، تتضمن وصفاً مجملاً للمهمات التي يعتزم القيام بها في العام الدراسي بما في ذلك تحديد الاغراض وترجمتها الى انماط سلوكية وتوزيع مواد المنهج على وحداته الرئيسة وتحديد وسائل تطبيقية وتقويم النتائج وانواع النشاط التربوي والاجتماعي الاخرى )) .
أن الخطة العلمية التي تستند الى حسن التخطيط تمكن المدرس من التحكم فيما أنجزه من المنهج الدراسي المقرر حسب المدة الزمنية وكذلك مراجعتها باستمرار من قبل المدرس ومن الضروري إجراء بعض التعديلات عليها إن تطلب الأمر ذلك وما يتضمنه من أوقات الامتحانات اليومية والشهرية وتقييم الطالب على ضوء نتائج الامتحانات تلك .
وهنا يبرز دور إدارة المدرسة والمشرفين في متابعة وتطوير الخطة باستمرار لتحقيق الاهداف التربوية المرجوة .
أن الإعداد المسبق لمفردات الدرس أكثر أهمية ، وعليه لابد من أن نخطط لنوع الفعاليات والنشاطات داخل الصف . ومن السنوات العشر الأخيرة مرت العملية التربوية بالكثير من المعوقات وعرقلة خططاً كانت قد وضعت للتطوير ومن ضمن هذه الأمور أن حصل انقطاع عن الدوام في المدارس لأسباب قاهرة مرت بالبلد وظروف أمنية صعبة وتحديات حالت دون إفساح المجال للمدرس بأن يكمل المنهج بصورة جيدة وحسب ما كان مخططاً له من قبله وأصبح الوقت بالنسبة له غير ملائم لطموحاته في إيصال المادة المقررة لأذهان الطلبة كما كان متوقعاً .
والحق يقال أن المدرس والمعلم قد واجه صعوبات ولكن بجهود الخيرين استطاع القطاع التربوي أن يعبر الى ضفة الاجتهاد وتحدي الصعاب والوصول الى العملية التربوية الى بر الأمان .
محمد بدر – بغداد