أنقرة الكردستاني أداة بيد دمشق
أنقرة ــ توركان اسماعيل قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم نشر اسمه الحكومة السورية لها تاريخ في دعم المنظمات الارهابية ومنها حزب العمال الكردستاني وفي استخدام الارهاب كأداة في سياساتها ودبلوماسيتها . وأضاف رافضا التعليق أكثر من ذلك لدينا بعض المعلومات او الادلة على انه تم استعادة روابط نشطة . من جانبها أصدرت محكمة الجنايات في اسطنبول التركية ، امس، أحكاما قضائية بحق جنرالات أتراك على خلفية مشاركتهم في تخطيط لانقلاب ضد السلطة ضد حكومة رجب طيب أردوغان والذي يعرف باسم المطرقة.
واصدرت المحكمة المذكورة حكما بالحبس لعشرين عاما بحق كل من الفريق اول متقاعد خليل إبراهيم فرتينه قائد القوات الجوية السابق، والجنرال المتقاعد وزدن أورنك قائد القوات البحرية السابق، والفريق أول متقاعد تشتين دوغانأحد قادة الجيش الأول التركي السابقين
وخلال الاسابيع القليلة الماضية نصب متشددون من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وتركيا منظمة ارهابية كمائن لقوافل عسكرية وخطفوا مسؤولين في الحكومة وزرعوا قنابل في الطرق.
ورد الجيش التركي بقصف معسكرات حزب العمال الكردستاني بالطائرات النفاثة وطائرات الهليكوبتر الهجومية في واحدة من أشرس المعارك منذ ان حمل حزب العمال السلاح عام 1984 لاقامة دولة كردية.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن المعارضة السورية تزداد قوة مع مرور الأيام، وإن الرئيس بشار الأسد بات ميتاً سياسياً .
وأوضح أردوغان، في لقاء صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية، أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها على مرّ التاريخ، لم تبق في السلطة، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول مستقبل الرئيس السوري في بلده.
وأضاف أردوغان أنه للأسف شهدنا في إطار الربيع العربي، اضطهاد النظام السوري لشعبه، حيث أدى العنف الذي مارسه ضده إلى مقتل و نزوح عشرات الآلاف من الشباب، والأطفال والمسنين، وهذا النظام عديم الرحمة، مستمر في سياساته في نفس الاتجاه .
وهددت انقرة بأنها قد تتحرك عسكريا اذا شن حزب العمال الكردستاني هجمات من داخل الاراضي السورية وقامت بمناورات عسكرية على الحدود في تحذير واضح لدمشق.
لكن فكرة ارسال قوات تركية الى شمال سوريا الذي تقطنه غالبية كردية حتى لو حدث هذا بأي شكل من اشكال التفويض الدولي سيزيد من غضب الرأي العام في الوقت الذي تحاول فيه أنقرة احتواء حزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.
وقال فاروق لوج أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري ــ أكبر أحزاب المعارضة التركية ــ لرويترز الارهاب الحالي في تركيا يتأثر بشدة بسياسات الحكومة في سوريا والعراق وايران.
ويتمتع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان بشعبية كبيرة وتندر الاحتجاجات الغاضبة من سياسته في سوريا لكن حالة الاحباط تتصاعد خاصة في اقليم هاتاي الجنوبي على الحدود الذي استوعب نصيبا كبيرا من 80 ألف سوري هربوا الى تركيا.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الاسد واتهمه بأنه خلق دولة ارهابية كما سمح للمعارضة السورية بترتيب صفوفها على الاراضي التركية وطالب باقامة منطقة آمنة تحميها قوات أجنبية داخل الاراضي السورية.
وترى واشنطن ان تركيا لاعب اساسي في دعم المعارضة السورية وفي التخطيط لانهيار حكومة الاسد الذي يقول المسؤولون الامريكيون انه سيحدث في نهاية المطاف.
لكن مع انخراط جنود الجيش التركي في واحدة من أشرس المعارك مع المتشددين الاكراد في الجبال الواقعة في جنوب شرق البلاد منذ أكثر من عشر سنوات بدأ الرأي العام التركي يتحول ضد التدخل التركي العميق في الازمة السورية. وبعد ان نقل التلفزيون التركي وقائع الجنازات العسكرية تحولت المشاعر الوطنية الى الداخل.
وقال سنان اولجن الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية أعتقد ان الشعب التركي عرف الان الصلة ــ سواء كان ذلك صوابا ام خطأ ــ بين سياسة الحكومة الطموحة الجازمة بشأن سوريا وتصاعد ارهاب حزب العمال الكردستاني .
واستطرد من الواضح جدا ان عدم الشعبية هذه ستتزايد اذا استمرت الحكومة في تصعيد خطابها بشأن سوريا في الوقت الذي تعجز فيه هي وبشكل فاضح عن التعامل مع المشاكل الامنية الخاصة بتركيا .
ويشك محللون اتراك في ان الاسد سمح لحركة كردية سورية كبرى يعتقد ان لها صلة بحزب العمال الكردستاني التركي بالسيطرة على الامن في بعض البلدات الواقعة في شمال سوريا لمنع سكانها من الانضمام الى الجيش السوري الحر المعارض.
ونفى الاسد السماح لحزب العمال الكردستاني بالعمل داخل الاراضي السورية.
AZP01