أنا وأخي والموت – خلدون المشعل
بدون سابق انذار وبدون موعد يأتي الموت ليختطف منا انسان قريب الى الروح حبيب للنفس عشقناه منذ الطفولة وفجأة يرن جرس الهاتف الجوال ليخبروك ان اخيك قد ترجل من صهوة جواده في هذه الدنيا الفانية ليلتحق بالرفيق الاعلى لتصدم بما سمعت اذنيك ،
سمعنا اطفالا اننا عندما نصاب باذى نقول ( اخ) ولكن عندما جاءت ساعة الموت لاخي سلام رحمه الله كان وحيدا في بيته لم نستطيع ان نرد له افضاله علينا ولم نستطع ان نخفف الام سكرات الموت المرعبة كانه كان يردد قصيدة الراحل عبدالرزاق عبد الواحد (من دون ميعاد من دون ان تقلق اولادي ) اراد ان يموت وان لا نراه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ، لقد كسرت ظهورنا يا ابن امي وابي لقد رحلت عن هذه الدنيا وان تحلم بان يكون العراق عراقا قويا معافى وان تكون له حكومة تعز شعبه واهله لقد عارضت كل سياسات الحكومات الخاطئة منذ ايام شبابك في ثمانينيات القرن الماضي وليومنا هذا لقد بكت عليك طائرات السوخوي وقاعدة الحبانية الجوية والبكر وقاعدة الامام علي والشعيبة لقد بكت عليك السماء في يوم رحيلك ولقد نعتك جامعتك جامعة الانبار ونعاك صديق طفولتك جمال ناجي لقد لتحقت باصدقائك بشار وحاتم والطيار ناظم ، لقد ذهب ذلك الصوت الشجي ورحلت ابتسامتك معك ، لم تفكر بان موتك سيرهق ام سلام المتعبة بامراضها والمنكوبه بشهدائها ، هذه بغداد التي احببتها تسألني عنك اين سلام فملك المشويات كلما رايته تدمع عيناي ، كيف ارتضيت ان تترك يمان وابيه وتترك اخوك صادق كاتم اسرارك ، نم قرير العين ( ياخوية ) والملتقى عند مليك مقتدر وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على ما قسم لنا ، يابن امي احلامك لم تحققها وانا اعلم جيدا بما حلمت به من سيقول لي ( ولك خلدون اني ارزلك وبكيفي واســـتغل كبر عمري عليك ) اذهب يا سلام الى رب رحيم فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .