أنا علي – نص شعري – سبتي‮ ‬الهيتي

أنا علي – نص شعري – سبتي الهيتي

إلى الصديق الدكتور قاسم أمين

أدمى مصابك أجفاني وأغرقها

          بالدمع ينزف منها وهي ترتجفُ

قد راعها الموت مكتوباً لأقرأه

          بين السطور وقد أبكاني الأسفُ

وهاجني صوتك المفجوع أسمعه

          من البعيد وقلبي خائف وجفُ

فهل تأكد لي ما كنت أحسبه

          ظناّ مريباً به الأحداث تكتنفُ ؟

أم أن واسطة العقد التي سلبت

من ناظريك رماها الظلم والهدفُ

 أم أنه القلبُ أضنته الديار وقد

          أزرى بعيشتها الحرمان والقرفُ

تثيره دمعة للطفل أجبره

          على النحيب زمان غادر صلفُ

وتستبد به الأنباء آتية

          بغير ما يرتضيه الياءُ والألفُ

حتى قرأتك تنعى من شغفت به

          حباً ، يعزيه العنوان والخلفُ

ففي الفؤاد ضمير ظلّ يستره

          عن المواجع في أحلامنا السلفُ

يعني اليقين وكم صاحبته زمناً

          وكدت فيه مع الايام أختلفُ

حتى رأيتك مفجوعاً ومحتسباً

          وصابراً بقضاء الله تعترفُ

فرحت أبكي علياً وهو مبتسم

          كالطفل ليس له هم ولا كلفُ

لأنه منك في حزن وفي فرح

          وأنه من مناك العزّ والترفُ

وإنّه الأبن لا شيء يعوضه

          وليس يعدله مال ولا تحفُ

فيا لصبرك مفجوعاً ومغترباً

          وصبر أم رؤوم منه تعتكفُ

فما يزال أبنها حياً بطلعته

          وبين عينيه عزّ النفس والانفُ

وما يزال الأب المفجوع في دمه

          يدمى الفؤاد ولن يغني الذي أصفُ

فصرت أبكي علياً وهو منتصب

          كالطود فوق أفاعي موته يقفُ

يقول للشمس في وسط النهار أنا ..

          أنا العراق أنا الأنبار والنجفُ

والغاصبون دمائي لا حياء لهم

          و لا خلاق ولا دينٌ و لا شرفُ