أمّي بلادي

أمّي بلادي

ساجدة الموسوي

مهداة للفنّان العراقيّ الكبير فاروق هلال ملحّن أنشودة (أمّي بلادي) في أوبريت طوق الياسمين من تأليفي والذي عُرض في احتفال الاتّحاد العامّ لنساء العراق خلال أعياد المرأة العراقيّة عام 1998.

****

بأيِّ جناحٍ يَهيمُ

ليمضي به باتجاه ِ هواه

هائماً في البراري .. هائماً في الفيافي

في اللّيالي المطيرة ِ

في غبش النّحلِ والورد ِ عند غروب اليمام

كأنَّ به هاجساً أو لجاجة

وتسألهُ الرّيحُ : ماذا تريد ؟

وجناحك ما أمرهُ .. لا يحطُّ ولا يستكين ؟

هوَ لم يلتفت للسّؤال ..

يواصلُ في رحلةِ الشّوق ِ

شوطاً جديداً وأمراً بعيداً ..

كأنّ على متنهِ جوقةً من ملائكة ٍ يعزفون

كأنَّ على قلبهِ قلقاً

كلّما أورق الغصنُ شمعة ْ

عافها عند شبّاك ِ أهلِه

وراح ليوقدَ من قلبه أختَها …

ويواصلُ رحلته بزوّادة ِ العاشقين البلادَ

وإذ يرتقي شجرَ الكبرياء

يقبِّلُ في الصّبح أمّه

يرصّعُ في عصبة الرّأسِ شذرة

فتلمعُ في عينها نجمةٌ من فرح ..

كلّما اتقدت شمعةٌ من هواه

صعدت شذرةٌ فوق عصبةِ أمّه

يتكاثفُ تاجٌ من الياسمين

” أنت ِ كم تشبهين بلادي !

أحبُّك مثلَ بلادي ..

وأسهرُ أعزفُ حتى الصّباح

أغنّي على جرحِ  قلبي

فهل أنتِ أمّي أم انت ِ بلادي؟

بلادي ..بلادي .. بلادي

أمّي.. بلادي

صرتُما في دمي واحداً

فاعذرا حُرَقي

واعذرا قلقي

ولتغنِّ المآقي

بلادي بلادي

أمّي بلادي “

****

(كتب لي أن الجزء الأخير من القصيدة الذي لحنه لأوبريت طوق الياسمين ولم يحفظ .. طلب إعادة تسجيله بعد رحيله فأبكاني) .

مشاركة