
أمن اللبس – علي اليساري
اجمع العرب على ان الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب !
وهذا الاجماع يأتي دليلا داحضا تخرصات البعض ممن يقول ان العرب (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )!
ورغم هذا الاجماع المفرح الا ان بعضاً ممن ينتسب الى حوزة النحو يشذ عن هذا الاجماع فينصب الفاعل ويرفع المفعول به مدعياً ان ذلك ممكنٌ شرط الافادة وعدم اللبس لان الغاية القصوى لكل لغة هو تبليغ اغراض المتكلم والتواصل بين ادوات التلقي ( الاذن والعين وحجيرات الدماغ ) وادوات النطق العاملة ( اللسان واللهاة والاسنان والشفاه واوتار الحَنجرة ) .
فيمكنك ان تنــــــصب (المسمار ) وهـــــو الفاعل وترفع ( الثوب ) وهو المفعول فتقول :
خرقَ الثوبُ المسمارَ لانه لا يمكن للقارئ مهما بلغ انحطاط درجة وعيه وخراب محرّك قاطرته ان يظن ان الثوب هو الذي خرق المسمار وليس العكس !
ومن ذلك ما فعله ( ابن الاثير ) (رحمه الله ) في قراءة آيةٍ كريمة بقلب حركتي الاعراب فنصب الفاعل ورفع المفعول لان ذلك لا يؤدي الى اللبس وسوء الفهم :
( فتلقى ادمَ من ربه كلماتٌ ) لان فاعلية آدم في التلقي لا لبس فيها ولا هم يتلخبطون
أمْنُ اللبس
قاعدة عريضة تُنجي الكثيرين ممن يؤرقهم اعراب الكلمات بالحركات المعهودة من قيود اللغة الا اذا كان ذلك يؤدي الى انحراف بوصلة الفهم
تنبه اللغويون العرب الى هذه الظاهرة ومنهم ابو عثمان الجاحظ
اذ يقـــــول (يكفي من حظ البلاغة ألا يوتى السامع من سوء افهام الناطق ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع)!


















