أمل الأمة
ان تضحية الامام الحسين ((عليه السلام)) بنفسه وأهله واصحابه يوم عاشوراء في كربلاء سمة الجود والشجاعة الخالدة على مر العصور ليس لتحقيق هدف شخصي كان معنويا او ماديا او البحث عن السلطة وانما خروجه للاصلاح في امة جده وتحرير الناس من الظلم والطغاة وانها ثورة إلهية للحفاظ على الدين الاسلامي وقد فاز الحسين علية السلام بحب الكبير والصغير فحين كذب الموت فالحسين مخلد كلما مر الزمان ذكراه يتجدد فهذا أمر واقعي يتجسد في قوله تعالى ((ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) (169) ال عمران وعلى المؤمنين الحفاظ على دينهم وان نضع في الحسبان كم من دماء طاهرة سالت من اجل هذا الدين ولا ننسى ان إمامنا قارع أكثر الناس طغيانا من جهة وخيانة من الآخرين حين دعوا لنصرته إلا أنهم كانوا قوما خاسرين ويشهد عليهم التاريخ بمواقفهم الجبانة وحب المال على عكس ما نراه اليوم في تجسيد ثورة كربلاء والعدد الهائل لمحبي أل رسول الله (صل الله عليه واله) وحين أراد أعداء الحسين علية السلام القضاء على ثورته لم يقدروا لان الله سبحانه هو الكفيل لهذا الأمر كما كان هدف العدو على أن لايبقى لأل الرسول من ذكر الا ان شاءت قدرة الله أن يجعلهم نبراسا للعالم وهم أمل الأمة ورسالة لكل الشعوب التي تعاني من ظلم حكامها في سلب الحقوق فحين نادى الإمام الحسين عليه السلام (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) وهنا يجب على الجمهور الواعي بالقضية أن لايكونوا ضمن قول الشاعر الفرزدق (إما القلوب معك وإما السيوف فمع بني أمية) وان الزخم ألعطائي مستمر ودائم وهذه القرون والسنين تذوب وهذا الحسين اسمه باقيا في القلوب فهو مع الله والله معه جده رسول الله وأبوه علي ابن ابي طالب وأمه فاطمة الزهراء روحي لهم الفداء وما دام هذا الدفق يتجدد وشعاع محمد ا خالدا فحين قال الإمام الحسين (علية السلام) (إذا ولي الأمة وال مثل يزيد فعلى الإسلام السلام) فكم يزيد اليوم يعثوا فسادا ودمارا لهذه الأمة بسبب السياسات الخاطئة وحين القول الصحيح بان لايقاس الحسين علية السلام بالثوار بل بالأنبياء ولا تقاس كربلاء بالمدن بل بالسموات ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر بل بمنعطفات الكون ووجدت إن الكلمة عاجزة عن التعبير عن نفسها في الحسين علية السلام وصدق القول بان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .
عقيل المكصوصي