أمريكا تتلقّى الهزائم وروسيا تنتصر – شاكر كريم عبد
لا اظن ان امريكا لاتزال ألقادرة والامرة والناهية وصاحبة الحرية والديمقراطية والقوة العظمى خاصة بعد ان تلقت الهزائم في العراق وافغانستان واليوم في اوكرانيا كما انها مهما بلغت بها الحماقة مداها فانها لن تستطيع فعل شيئ لايران بسبب الاتفاق النووي غير التهديد بالعقوبات الاقتصادية مثلما تفعل اليوم مع روسيا بسبب اوكرانيا ونفس الذيول الذين ساهموا بالحرب وغزو العراق يفعلون ما تفعله سيدتهم وولية امرهم بإصدار عقوبات اقتصادية ضد روسيا وانا على ثقة بان عشاق امريكا وذيولها الذين يراهنون على عظمتها وقوتها . لان هذه العظمة محفورة في عقولهم وعلى جدران قلوبهم . ومهما حدث فانهم لن يصدقوا هزائمها المتكررة لانهم (صم عمي لايفقهون).. فأمريكا كما يقال أكلت هواء في العراق وامتلأ بطنها بالأوجاع ورأسها بالصداع العراقي، وهي اليوم في ورطة تجعل أعداءها ممتلئي الصدور رضاً وفرحاً وشماتة، فلقد باءت بفشل ذريع وخاب مسعاها في استعمار العراق والسيطرة على نفطه وتطويع شعبه وتحويله إلى نموذج تجعل منه شبحاً مرعباً لدول في المنطقة سوف يجتاحها الطوفان الأمريكي والمخطط التوسعي الأمريكي. صحيح أن أمريكا نجحت في تمزيق العراق وتقسيمه واشعاله فتناً وحروباً طائفية يستحيل معها أن يعود العراق عراقاً واحداً كما كان، لكن مشروعها الاستبدادي والاستيلائي على خيرات العراق النفطية أصبح هباءً.
وأن أمريكا حاولت قدر جهدها أن تخرج من العراق أمام العالم وأمام الشعب الأمريكي محفوظة ماء الوجه، محفوظة الكرامة ولكن ذلك يبدو بعيد المنال عليها فلقد واجهت من الإنسان في العراق شراسة وعنفاً، وصرامة وفتكاً تفوّق على فتك (الاباتشي) و (الاف سكستين) وطائرة (الشبح) وصاروخ (توماهوك) والرؤوس المنضبة وكل ما أنتجته ترسانة المصانع الحربية الأمريكية من سلاح جهنمي مهلك كما انها انهزمت من افغانستان في وضح النهار بتبريرات لايصدقها الطفل الرضيع . فهل لها أن تورط نفسها بالنوم على فراش البارود والترسانة النووية حينما تريد أن تحارب روسيا ..؟ خاصة وان روسيا لاتريد من اوكرانيا ان تصبح مثل كوبا لامريكا الشمالية. اظن ان الولايات المتحدة اليوم في اضعف حال فليس لها خيار عسكري للمواجهة مع الروس وان تحشيدها اعلاميا وعسكريا لاوكرونيا لانها تدرك جيدا ان روسيا تمتلك اسلحة فتاكة لايستهان بها من امريكا وحلفائها. خاصة وان ردت الفعل الامريكية كانت خجولة جدا فهي مجرد تهيدات غير كافية لردع روسيا او منعها من غزو اوكرانيا. وإنها لو فعلت فهي حتماً تفتح على نفسها أبواب جهنم وسوف تدخل في جحيم لن تطفئه مطافئ الحريق في نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وكل المدن الأمريكية .