أما آن لهناء أن تهنأ ؟
ليست هذه مجرد أمنية أسعى لأن أطلقها هكذا، ثم أقف على أعتاب نصف أمل في أنتظار أن يتحقق أو لا بل حلم يتلفع بعباءة دعوة خالصة مخلصة تفرد أجنحتها وتحلق عاليا في سموات وفضاءات من يعطي للابداع حقه لكي يعادل كفة ميزان المبدع بما يستحق وما ينبغي أن يكون عليه، بزهو عطاء وأغداقات وعي وسيرة أعتراف نبيل – بعيدا كل البعد عن أي غرض رسمي أو نهج سياسي أو أستعراض شخصي لكنه مسعى ونسق انساني، ابداعي، كريم، معافى، مسور بحس وطني سليم المرامي، نزيه المعاني، أصيل الكبرياء، مشرق، مغدق، في ترشيح وتنقية معنى قيمة الاستحقاق لمن يستحق، بصدق سلامة عمق الانجاز.
وما يعزز ثقتنا بتحويل حلم هذه الأمنية والأمل المرتجى، عبر مراد هذه الدعوة التي أطلقها بحق الفنانة المبدعة المخلصة هناء عبدالله التي أفنت كل سنوات حياتها وعمدت أزاهير عمرها من أجل قيمة الفن منذ أكثر من نصف قرن، أن تكون محط أنظار من يسعد هذه المرأة لكي تهنأ هناء بحصاد وعناء تأريخ تضحيتها عبر تحد لقوائم ومصدات أجتماعية قاسية وصعبة – سابقة ولاحقة – كالتي واجهت هناء زنبقة الفرقة الوطنية الفنون الشعبية، بثقل حضورها وسحر وسر تواصلها منذ بداية الأحتراف حتى نيلها درع مهرجان (لوسيا) في مدينة يوتوبوري السويدية العام الماضي، موشوما بجائزة حملت اسم (امرأة من الشرق) وغيرها العديد من الجوائز والشهادات والميداليات والتذكارات التي حصلت عليها عبر مشاركات عربية وعالمية في أكثر من سبعين دولة طافت بها مع ملاك هذه الفرقة الذهبية بحسها ونفسها ونسقها الشعبي – العراقي الرائع وبمؤازرة فاعلة من لدن مدير هذه الفرقة الفنان فؤاد ذنون المثابر العتيد، العنيد الذي بذل كل ما في وسعه من أجل استمرار وديمومة عمل فرقته في أشد الظروف ضراوة وعسرا وضيقا.
وظلت هناء تحتمي بابتسامة دائمة الخضرة وبوجهها النضر وروحها المتسامقة، المتعالية على كل الصغائر أمام صدق الانتماء لعملها وريح عشقها الأول، حتى هذه اللحظة التي تعاني بها من هواجس الخوف على مستقبلها، وتصادم عربات قطار العمر الذي يأخذ بها الآن نحو مصير مجهول.
لا أظن يسعد أحد من محبي هناء ومتابعيها، تلك التي أقترانها بالفن عوضا عن بيت يلم (كبرها) أو زوج يقف لجنبها أو أطفال يحملون أسمها، فقد حرمت نفسها- تضحية من سواد عيون فنها-من طوق ونجدة كل هذه الامتيازات ومن سبل الحماية الأجتماعية، التي يحتمي بها أنسان الى ان يقدر الله يوم الرحيل.
الا تستحق منا هناء عبدالله ان نقف معها ونعز من شأن كرامتها ونحمي شيخوختها من نوائب الزمن ؟! الا تستحق ولو بالتفاتة تكريم تليق بها من الجهات الفنية والثقافية المعنية برعاية الابداع ، وجل غايتنا خدمة كل من يستحق الخير.
أميمة حسن
AZPPPL