ألوان لغة لأربعة أثواب نساء – نصوص- جاسم الحبجي

رواية والا أندي: فن تقاسم الزوج ومضامينها الإستشراقية

ألوان لغة لأربعة أثواب نساء – نصوص- جاسم الحبجي

يعتبر الاستشراق احد اهم الادوات الغربية التي اشتغل عليها الغرب للدخول الى الشرق وحضاراته منذ فترة ليست بالقصيرة وقد استطاع الغرب اكتشاف الكثير من جوانب الحضارات الشرقية ومنها العربية -الاسلامية التي كان منهمكا بها اكثر من غيرها من الحضارات الشرقية الاخرى وكان له اهدافه من وراء ذلك التي شملت جميع المجالات ومنها الثقافي ومنذ فترة مبكرة اهتم الاستشراق والمستشرقون الغربيون بالادب العربي الاسلامي ولغته وفروعه كافه وظهر المختصون في هذا المجال حيث شملت اهتماماتهم اللغة والادب وغيرها من الفنون الادبية وحاولوا التاثير على الكتاب العرب والمسلمين سواء كان ذلك من خلال المناهج التي اختطوها لانفسهم او عبر الشخصيات التي تاثرت بالمناهج الغربية وكانت اثار الفكر الغربي الاستشراقي واضحة على الثقافة والفكر العربي والاسلامي من خلال فنون الادب ومناهجه

ومايهمنا هو تبني بعض الادباء والمفكرين العرب والمسلمين لبعض مقولات الغرب الخاصه بالصورة الثقافية للعرب والمسلمين بصورة عامه ولحضارتهم والدين الاسلامي والتي تظهر في اعمل مفكريين وادباء عرب كانوا ام مسلمين ففي رواية (والااندي فن تقاسم الزوج)للروائيه الافريقية الكاميرونية دجايلي امادوامل الصادرة عن دار الفارابي ومؤسسة الانتشار العربي ط1 2013 نرى تاثير المقولات الغربية الاستشراقية واضحا في مضامين الرواية ولاسيما كتابات المستشرقين الاوربيين عن الاسلام فقد اختارت الروائية احد اهم القضايا التي ركز عليها الاستشراق وهي الزواج والجنس وحقوق المراة واعطت عنها صورة مشوهة عن الاسلام تمثل راي الغرب المختلف حضاريا وفكريا مع الاسلام فكان عنوان الرواية يحمل في ايحاءاته محمولا جنسيا واضحا (والااندي )وهي كلمة تعني الليلة التي تمضيها كل زوجة مع الزوج واعتبر العنوان ان ذلك فنا (فن تقاسم الزوج)وفي اسفل العنوان رسم لاربع نساء بازياء والوان مختلفه وهي صورة توحي بالرقم الشرعي الذي شرعه الاسلام للرجل المسلم بالزواج من اربع نساء وكانت الصورة معبرة عن الشكل فقط وهي الوان مختلفة لاربعة اثواب يرتدينها في اشارة الى استخدام المراة للزينه والمتعه فقط وفي نفس الرسم صورتها عبارة خادمه تحمل الاشياء للزوج فقط

وفي الصفحه الاخرى من غلاف الرواية وضعت بضع كلمات تشير الى فحوى الرواية تضمنت صورة سوداوية عن المراة الكاميرونية المسلمة طبعا الساحلية كما جاء في الرواية فهي وبحسب غلاف الرواية مضطرة ان تكون امراة منذ صغرها وهي مراهقه كما انها مضطرة ان تخفض عينيها وان تغطي راسها اشارة الى الحجاب الذي فرضة الاسلام على المراة لدرجة ان الذي يلتقي هذه المراة لن يراها لانها مغطاة كليا .وتشير الى طريقة زواجها بطريقة غريبة فقد دفع شخص ما مهرا لاهلها ليصبح زوجها وتركت في احدى الليالي في غرفة واصبحت ملكا لهذا الشخص الغريب الذي لاتعرفه ولم تلتق  به كما ان هذا الرجل – الزوج من الممكن ان يطردها بعد ان يشبع منها (جنسيا )بدون نفقة او حق حضانة وهي مضطرة للانحناء لكي تسلم على الرجل ومضطرة للانحناء لكي تسقيه وتنزع حذاءه وعدم الاعتراض على اوامرة والخنوع له هكذا ترسم صورة المراة التي تحولت الى مجرد خادمة تقدم خدمات كاملة بل ابعد من الخادمة لانها تقدم الخدمات (الجنسية) ايضا وفي الاهداء الشكوى واضحة من الظلم (ما من شيء يدوم في هذا العالم القاسي حتى عذاباتنا لاتدوم )اشارت الروائية هنا الى عذابات المراة الكاميرونية – المسلمة لانها جزء من منها.

في العنوان الاول داخل الرواية (الزوجة الساحليه)تشير الرواية الى حرمان (فتاة الساحل الصغيرة )من التعليم المدرسي وتعتبرة غير مفيد لها لان مصيرها الزواج والاهتمام بالعائله والتعليم غير مطلوب في هذه الحاله ص11 وهي مغالطة واضحه فليس هناك تقاطع بين التعليم والزواج في الشريعة الاسلامية التي حثت على التعليم للجميع وفي الصفحة نفسها تربط الروائية بين التقاليد والدين (الاسلامي طبعا ) وتعتبرهما يمنعان الاب من ابداء عاطفته تجاه ابنته ص11 وهي مغالطة اخرى وفي العنوان الثاني داخل الرواية (سكينة) اختارت الروائية اسما عربياً اسلامياً لاحدى الزوجات الاربع التي سيتزوجهن التاجر الثري الحاج عمرو تبتدا الروائية هنا سردها ب(الله اكبر ! الله اكبر ! الصلاة خير من النوم ! الله اكبر ! الله اكبر ! الصلاة خير من النوم ! )ص 13 وهي اشارة واضحه الى الاذان الاسلامي الذي يستخدمه المسلمون في الجوامع وقد وضعت بعده علامة تعجب (انها ساعة الصلاة )(الحديث الشريف يقول ان الجن وهم كثر في هذه الساعة يهمسون في اذان البشر ويثقلون جفونهم كي يمنعوهم من تادية فريضتهم اليومية )ص14

اختصرت الروائية حياة المراة الكاميرونية بكلمة واحدة الانتظار (الانتظار ! ان كان من كلمة يمكنها وحدها ان تختصر حياتها فهي الانتظار .امضت حياتها تنتظر .انتظرت ان تكبرانتظرت ان تتزوج انتظرت دورها لرؤية زوجها انتظرت حتى تستطيع الرد انتظرت حتى يتغير انتظرت ان تبلغ حدوده انتظرت ان تكبر بناتها انتظرت كي تذهب انتظرت كي تعيش انظرت ان تموت )ص14 هكذا صورت الروائية حياة سكينة المراة المسلمة الكاميرونية حياتها عبارة عن انتظار لاغير

ان رواية (والااندي فن تقاسم الزوج) تعكس صورة الثقافه الغربية الاستشراقية عن الاسلام والمسلمين وحضارتهم وان كانت خارج الدائرة العربية رغم ان الروائية امها مسلمة مصرية ولكنها ضمن الفضاء الاسلامي وهو الشيء الاهم فالمغالطات واضحه في الصورة المعطاة عن الاسلام في الرواية تعكس ثقافة الغرب وصورته الاستشراقية عن الاسلام رغم ان الروائية ليست مستشرقة الا انها تناغمت مع الفكر والثقافه الاستشراقية الغربية لقد عالجت الرواية قضايا طالما ركز عليها الاستشراق مثل الاستبداد الذكوري والنسوية وقضايا المراة والجنس والزواج بصورة محرفه بعيدة عن حقيقة الاسلام.