ألمانيا والقانون والجندية – ترجمة: نور محمد البحراني

ألمانيا والقانون والجندية – ترجمة: نور محمد البحراني

هل من حق الجندي عدم تنفيذ الأمر الموكل إليه ، سؤال غريب فكيف ومتى من حق الجندي عدم تنفيذ االامر المكلف به ، والاجابة نعم في قانون المانيا حصرا من حق الجندي الألماني عدم تنفيذ الأمر الموّكل إليه إذا رأى انه غير انساني وهذه واحدة من غرائب المانيا ومن وجهة نظرها ان  أساس كل مجتمع إنساني هو الحفاظ على كرامته مهما كلف الامر .

حيث ان التزام ألمانيا بالسعي من أجل حقوق الإنسان هو أيضا درس مستمد من أحلك فصول التاريخ الألماني ، وتنص المادة الأولى من القانون الأساسي على أن كرامة الإنسان وحقوقه الراسخة وغير القابلة للانتهاك هما أساس لكل مجتمع إنساني ، وأساس السلام والعدالة في العالم .

وبالتالي فإن القانون الأساسي لا يضمن حقوق الإنسان في ألمانيا فحسب ولكن يلزمنا بالعمل في جميع أنحاء العالم لحماية كرامة الناس وحرياتهم الأساسية ، وحقوق الإنسان في المانيا غير قابلة للنقاش حيث تسعى باستمرار سعياً مميز من أجل حقوق الإنسان على مستوى العالم ، وذلك لأن الالتزام بحقوق الإنسان ليس فقط قيمة أساسية في سياستها الخارجية  إنما يخدم أيضا المصالح الألمانية .

منذ ما يقارب 70 عام كان الهدف الذي جعل من جميع أنحاء العالم يجتمعون في باريس عام 1948 هو عالم يعيش فيه جميع الناس آمنين على كرامتهم كأفراد واعتمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على “الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة”، ويعترف بحق كل إنسان في التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دون اي تمييز بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو غيرها من المعايير. حقوق الإنسان مكفولة لكل إنسان – فقط على أساس كونه إنساناً وبغض النظر عن المعايير الاخرى التي يمكن أن تميزنا عن بعضنا البعض .

القانون الأساسي هو في المقام الأول ووسيلة المواطن للدفاع عن حقوقه أمام الدولة ، كما يفرض القانون الأساسي المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة ويحظر التمييز بسبب المعتقدات الدينية أو السياسية أو غيرها .

اعلى سلطة

المحكمة الدستورية الاتحادية التي تعد أعلى هيئة قضائية في ألمانيا وهي التي تراقب الامتثال لمبادئ القانون الأساسي ، وعن الجيش فهو جيش تحت سلطة البرلمان أي أن كل عملية مسلحة يقوم بها الجيش يجب أن يتم الموافقة عليها من قبل البرلمان الألماني ، فقط في حالات استثنائية مثل حالات الدفاع فورية والضرورية يمكن التدخل العسكري قبل موافقة البرلمان ، بعد تجربة حربين عالميتين في القرن العشرين ، كانت ألمانيا الغربية سابقاً منهكة من الحروب وهو ما بطأ عملية بناء جيش جديد .

فقط بعد ست سنوات من تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية وبعد صراعات داخلية تم تأسيس الجيش الاتحادي في عام 1955 أثناء فترة تقسيم ألمانيا و(الحرب الباردة)، كان دور الجيش مقتصراً على الدفاع المباشر عن الدولة ، وبعد عام 1990 أصبح الجيش يخدم عمليات حفظ السلام في الخارج ، في كثير من الأحيان بالتعاون مع شركاء آخرين في حلف شمال الأطلسي ، الذي تنتمي له ألمانيا ،وتراقب لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) كل ما يتعلق بعمل وأنشطة الجيش ، بالتعاون مع مفوض خاص يعينه البرلمان لشؤون الجيش، ويكلف بمهمة متابعة الأوضاع العامة للجنود والتزام الضباط والقادة بالقواعد العسكرية ، ويتسائل البعض عن مميزات الجيش الألماني  على مستوى الجيوش العالمية، ان ترتيب الجيش الألماني بحسب أخر تصنيف لمجلة ومؤسسة جلوبال فاير باور ، والتي تعد من أكثر المؤسسات مصداقية في التقارير العسكرية بإن الجيش الألماني كان قد نجح في الإحتفاظ بمكانه ضمن قائمة أقوى عشرة جيوش على المستوى العالمي بحسب أخر تصنيف معتمد من قبل جلوبال فاير، وهو أمر لا يعد بالغريب خاصة في ظل القوة العسكرية الكبيرة التي تتمتع بها القوات المسلحة الألمانية على مدار تاريخها .

ترتيب الجيش الألماني 2020 حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة عن وصول الجيش الألماني إلى المركز العاشر في ترتيب أقوى الجيوش لسنة 2020 على المستوى العالمي ، لتصبح ألمانيا في المركز الخامس في القارة الأوروبية خلف كلًا من روسيا صاحبة المركز الثاني عالميًا وكذلك فرنسا صاحبة المركز الخامس على المستوى العالم ، بالاضافة ان تصنيف القوات المسلحة الألمانية بين أقوى الجيوش ، الجيش الألماني يملك العديد من القواعد العسكرية التي يتم فيها تدريب الجنود الألمان بشكل مستمر بإستخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجيا الحديثة ، هو الأمر الذي تحرص عليه ألمانيا وتعتمد عليه في جعلها تبقى ضمن ترتيب أكبر 10 قوى عسكرية على المستوى العالمي وعلى الرغم من كون ألمانيا تعدادها السكني يصل نحو 80 مليون نسمة بحسب الإحصائيات الأخيرة ، إلا إن تعداد الجيش الفعلي في ألمانيا يصل لنحو  200 ألف جندي فقط، ولكن القوات المسلحة الألمانية تعوض ذلك بإستخدام الأسلحة المتطورة والذكية والموجود فقط عند فئة قليلة من الجيوش حول العالم .

وبالحديث عن الإمكانيات العسكرية في الجيش ، فإنه يملك 618 طائرة حربية مقسمة بين الطائرات الهليكوتبر والطائرات المقاتلة، ولدى الجيش في ألمانيا نحو 900 دبابة ومدرعة حربية من أعلى الطرازات الموجودة على مستوى العالم ، أما عن الأسطول البحري ، فإن القوات المسلحة هناك تملك قرابة 81 قطعة بحرية مميزة مقسمة بين الغواصات والمقاتلات البحرية والسفن البحرية وحاملات الطائرات، وهذا العدد يجعل ألمانيا في مركز متقدم بالنسبة لترتيب أقوى الجيوش العالمية لسنة .2019

حياة مهنية

وعن الحياة المهنية في الجيش الألماني حيث يقدم البوندسفيروتعني (جيش الدفاع الاتحادي الألماني) ، العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمدنية حيث يتم أختيار عشرات الآلاف من المتقدمين كل عام. ان عدد الجيش الالماني هو حوالي 185.000 جندي و 80.000 موظف مدني ، بالإضافة إلى الوظائف العسكرية ، هناك أيضًا العديد من وظائف التدريب المدني “في الحكومة الفيدرالية” ، بما في ذلك في إدارة القوات المسلحة أو في مجال تكنولوجيا الدفاع وتكنلوجيا الاسلحة .  حيث تقدر الميزانية العسكرية حوالي 49.1 مليار دولار .

مهنة الجندي تتطلب الكثير لذلك يختبر البوندسوير المتقدمين في عمليات اختيار واسعة النطاق ، وتشمل هذه: اختبار التوظيف والمقابلة ، والفحص الطبي -والاختبار الرياضي كما يثبت المتقدمون الموظفون مهاراتهم في مركز التقييم ، يكمل جميع الجنود أولاً تدريبًا عسكريًا أساسيًا لمدة ثلاثة أشهر (AGA) في شركة تجنيد. ثم يذهب للفرق ، وضباط الصف والرقباء إلى الوحدة الرئيسية المعنية ، حيث يبدأون تدريبهم يبدأ الضباط دراستهم ، على سبيل المثال في جامعات Bundeswehr في هامبورغ أو ميونيخ. ويلي ذلك دورة تدريب لهم ، ويكون العمل في أحد الفروع الثلاثة للجيش اما القوات الجوية اوالبحرية أو في الخدمة الطبية أو في قاعدة القوات المسلحة .

وفي حوار مع جندي الماني في جريدة” الان ” الالمانية حيث قال: ان معدل مايكسبه الجندي الالماني في الشهر حوالي 1900 يورو ، وعند حدوث تغير وظيفي او ترقية فأنه لا تقتصر على ظروف العمل وانما بالاضافة لحصولي  على فحوصات طبية كاملة ، وعديد من فرص التدريب و يعتمد الراتب على مستوى الترقية التي يحصل عليها الجندي ، وقد يصل راتبه بحدود 2100 يورو “.

مشاركة