كتاب يوثّق تاريخ الحركة الرياضية في دهوك لعقدين من الزمن
ألعاب الذاكرة ورواد تركوا بصماتهم عبر ملاعب المدينة الشمالية
الموصل – سامر الياس سعيد
قضيت بمدينة دهوك نحو سبعة اعوام مضت وذلك بعد ان هجرنا من مدينتي الموصل على اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها في صيف عام 2014 وخلال الاعوام السبعة التي مضت ابرزت الكثير من تاريخ المدينة الشمالية وتعرفت على مناطقها وملاعبها وقاعاتها الرياضية التي كانت شاهدة عيان على محطات رياضيبة لرياضييها وروادها الاوائل الذين قدموا عصارة قدرتهم ومواهبهم الرياضية لاسلافهم من الاجيال التالية وبالمصادفة البحتة وجدت في احد مكتباتها كتاب توثيقي مهم كان قد صدر عام 2017 لكنه مع ذلك يحمل سمات التوثيق لمحطات المدينة الرياضية حيث صدر الكتاب تحت عنوان (تاريخ الحركة الرياضية في محافظة دهوك من الخمسينيات الى السبيعينيات من القرن الماضي ) .
حصيلة جهد
واللافت ان الكتاب يمثل حصيلة جهد لمجموعة من الرواد الرياضيين حيث يدونون على غلافه الاول اسمائهم وهم كلا من نعمت محمود وحسين حسن وحازم نشات لكن المثير في الامر ان الكتاب باللغة العربية رغم ان اغلب الاصدارات التي تشهدها المدينة لاسيما تظهر باللغة الكردية والجهد الموثق للرياضة في دهوك يخاطب الاجيال الماضية لاسيما ان اغلب من قدم جهده في سبيل تحقيق البطولات ينحدر من مدينة الموصل كون مدينة دهوك كانت لغاية حقبة الستينات تعد قضاءا من اقضية محافظة نينوى وتحولت لمحافظة في ايار (مايو ) من عام 1969 كما ان غلاف الكتاب يهمل اي صورة من الصور التي احاطت بتلك الفترة مكتفيا بابراز شعار الالعاب الاولمبية بحلقاته الملونة الخمسة التي تشير للقارات الخمس للعالم وقد تضمنت مقدمة الكتاب اشارة لمحتويات واقسام الكتاب منتهيا الى ان معدي الكتاب لم يبلغوا درجة الكمال في الاحاطة بمحتويات الكتاب متنين الموفقية بجمع واعداد محتوياته كما ابرز معدي الكتاب في الصفحة التالية الدور البارز الذي لعبه احد محافظي المدينة بشان دعم الحركة الرياضية في احدى محطاتها وهو السيد تمر رمضان الذي وصفته تلك التوطئة بكونه الوجه الوقور الذي تظلله سحنة التاريخ على مر الزمان حيث كان واحدا بحسب الكتاب من القلائل ممن ينوا مجد الرياضة للمستقبل في سبيل هدف نبيل حيث ذكر الكتاب ان رمضان وخلال توليه المحافظة اسهم بتشييد عدد من القاعات والملاعب ومنها ملعب نادي دهوك والقاعة المغلقة للنادي ونادي زاخو وملعب سميل ونادي سنحاريب والكثير من المراكز الشبابية فاضحت مثل تلك الحواضر صورا تملا النفس روعة وتبعث بالامل بنفوس الرياضيين كما قدمت لجنة اعداد الكتاب شكرها وتقديرها الى عدد من الجهات المسؤولة بدعمها لهذا المشروع التوثيقي ومنهم مدير عام رياضة اقليم كردستان الدكتور شاكر احمد سمو كما بلور الكتاب الغاية من المباريات الرياضية مشيرا بانك لو حققت المتعة في المباراة دون ان تخرج بنتيجة الفوز منها فهذا بحد ذاته يعتبر فوزا دون الاكتراث للنتيجة فالغاية من اجراء المسابقات والمباريات واقامة الفعاليات الرياضية هو هذا الهدق بادخال المتعة وليس البحث عن فوز او تقبل الخسارة ويسلط الفصل الاول الضوء على النشاطات والفعاليات الرياضية للمدارس الابتدائية للبنين والبنات حيث يستهل هذا القسم لابراز احد الساحات الرياضية التي كانت تشهد اقامة مباريات الكرة وهي ساحة كري باصي دون ايراد موقعها في الوقت الحالي او تغيير طرا عليها من خلال تحويلها الى مبان وعمارات كما يتحدث القسم المذكور عن تاريخ الرياضة المدرسية للفترة ما بين اعوام 1960 ولغاية 1970 في قضاء دهوك اي بعد تحويل القضاء لمحافظة ويسرد القسم ايضا عددا من اسماء معلمي التربية الرياضية في المدينة ةاغلبهم كانوا يفدون من مدينة الموصل وبعضهم تدرج بمناصبه حتى ارتقى مناصب المسؤولية في المؤسسات التربوية كالاستاذ باسم جميل الذي تولى مديرية النشاط الرياضي في تربية نينوى قبيل احالته على التقاعد كما لم يتحدد الكتاب بمدارس مركز دهوك فحسب بل توسع ليشمل اضاءة المدارس التي هي خارج المدينة او بالتحديد مدارس الاقضية والنواحي كما ابرز في صفحات تالية اسماء الرياضيين لمختلف الالعاب الرياضية لمدرسة دهوك الثانية الابتدائية وفعالياتهم التي شاركوا فيها المسابقات الرياضية للاعوام من 1958 ولغاية 1963 كما اضاء الكتاب للاستعراضات المعروفة بالكراديس والتي كانت تحرص على اقامتها مديريات النشاط الرياضي في مختلف المدن العراقية وقد احتوى الكتاب على صور لتلك الاستعراضات ممن جرت في عام 1958 واستعراض عام1954 حيث برزت من الصورة لمجموعة من اللاعبين ممن يتهياؤن للمنافسة في احدى الاستعراضات .
استعراضات سنوية
اضافة لصور اخرى تبين فعاليات مدارس البنات الابتدائية واسهاماتها في احدى الاستعراضات السنوية كما ابرز الكتاب عددا من الالعاب التي تمارس في سياق الاستعراضات ومنها قوس النار وفعالية جر الحبل والقفز الى الاعلى لالتقاط التفاحة وسباق الكراسي الذي عده الكتاب من المفارقات وسباق حمل البيضة بالملعقة وسباق الكواني اضافة لسباق شد الارجل فيما ينتهي القسم الاول عند هذا الحد ليستهل الكتاب بقسمه الثاني مناقشا ما يتعلق بالانشطة الرياضية في المدارس الثانوية حيث يعود من جديد لابراز ماثر ساحة كري باصي اضافة لاهمية ساحة ثانوية دهوك وذكرياتها في تاريخ الحركة الرياضية بالمدينة كما يفصح من خلال توالي الصفحات عن اشهر رياضيي المحافظة في حقبة الستينات وفعالياتهم التي مارسوها حيث يضع لاحقا سيرا مقتضبة مع صور لعدد من الرياضيين الرواد مثل نبي محمد جرجيس وهو من الرواد من معلمي الرياضة اضافة لشغفه بعدد من الالعاب وحجي عادل احمد الخياط الذي برز بميادين العاب الساحة والميدان خلال عامي 57 و58 وناجي ابراهيم المكنى بابو ايبو حيث برز المذكور في مجالي الادارة الرياضية اضافة للتحكيم وهاني هاني الذي اختص بالعاب كرة السلة والطائرة ورافع حجي عادل الذي برز خلال حقبة الستينات من خلال ممارسته لكرة المنضدة كما عرف عنه ادارته حيث تبوا منصب نائب رئيس نادي دهوك اثناء تاسيس النادي عام 1972وحازم نشاة ابراهيم الذي عرف عنه نشاطه الرياضي خلال نهاية عام 58 وحتى عام 1970 وواصل عمله في مجال الادارة الرياضية حينما تبوا عدد من المسؤوليات منها رئاسته لاتحاد الكرة الفرعي ورائاسته لنادي دهوك حتى تدرج بالمناصب وصولا لمدير شباب اربيل عام 1982ونمرود هارون الذي عرف عنه ممارسته بلعبة كرة القدم واجادته لمركز شبه يسار خلال فترة الستينات كما ابرز الكتاب لسيرة مقتضبة عن عدد من الرياضيين امثال ميكائيل طه من قرية قارقارافا في ناحية زوايتة حيث مارس الرياضي المذكور العاب الساحة والميدان ولعبة كرة الطائرة وعدنان سلوم الذي مارس الرياضة خلال اعوام 63 و64 متخصصا بالعاب الساحة والميدان وعزت عبد الله ملا داود الذي مارس لعبتي كرة السلة والطائرة خلال ستينيات القرن المنصرم ولاعب الكرة الذي تم وصفه بصخرة الدفاع وهو اللاعب نيسان ياقو وهو من مواليد دهوك عام 1945 ووليم ايشا البازي الذي لعب كرة القدم في المدارس الابتدائية والثانوية خلال الستينات وهرمز بولص وردة الذي مارس الرياضة خلال دراسته الثانوية في اعوام 57 ولغاية 59 وسمباط الخياط الذي برز بلعبة كرة المنضدة في فترة منتصف الخمسينيات وايشا صومو وهو من اللاعبين الهدافين في كرة القدم .
لعبة القدم
وبرز خلال اعوام 63 ولغاية 65 في المحافظة قبل انتقاله بحكم الوظيفة الى بغداد وسالم سعيد الزاخولي الذي مارس الرياضة خلال الستينات متخصصا بلعبة كرة القدم وفي مركز الدفاع كما اضاء الكتاب على نخبة من الرياضيين ممن عملوا في الادارة والتحكيم ومنهم محمد سليم امين ولقبه الصفار وحسن زبير احمد الذي مارس الرياضة خلال نهاية الخمسينات حتى منتصف الستينات متخصصا بعدة العاب منها الساحة والميدان ولزكين فريق طاهر اغا همزاني الذي مارس الرياضة خلال اعوام 62 ولغاية 65 حيث تخصص بلعبتي كرة السلة والطائرة واولى فيما اهتماما بالبنى الرياضية بعد ان اصبح مديرا للبلدية في المدينة وصديق عبد الرحمن بادي حيث مارس كلا من العاب الساحة والميدان اضافة لكرة المنضدة خصوصا في العقد السادس من القرن الماضي وحازم جاسم بشير الذي خاض غمار الرياضة في عام 65 وتخصص بلعبة الطائرة وخليل خالد زاخولي الذي ايضا مارس الرياضة بفترة الستينات حيث تميز بكرة السلة اضافة لعشرات من الرياضيين ممن تدرجوا بالالعاب الرياضية خلال تلك الحقب الزمنية كما ابرز الكتاب لشيوع اللعبة الشعبية الاولى بين شباب المدينة خلال عقد كامل بدء من عام 1960 ولغاية عام 1970متناولا في سياق هذا الفصل اقدم فريق شعبي عرفته المدينة دون ان يذكر اسمه مكتفيا بايراد اسماء القائمين عليه لاسيما المرحوم سعيد مجيد بربركما ناقس القسم الثالث من الكتاب تاريخ الرياضة في زاخو وسير رياضييها لينتهي الكتاب بالخاتمة التي ابرزت من خلالها لجنة اعداد الكتاب جملة من المعوقات التي ابرزت تشكيل الكتاب بهذه الصورة وبناءا على معلومات مقتضبة جرى جمعها من اصحاب الشان متنيا ان تتم الكتابة حول هذا الموضوع بتوسع اكبر لتجمع بمجلد او اكثر وليكتمل البناء ويرتفع من ماضي ينبض في الرمم ومن حاضر يفق في العروق ..وععموما فالكتاب يعد محطة اولى في مجال التوثيق ولبنة رئيسية تسهم باضاءة الدرب امام الباحثين والدارسين ممن يستهويهم اضاءة التاريخ الرياضي للاجيال اللاحقة كما يعد الكتاب بصورة عامة محطة عرفان وتقدير للاجيال السابقة رغم ان حصيلتهم الرياضية تتوقف عند محطات الدراسة او الالعاب المقترنة بالمدارس الابتدائية او الثانوية فحسب دون التوسع لنتائج الاندية والفرق الرياضية الخاصة بالمدينة مع التحدد بابراز واقع الفرق الشعبية باسلوب مختصر مع الاخذ بنظر الاعتبار العنوان الشامل الذي يجذب الباحث في ان الكتاب يشمل مجمل الحركة الرياضية في المدينة ولعقدين من الزمن دون الاشارة لكيفية ممارسة الرياضة قبل ان تتبلور بواقعها والاهتمام الحاصل بها سواء من خلال كون المدينة احد اقضية محافظة نينوى قبل ان تنفصل لتصبح محافـــــــظة في نهاية الستينات والاخذ بمصادر متعددة في هذا الشان مقتبسة من الصحف والنشريات والمطبوعات التي كانت تصدر في تلك الحقبة دون التخصص او التحدد بما يتم جمعه من اصحاب الشان فحسب حيث ابرز الكتاب توجهه المصور وشرحه لاكثر من صورة من الصور الداخلة في ســــــــياق الكتاب دون ان يسهم بالتوسع عن الحديث عن المسابــــــــقات العامة التي تجري خارج اطر النـــــــــشاط الرياضي المدرسي اضافة لاسهامات المؤسســـــــــات الاخرى او المعامل الانتاجية في هذا الامر كان يكون تشــــــــكيل فريق من العاملين بمجال الكهـــــــــرباء او غيرها من المؤسسات والدوائر الخدمية لياتي عنوان الكتاب مناسبا ومـــــــــلائما لفحواه حيث صدر .