التشكيلية أسيل بشير : لم أواجه صعوبات ولدي قابلية التعلّم السريع
أكتب ما يخالجني من شعر خلال الرسم – نصوص – مروة الاسدي
..عبثية كما تصف نفسها , ابتدأت الرسم مبكرا ولكن بسبب ظروف الحياة والآمها لم تاخذ حقها ولكنها ..عشقت اللوحات التشكيلية وبرعت فيها ..كافحت وجاهدت طوال حياتها الى ان وصلت الى هذه المرتبة من الاجادة .
فرشاتها لاتنتج سوى كل ماهو جميل ومبهر مما جعلها تنال حب وتقدير الكثيرين من الناس وعلى الرغم من عمرها الابداعي القصير فسجلت حضورا ابداعيا لافتا وقويا من خلال رسوماتها .. التي اخذت حيزا كبيرا من اهتمامات الانسان المثقف والعادي على حد سواء تلك هي الفنانة التشكيلية اسيل بشير, وكان لي معها هذا الحوار .
{ من هي اسيل (للقراء)؟
– اسيل بشير من مواليد 1988 حاصلة على شهادة البكالوريوس في الادارة والاقتصاد لهذه السنة اسكن في محافظة كربلاء من عائلة مكونة من خمسة ابناء انا اصغرهم ,لايوجد احد في عائلتي لديه موهبة الرسم سواي.
{ حديث البداية له رونق خاص عندما يتذكره الانسان فكيف كانت بداياتك ؟
– بدايتي منذ الابتدائية كنت احب درس الفنية وموجودة بشكل دائم في المرسم اصنع الدمى وايضا كارتات المعايدة وانحت على الصابون ومعلمتي كانت تشجعني كثيرا فاحببت الرسم اكثر .
{ بمن تاثرت الفنانة اسيل من الرسامين سواء محليا او عربيا او عالميا؟
– قبل وجود الفيس بوك كانت معلوماتي الفنية بسيطة جدا ولااعرف سوى جواد سليم ولكن بعد فيس بوك عرفت الكثير واكثر الاشخاص تاثرت به وعلمني ايضا هو الفنان سماح العزاوي.
{ ماهي اول لوحة رسمتها واحسستِ من خلالها انك فنانة حقيقية وما كان موضوعها ؟
– اول لوحة فعلا احسست انها انطلاقتي كانت اول دودلز عراقي ينفذ قمت بتصميمة ونفذ من قبل شباب لمسة عراقية وفاز بالمرتبة الاولى بمؤتمر تيداكس في عام .2014
{ هل ترسمين ضمن مخطط معين؟
– حسب الفكرة احيانا” تأتي عابرة فاقوم بتنفيذها بلا تخطيط…واحيانا اخطط للفكرة وانفذها.
{ في لوحاتك تجسدين همك الداخلي ام الهم العام (المجتمع)؟
– بصراحة…انا من بيئة صعبة وتقاليد اصعب.. ولدي معاناة منذ الطفولة استمرت معي الى الآن .. بسبب انفصال والدي عن والدتي كنت ابلغ من العمر حينها عاما واحدا .لذلك اعطي دائما للرسمة من روحي واحساسي..واحيانا اجسد هم المجتمع ويبقى احساس المتلقي بحسب حالته النفسية.
{ تخصصك الاكاديمي ليس له علاقة بموهبتك لماذا اخترتي ذلك؟
– لم يكن اختياري.. او رغبتي .. كانت امنيتي ان ادرس القانون…اوالفنون الجميلة لكن معدلي لم يسمح لي بدخول كلية القانون ..وعائلتي رفضوا الفنون للاسف.
{ ماهي العوامل المساعدة التي ساعدت اسيل للوصل الى هذا التالق؟
– اولها( لمسة عراقية) بمؤسيسها وجمهورها وثانيها والاهم الاصدقاء الفانيين الذين شجعوني منذ بدأت من الصفر الى ان وصلت الى هذا المستوى.. منهم الشاعر همام الالوسي.والفنان فراس قاسم.ومحسن سدخان واسماء لامعة لهم الفضل عليّ.
{ هل هناك فكرة استعصت على الفرشاة لديكِ ذات مرة؟
– بصراحة ومن دون مبالغة…جربت كل الفنون وبشهادة الجميع لم يصعب شيء عليّ.. ولدي قابلية التعلم بسرعة.
{ كيف تتعاملين مع الالوان وماهي الالوان الاكثر استخداما في لوحاتك؟
– بدايتي وعشقي كان فن العبث والزخرفة بالاسود والابيض فقط… اما بعدها حدث تحول جذري لدي.. انتقلت الى الالوان المائية واحببتها جدا لدرجة اني تعلمتها خلال 10 ايام فقط .. احب شفافيتها.. الالوان المائية لها روح.
{ اعلم انكِ تحبي كتابة الشعر فما اثر ذلك على لوحاتك ؟
– نعم… اكتب نثر وشعر حر واحيانا قصص قصيرة من حياتي او مواقف تحصل , فعندما ارسم لوحة… تاتيني بعض الخواطر ارفقها الى جانبها… الرسم والشعر صورة وانعكاس.
{ ماهي الرسالة التي تودين ايصالها من خلال لوحاتك ؟
– السلام.والانسانية …الفن هو السلام.
حرية محدودة
{ هل انتِ راضية على الفن بالعراق بشكل عام؟
– في الحقيقة تذوق الفن الان لعامة الناس وصل الى مستوى مسكين.. الجمهور الان جمهور يحب الفن السهل والسريع والفكرة الشعبية التي تحاكي حياته ويومياته اما الفنون التي تعب عليها وتحتوي على قوة الفن والتفاصيل والمعنى البعيد المدى.. لا تلاقي اهتمام الا من الاشخاص اصحاب الذائقة الفنية..وهذا للاسف انهيار لقيمة الفن الحقيقي.
{ كونكم فنانات هل تواجهون صعوبات من قبل المجتمع
– بالتاكيد.. الفنان الرجل يستطيع ان يقيم معارض ويتنقل في اماكن ويبني علاقات مع اكثر من تجمعات واشخاص ولديه حرية تتيح له انتشار فنه اما النساء لاتستطيع فعل ذلك حريتها محدودة جدا بسبب الاهل و المجتمع وقيودة ,وحدود من الصعب ان نتخطاها.
{ برايك هل يوجد دعم للفنانين من قبل موسسات الدولة الثقافية والفنية؟
– الفنان الان يدعم نفسه بنفسه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ممكن ان تصل لوحاته لاي مكان لكن يبقى دور الدولة دور اساسي ومهم لان الفنان هو العين الانسانية للدولة وللحياة … لا اعتقد الدولة الان مهتمة بالفن او بدعمهم..
{ ماهي خططك المستقبلية؟
– امنية اخطط لها ..ان يكون لدي مرسم .. اعلم فيه طلاب وطالبات كل انواع الفن…تصاميم ملابس خياطة ..رسم وان شاء الله احقق هذه الامنية .
{ كلمة اخيرة .
– شكراً لكِ اولاً وشكرا لليد الفنية الخفية التي منحتني الثقة والاستمرار ..وشكرا لوالدتي التي كانت ومازالت الام والاب لي.



















