أكاديميون عرب وأكراد يدرسون العلاقة بين الحكومتين الإتحادية والإقليم

ثلاثون باحثاً وخطوات لترصين العمل المشترك والتفاهم المتبادل

أكاديميون عرب وأكراد يدرسون العلاقة بين الحكومتين الإتحادية والإقليم

بغداد – الزمان

بالتعاون مع قسم العلوم السياسية في كلية القانون والسياسة – جامعة صلاح الدين- اربيل عقد قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة مؤتمره العلمي السنوي الرابع تحت عنوان (العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان) وقد جاء هذا المؤتمر متزامنا مع استمرار  الخلافات  بين الطرفين المذكورين حول الحكم  والشراكة وتطبيق المادة 140 من الدستور وقانون النفط والغاز وتوزيع الاختصاصات وتقاسم الثروات وادارة الموارد المالية، واشكالية تطبيق الفيدرالية، ويؤكد ذلك ان السياسة لا تستطيع لوحدها معالجة هذه الخلافات وحسمها، وانما تحتاج الى مشاركة اطراف اخرى، ولاسيما الباحثون من الاكاديميين المختصون في السياسة وشؤونها،  وذلك ليس امرا غريبا  اذ البحوث اصبحت هي التي تدير السياسة، وان الدول المتحضرة والمتطورة  تعتمد على مراكز البحوث والدراسات في اتخاذ القرارات المهمة –  والحاسمة في حياة شعوبها، وكلما ازداد عدد تلك المراكز  تحسن اداء الحكومات  والمؤسسات كافة في تلك البلدان اذ تسهم هذه المراكز في تقديم المشورة العلمية لتسهم بذلك بتوفير الحلول والمعالجات الدقيقة المستوعبة لمختلف التجارب، والمعتمدة على  البيانات والمعلومات الرقمية، الامر الذي يزيد من ثقافة السياسيين، ومن تجنب الوقوع في الاخطاء وهوامشها. ان مؤتمر قسم الدراسات السياسية الذي عقد بالتعاون مع قسم العلوم السياسية في كلية القانون والسياسة في جامعة صلاح الدين- اربيل- يمكن ان يشكل خطوة باتجاه المزيد من الخطوات التي تعمق من الحوار، ومن جديته، ومن اقترانه بالعمل الدؤوب والمشترك لمواجهة ما يحدث من قلة وفقدان الثقة بين السياسيين في الحكومة الاتحادية وحكومة  اقليم كردستان، وتوفير المعالجات والحلول التي تعالج المختلف علية بما يعزز العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم. ان المواطنين في الحكومة الاتحادية وفي اقليم كردستان يتسائلون عن ضرورة دخول اطراف اخرى من العرب والاكراد في العلاقة بين الطرفين، والمؤسسات والمراكز الاكاديمية البحثية  من اكثر الاطراف مشروعية واهمية وفائدة، لانها تنمح السياسة طابعها العلمي الرصين، ولانها تبعدها عن الارتجال والتسرع والانفعال، ولانها البعيدة عن المصالح السياسية الضيقة، كما انها تعزز العلاقة بين العلم والوحدة الوطنية، وتجعل للعلم دوراً اساسياً في معالجة المشكلات الناجمة عن السياسة.

مبادرة جادة

ويبدو ان مؤتمر قسم الدراسات السياسية  في بيت الحكمة كان واعياً ومستوعبا لذلك اذ جاء في البيان الصادر عنه: تحت شعار “العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق”

مبادرة جادة من قبل قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة لحشد العلماء والمفكرين من اساتذة الجامعات العراقية في المؤتمر السنوي الرابع للقسم بالتعاون مع قسم العلوم السياسية في كلية القانون والسياسة في جامعة صلاح الدين في اربيل. وعلى مدى يومان ساهم ثلاثون باحثاً من النخب العلمية العراقية في بحث ومناقشة العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان والمشاكل العالقة بالاضافة الى محاولات جادة لايجاد حلول لكثير من المشاكل والتي تضمنتها توصيات مهمة صدرت في اعقاب الانتهاء من أعمال المؤتمر.

1-نجح المؤتمر نجاحاً ملحوظاً في جمع نخبة من العلماء العراقيين لدراسة ومناقشة المشاكل القائمة بروح ودية وعلمية ونجحوا في تقديم توصيات تكون قاعدة مهمة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق.

2-اتسمت المناقشات العلمية بحرية طرح الافكار والآراء والاجواء الودية والاحترام المتبادل.

3-في كلمته الافتتاحية رحب الاستاذ الدكتور احمد انور دزه يي باساتذة وفد بيت الحكمة مشيراً الى النخبة العلمية من كبار الباحثين والاكاديميين العراقيين وبالتعاون مع مؤسسة بيت الحكــــــــمة التي وصفها بانها المؤسسة التي استطاعت ان تشكل حضوراً مهما في المشهد الثقافي والفكري العراقي والعربي.

4-في كلمته التي القاها نيابة عن الاستاذ الدكتور شمران العجلي رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة قال الاستاذ الدكتور محمود علي الداود ان هدف بيت الحكمة من عقد هذا المؤتمر تحت هذا العنوان المهم هو افساح المجال للعلماء والاساتذه والمتخصصين الاكاديميين العراقيين هو دراسة المشاكل القائمة بروح من المودة وحسن النية والثقة المتبادلة واقتراح الحلول الناجحة بهدف ترصين العمل المشترك والتفاهم المتبادل وتأسيس أرضية مشتركة لبناء عراق اتحادي ديمقراطي مزدهر على اساس الدستور وخلق اجواء من التنسيق في كافة مجالات التنمية.

5-اولت جامعة صلاح الدين -اربيل وكافة الاجهزة الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في اقليم كوردستان اهمية خاصة بهذا المؤتمر وعنوانه وكان المؤتمر موضع تقدير كبير من الجميع وقد حضر المؤتمر جمع كبير من الوزراء والنواب ورؤساء الجامعات والطلبة بالاضافة الى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

6-أكد المؤتمر الدور الكبير الذي تضطلع في مؤسسة بيت الحكمة في ان تلعب دوراً مهماً في ترصين العلاقات الثقافية في داخل العراق وخارجه ونجحت في هذا المؤتمر ان تلعب دوراً ايجابياً في ترصين المزيد من التفهم المتبادل والتعاون المشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق.

مشاركة