أغلبنا بلا وطن – قابل الجبوري
كثيراً مايحتاجنا الوطن بالدفاع عنه في أوقات المحن التي تطرأ في الساحة الدولية ودائما ً مانقف وقفة تضامنية جاده معه من أجل إعلاء شأنه والحرص على أرضه وحدوده واكيد نكون اول المضحين دفاعا ً عنه ،لكن الغريب في الأمر إن هذا الوطن الذي نفديه بانفسنا في ساعات الشدائد لم يكرمنا في يوم ما بشبر من ارضه بالمجان ولا حتى بمقابل ثمن حيث أصبحت ارض هذا الوطن حلم مختلف الشرائح الاجتماعية من فقراء وميسوري الحال والموظفين والفلاحين والكسبة ولو أخذنا شريحة واحدة من هذه الشرائح ولناخذ الموظفين مثالاً فنجد اغلب الموظفين في الدولة لايمتلكون بيوتاً ويسكنون بالإيجار حيث يبلغ ايجار ابسط بيت صغير (500) الف فصاعداً ، ولو عدنا لمعادلة حسابية مقارنة بين راتب بعض الموظفين ومصروفاتهم المطلوبة شهرياً
فنجد الفرق شاسع جداً فهناك من يتقاضى راتباً لايتجاوز (250-400) الف شهرياً بينماً مطلوب منه أن يدفع ايجار شقة بسيطة (500) الف بالإضافة إلى مصرف عائلته والذي نقدره ب(مليون)دينار اقل تقدير بالإضافة إلى مصروفاته الشخصية اليومية والصرفيات الأخرى مثل مراجعة طبيب وفاتورة الماء والكهرباء والمولد وشبكة الإنترنت ومصاريف المدارس والجامعات اذا كان لديه اطفال في المدارس ،فهنا كيف تكون المقارنة بين دخله الشهري ومامطلوب منه من نفقات ماليه لابد منها وكيف يوفق بين الأمرين ذات الفارق الكبير .
ومن هنا ندعوا الجهات المعنية والوزارات المختصة مثل الإسكان والإعمار والمالية والعمل والشؤون الاجتماعية والبلديات والمحافظات لوضع دراسة مشتركة من أجل وضع حلول مناسبة وسريعة لما يعاني منه المواطن العراقي ،فالمطلوب إنشاء مجمعات سكنية مدعومة من الدولة كذلك توزيع قطع اراضي سكنية مجاناً للفئات القادرة على البناء وتمليك المتجاوزين وفق سياقات وخطط خاصة ووضع تسهيلات لمن يريد الاقتراض من البنوك وتسليف كل مواطن لديه قطعة أرض ويرغب ببنائها شرط أن تكون هذه السلف طويلة الأمد وبدون فوائد من أن يتمكن المواطن من توفير السكن والعيش المناسب له ولعائلته
ومقابل ذلك سيكون هبوط كبير في تكاليف إيجارات البيوت وكذلك اسعارها ،وهنا سيتمكن اصغر موظف حكومي من شراء بيتاً لعائلته .
وعند ذلك يستحق الوطن منا أن نضحي ونـدافـــــع عنه بحرص لأنه أصبح مأوانا ومأوى عوائلنا .