أغاني الغربة

أغاني الغربة
نزعت الأغنية العراقية ومنذ حوادث 2003 وحتى اليوم إلى الأداء الحزين ورغم أن الحزن له شيوع في ديباجة هذه الأغنية منذ القدم وذلك بسبب مواقف الحزن والعشق غير الموفق والظلم ، وآلام الفراق ، والفقر ولحظات فقدان الأحبة وفراقهم ..الخ
أعود لجواب رغم فأقول : إلا أن حزن الأغنية العراقية الحديث له اثارات مريبة ولاذعة تكاد تقطع نياط القلوب ، حيث دمجت هذه الأغنية بين آلام الوطن والمواطن ، فالوطن جريح والمواطن جريح وهذه الأغنية كحمامة السلام ترفرف على الجريحين الراقدين!
هذه الأغنية عايشت العراقيين وهم في الغربة فسكنت أحداق عيونهم ؛ لأنها هي لاغيرها من أو ما يوصل وصاياهم إلى حيث الذكريات التي لم تفرط بنسيانهم لحظة واحدة ، وهي مستودع حفائظهم إلى أهلهم في العراق ، فهي سفيرتهم التي لاينتظرون دون ملاقاتها ترتيبات الروتين المنغصة وإنما تستقبلهم ويستقبلونها مباشرة، والسبب الآخر لأن الشاعر والملحن والمطرب والمتلقي قد التقوا على خط واحد هو خط الغربة فالإحتلال هو الآخر غربة من نوع مغاير.
أغنية الغربة أو أغنية المهجر لها اثر كبير على مشاعر أهل الوطن وإخوانهم في ضياع الغربة ، فهي تعيد إلى الأذهان تلك الأيام العنفوانية العجيبة التي عاشتها بغداد ، يوم كانت رمزا للسلام والوئام والمحبة والثقافة والحضارة ، ومعرضا لصور الجمال بكل أشكاله وألوانه ومستوياته لذلك تقف هذه الأغنية اليوم على مفترق طريق حرج هو الجمع بين ماض وديع في دغدغاته وهمساته وحاضر صريع في ابتساماته وأفراحه وضحكاته.
إن المطرب -عند أدائه لهكذا أغنية امتزجت بأدق عناصر شخصيته – يذوب في حزن شديد وكأني بروحه تصعد إلى معه إلى مصاف الاحتضار الشديد.
أغنية الغربة أوشكت أن تحتل المرتبة الأولى في وجدان ابن الرافدين وهو يرى بلده ولحمته يتمزقان أمام عينيه ، فلا يستطيع أن يلبي نداء هذا الجريح بسبب كابوس الاحتلال الذي جلب الويلات للعراق والعراقيين ، وان مرورا عابرا على الأسماء والمسميات والعناوين يجعلنا نقف أمام المطرب الكريم ماجد المهندس وهو يردد بأغنيته (خانت الايمام بينه تالي بالغربة صفينة تعذبينة تغربنة ، رغم هذا مانسينة)، وكذلك ماردده المطرب الكريم (حسام الرسام) بكلمات أغنيته.. عندي وطن وغير ذلك من المطربين الذين مايزالون يحملون خيمة العراق من بلد إلى آخر وكأني بهم يقولون بلسان حالهم كل الخيم معيبة ومرقعة وممزققة الا خيمتك ياعراق خيمة كريمة ليس فيها من امتياز سوى (ابن العراق وحب العراق).
أغنية الغربة حازت على ثقافة اللحن والكلمة والأداء والإيقاع ؛ فأشعرتنا بمرارة حاضرنا ، ونكهة حلاوة ماضينا ، وأوقفتنا أمام مستقبل يقول: لربما تعود أحضان الأمس إلى دفئها.. ولكن دوما تحبذ ولكن ان تكون في خاتمة مااكتب فلها ماتريد ولتتدلل ولكن!
رحيم الشاهر
AZPPPL

مشاركة