أشم الهواء بلا جوقة

 أشم الهواء بلا جوقة

 

 

مروان ياسين الدليمي

 

 

وأنتَ تَعدُّ ندوبَ الأمس

 

سَالِماً ، خَرجتَ مِن أشباحِ ليلِكَ

 

كيفَ دَرَأتَ رَمَادَ مَحطَّاتٍ لاتَستَحِقُّ التِفاتَةً مِنكْ  ! كيفَ سَهوتَ عَن أرصِفةٍ تأجَّل وصولها إليكْ    !

 

دونَ اكتِراث ،

 

كَتبتَ انسِلالكَ مِن رعبٍ

 

تصدَّعتْ أيامُكِ مِن هَشَاشَتِه ِ.

 

سَتقولُ ذاتُك لذاتِك :

 

الحشودُ ، لايهمُّها سوى دفء السّراب

 

وأنَا ،

 

أهيمُ بِكلِّ ماتَعَثّرت بهِ خُطاي

 

مِن مسافاتٍ

 

وانتِظاراتْ  .

 

أنا سَماءٌ  بِلا مُدنٍ

 

تُلقي تشرّدها على نَوافذَ مُشرعةٍ .

 

بينَ أضلعي

 

ودَّعَ تائهونَ عَن طفولتِهم ، صرخةَ قِطاراتِهم .

 

كَمْ  بيتٍ ، أجَّلتَ الوصولَ اليهِ  ؟

 

كَمْ  شاطىءٍ ،أودَعتَ  أجفانك على رِمالهِ  ؟

 

أيّ دهشةٍ ، قد عرفتْ  ؟  .

 

على ظلالِ ماتبقّى مِن تلكَ الظِلال

 

 ألتقطُ  ، مايقودُني اليها مَرَّة أخرى

 

فَهل أكتفي بِما سأعثرُ عليهِ

 

وما سيحلُّ عليَّ مِن بَداهاتٍ

 

وما سيقولهُ العابِرونَ مِن اكاذيب ْ ؟

 

لوحدِها

 

سَتبقى اعتِقَاداتي ،مَحض اعتِقاداتْ

 

لاأبراجَ تصِلها

 

لاطلاسمَ

 

لاخَنادِقَ

 

كُلما أشمُّ الهواءَ بِلاجوقةٍ ، أرتِّلها

 

وكُلما شَاخَت ، أشطُبُها .