أسماؤنا منذ ولادتنا

أسماؤنا منذ ولادتنا
نبراس المعموري
حددت المادة السابعة من اتفاقية حقوق الطفل .. الحق في الاسم ، كيف يعطى الحق وهو مسلوب من اول يوم ؟ نولد لنبصر ونسمع اسم لنا لم نختاره حملناه دون خيار احيانا ينسجم مع ذات الشخص واحيانا اخرى نقيضه مئة بالمئة ، نعيش مع اسمنا امور متناقضة وقصصا سبقتنا لم يكن لنا دور فيها .. لنخترع نحن ايضا قصصا اخرى ، ننتمي لشجرة عائلة ونكمل حياتنا فيها دون ان نعي ان علينا ان نحمي جذورها من افة تفتك بها فتقع جثة هامدة نبقى على مانحن عليه ويبقى اسمنا مرهونا بارث الاخر.. ارث الاجداد ونفتخر دون ان نسأل ماذا اضفنا ؟ مطلوب منا ان نكمل خطى من سبقنا بحكمة ودراية وتميز لايسمح للاخرين بان يعيب علينا ما انتجناه ورغم ذلك نقع بحالات كثر في التقليد لاننا تعلمنا منذ اللحظة الاولى ان نكون مسيرين لا مخيرين ، حقنا في الاسم يكون حقنا في الاختيار والاختلاف عن غيرنا ، الحق في ان تكون لنا اسئلتنا واجوبتنا باسلوب نحن ننسج ايقاعه يضمن وجودنا في الحياة ، نلبس ونأكل ونكتب ونتكلم ونحب بطريقتنا لاطريقة الغير نختار لنوقع على كل ماصممنا عليه وماتعاطينا معه برغبتنا حتى وان كان قاسيا ولااعتقد ان هناك اقسى من تعاطينا مع موت امنا او موت احد ابناءنا ، نؤلف حياتنا بحقنا في اسمنا فنؤلف معها مشروعا لايمكن لاحد ان يحققه مثلما تحققه انت وانا.
يكون لنا اسم ليدرج ضمن بصمات مرور الحياة ولعل للكُتاب حصة اوفر من ذلك المرور ، الحق كل الحق ان نعيش كما نريد ومتى اكتسبنا حقنا في اسمنا.. اكتسبنا حقنا في الحياة لاننا تعلمنا ان نختار وتعلمنا ان يكون لنا وجودا يختلف عن الاخرين يضيف لتاريخ عائلتنا الشئ المختلف عنهم ، لا يمكن ان يكون هناك اسما مالم يكن مختلفا حاله حال بصمة الابهام هل تتشابه الابهامات ؟
لنؤمن لاولادنا حقهم في الاسم ولنعلمهم كيف يطورون الاسم لانهم في النهاية سيسكنون الارض بغليانها وفورانها رغم الاخضر والازرق فيها فيكون بذرة جديدة تنبت تزرع من جديد شجرة قد يكمل الاخرون اوراقها لكنهم لن يمتلكونها كونهم لم يختلفوا عن زارعها بحقهم في امتلاك مازرعوه وما نسجوه وماطوروه .ليكن حقنا في اسمنا كما نص عليه القانون دافعا لان نكون نحن لا الاخرين .

/7/2012 Issue 4250 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4250 التاريخ 14»7»2012
AZPPPL

مشاركة