أستاذ الجميع

أستاذ الجميع
عدنان الجبوري
كنت شابا في مقتبل العقد الثاني من العمر حين تعرفت على والاخ الكبير سجاد الغازي حين عمل سكرتيرا للتحرير في جريدة الثورة العربية وكانت لي بعض الميول الفنية وكنت متمنياً لاحدى الفرق المسرحية اضافة الى عملي في الجريدة كنت ارفده ببعض الاخبار الفنية التلفزيونية والمسرحية وكان آخذا بيدي وكنت استأنس باحاديثه الشيقة ودائما ما يرشدني ويشجعني على اتمام دراستي والتوافق بين الدراسة والعمل.
كان ابو عماد موسوعيا يكتب العمود الصحفي الفني والرياضي والاجتماعي حين بطلب منه وكان اخا كبيرا وصديقا لكل من يعمل معه.
لا انسى ابدا حين دخلت عليه في الساعة الثالثة ظهرا وقلت له (استاذ ابو عماد هل انت جائع.. نظر الي وقال والله (نسيت الأكل) فطلبت من مطعم (ابن سمينة) وكان قريبا من مقر الجريدة في شارع الشيخ عمر، وطلبت وجبتين من الطعام فاصر ان يدفع الحساب وقلت له (استاذ ابو عماد اني عازمك فضحك حينها وقال اليوم علي وباجر عليك) هذا هو وهذه الاخلاق كان لا يريد احراجي.
يومها قال لي صديق يعمل في قسم الطبع او التصحيف عدنان اريد ان انشر بعض الخواطر هل مسموح لي ان اكتب؟
قلت نعم مسموح لكل من يريد ان يكتب بشرط ان تكون المادة المكتوبة صالحة للنشر)
وفي اليوم التالي جاءني بخواطر عدة فذهبت الغازي وقلت له ان هذه المادة لاحد العاملين في المطبعة يرغب بنشرها فقرأها وقال سوف انشرها بالتتابع انها مادة جميلة وكانت بقلم الاخ والصديق الذي لم التقه منذ السعبينات الكاتب والشاعر الكبير نبيل ياسين.
وكنت بين مدة واخرى اذهب بصحبة مجموعة من الفنانين المسرحيين والتلفزيونيين للقائه في ساعات المساء يجلس بجانبهم ويرشدهم ويقول لهم اريد ان اسمع اخباركم واحدا واحدا من خلال اخباركم المنشورة او زياراتي.. ولو كنت متفرغا لأزوركم انا في فرقكم المسرحية.
هذا هو سجاد الغازي الذي عرفته واحببته أخا كبيرا واستاذا عظيما ومتواضعا يعجز الانسان ان يصف تواضعه.. اطال الله في عمرك يا استاذ الجميع.
AZP09