جوهانسبرغ (أ ف ب) – في أروقة ملتقى “كوميك كون إفريقيا” في جوهانسبرغ، ارتدى شاب في السادسة عشرة الزيّ الأصفر للبطل الخارق وولفرين، ووضعَ مخالب مصنوعة من ماصّات بلاستيكية، فيما وقَفَ قبالته شخص آخر تنكّرَ بهيئة شخصية ديدبول من عالم الشرائط المصوّرة أيضا، وقال أحدهما ويُدعى نيل بيتال مازحا “إنه يزعجني، أرغب حقا في أن أصفعه”.
يُقام المهرجان هذه السنة في مركز المؤتمرات نفسه الذي يلتقي فيه قادة مجموعة العشرين في تشرين الثاني/نوفمبر. والنجوم، هذه المرة، ليسوا على المسرح، بل في كل أنحاء الملتقى وممرات المركز، إذ توافد إليه آلاف المتنكرين وعشاق المسرحية الملابسية (الكوسبلاي) المولعين بالشرائط المصورة وألعاب الفيديو والأبطال الخارقين ومسلسلات الأنمي التحريكية اليابانية، غير عابئين بقلة عدد المشاهير.
ومن بين الضيوف الموجودين رغم ذلك دان فوغلر الذي يجسّد شخصية جايكوب كوالسكي في فيلم “فانتاستيك بيستس” Fantastic Beasts المشتق من سلسلة هاري بوتر.
ومن بين السبعين ألفا الذين يُفترَض أن يكونوا حضروا الملتقى من الخميس إلى الأحد بحسب تقديرات المنظّمين، المراهِقة تشيغوفاتسو نابي، التي شاركت للعام الرابع تواليا.
هذا العام، لم تترك الفتاة شيئا للصدفة، إذ أنفقت كل مدخراتها على شعر مستعار أبيض وأزرق لامع، وعدسات لاصقة ملونة، وحذاء بكعب عال، وأجنحة ملائكية رقيقة تبدو وكأنها تنبت من مؤخر رأسها.
مصدر إلهامها “سانداي”، الشرير في اللعبة الصينية “هونكاي: ستار ريل” Honkai:Star Rail، حيث تقاتل شخصيات الرسوم المتحركة وحوشا فضائيين.
وقالت لوكالة فرانس برس وسط حشد اختلطت فيه شخصيات الأبطال الخارقين مثل ووندر وومان ودارث فيدر وسبايدرمان “مجتمع الكوسبلاي لطيف جدا… وهو الوقت الوحيد من العام الذي أشعر فيه بفرحة ارتداء هذا الزي في الخارج من دون أن ينظر إليّ أحد بطريقة غريبة”. ولاحظت أنْ “ليس في إفريقيا ملتقيات كثيرة كهذا، وهي الفرصة الوحيدة للتعبير عن أنفسنا، والتواصل مع أشخاص من الفئة نفسها”، إذ يجتمع محبو الثقافة الشعبية وفق مواضيع أو اهتمامات مشتركة. وثمة أحيانا نظرة سيئة وسوء فهم في جنوب إفريقيا إلى ثقافات الكوسبلاي ومجموعات المعجبين.
وفي الأساس، بدأ “كوميك كون إفريقيا” كحدث يلتقي فيه محبو الشرائط المصورة، لكنه نما بشكل كبير، وباتت الاستوديوهات تستخدمه لإطلاق أحدث أفلامها الناجحة ومسلسلاتها التلفزيونية. وفي ملتقى جوهانسبرغ، أقيمت مسابقات في ألعاب رياضية إلكترونية شهيرة مثل فيفا.
وفي إحدى الزوايا، اصطف المراهقون واضعين السمّاعات على آذانهم، يحدّقون على الشاشات في مشهد ألعابهم. وقال العارض البالغ 27 عاما وبطل ألعاب الفيديو السابق إلياس ماشيتي مازحا أمام هذا المشهد “كانت المسابقة كابوسا، وذكّرتني لماذا أنا سعيد بتقاعدي”. يقدم جناحه نحو 1700 دولار للفائز، أي أكثر من ستة أضعاف الحد الأدنى للأجور الشهرية في جنوب إفريقيا. وأضاف الشاب بفخر “نحن على المستوى نفسه مع مهرجانات كوميك كون في أوروبا وأميركا”.
أما داميان ويلسون (31 عاما) الذي عاد إلى الملتقى للعام الثالث، ليخوض بنفسه هذه المرة تجربة “كلير أوبسكور: إكسبيديشن 33” (Clair Obscur: Expedition 33) “يحاول الناس التقييم على أساس أعداد الزوار، لكن الجودة هنا ممتازة”.
واضاف مرتديا قميصا مخططا بالأبيض والأسود مستوحى من اللعبة “نحن هنا فقط من أجل الأجواء”.