أزمة المياه العذبة عالمياً – عبد الكاظم محمد الخشالي

أزمة المياه العذبة عالمياً – عبد الكاظم محمد الخشالي

75 بالمئة من كوكبنا مغطى بالمياه – ولهذا يطلق علينا الكوكب الأزرق ولكن 97.5 بالمئة من هذه المياه هي مياه مالحة.  لدينا  5.2 بالمئة فقط من المياه العذبة والصالحة  للشرب.

ومع ذلك ، فنحن نستخدم يوميًا 10مليارات طن من المياه العذبة في جميع أنحاء العالم. يقول الكثير من المنظمات والمدافعين عن البيئة أن إمدادات المياه لدينا آخذة في التناقص ، لكن قلة قليلة منهم تأخذ الأمر على محمل الجد.

لماذا يجب عليهم ذلك؟

يرون الماء في كل مكان.  لكنها حقيقة أن أكثر من مليار شخص في البلدان النامية لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة.  من ناحية أخرى ، تستخدم الولايات المتحدة 9.3 تريليون جالون من الماء شهريًا.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن 80 بالمئة  من جميع الأمراض في العالم النامي لها علاقة بالمياه.  بحلول عام 2025، تقدر الأمم المتحدة أن 30  بالمئة  من سكان العالم المقيمين في  50دولة سيواجهون نقصًا في المياه.

يعد نقص المياه مشكلة أكبر اليوم من أي وقت مضى.  نحن لا نستهلك العرض المتاح لدينا فحسب ، بل يستمر عدد سكاننا في النمو ومعه الطلب.  يؤدي الاحتباس الحراري إلى تفاقم المشكلة.  ما لم نأخذها جميعًا على محمل الجد ، سنواجه قريبًا أزمة مياه في أيدينا.  سنعيش في كوكب أزرق بدون قطرة ماء صالحة للشرب.

أن الحاجة المهمة للماء والتي لا يستغني عنها الإنسان هو حاجته لها للشرب فبدون شرب الماء لا يمكن للانسان العيش وهي اقصاها بين ثلاث ايام إلى سبع حسب المحيط الذي يعيش فيه ذلك الإنسان بينما اذا افتقد الاكل يمكن ان يعيش مدة اكثر من ثلاثون يوم وان معدل حاجة الفرد للماء تقدر على أقل تقدير 5 لتر يوميا ، اما حاجة الفرد للاستهلاك اليومي فهي’مختلفة من بلد لآخر حيث تبلغ في الولايات المتحدة حوالى 100إلى 175 غالون والغالون  78.3لتر تقريبا  بينما يعتبر البلدان التي فيها حصة الفرد  50لتر يوميا بالدول التي تعاني نقص وشحة وانها دولة فقيرة في مجال مصادر الماء أن حاجة الفرد للماء لا تقتصر بالحاجة اليومية المباشرة بل هنالك ما يسمى بالكمية الافتراضية التي لا يشعر بها الشخص تتعلق بعوامل ومتطلبات عيشهولكنها الحقيقة.  لا يتم حساب استهلاكنا للمياه فقط من خلال ما نستخدمه للاستهلاك المنزلي ، ولكن أيضًا من خلال المنتجات التي نرعاها ونستهلكها . وهذه الكمية تسمى بالكمية الافتراضية

تبلغ كمية المياه المستخدمة لإنتاج الأغراض التي نستخدمها كل يوم مثل القطن والورق والملابس وما إلى ذلك167 لترًا يوميًا.  تلعب المياه المستهلكة لإنتاج طعامنا دورًا أكبر في استهلاكنا – فهي تصل إلى  3496لترًا يوميًا للفرد.  هذه المياه غير المرئية التي نستهلكها دون أن نعرف عنها تسمى المياه الافتراضية

 قليلة من الناس يعرفون عن المياه الافتراضية.    المياه الافتراضية هي كمية المياه التي تستخدمها وهي غير المرئية لك.

تناول حبوب

إنه موجود في المنتجات التي نشتريها ويوجد جزء أكبر في الطعام الذي نتناوله.  تم وضع تصور من قبل البروفيسور توني آلان ، لإعطائنا فكرة عن كمية المياه اللازمة لإبقائنا على قيد الحياة ضمن متطلبات مريحة وحياة آمنة بخصوص توفر طعامنا وحاجاتنا اليومية… للتبسيط ، نأخذ نظرة على لحم البقر.  هل تعلم أن شريحة اللحم الطرية التي تحب تناولها تستهلك 15400 لتر من الماء لكل كيلو؟

كيف؟  حسنًا ، تحتاج البقرة إلى تناول 1300كيلوجرام من الحبوب لمدة  3 سنوات قبل ذبحها وإنتاج  200كيلوجرام من اللحم البقري.  تتطلب هذه الحبوب المياه لتنمو ، وتحتاج المزرعة والمسلخ إلى التنظيف.

 ، وتحتاج البقرة إلى الشرب – كل هذا يضيف ما يصل إلى 3091000 لتر من الماء!  كل هذا الماء فقط لصنع شريحة لحم بريئة المظهر ولكن لذيذة… كيلو واحد من الشوكولاتة يحتاج إلى 2400 لتر من الماء ، قطعة واحدة من الورق تحتاج إلى 10 لترات.  لا يصدق ، أليس كذلك؟  لا أحد يفكر في هذا أبدا.

أن مشكلة أزمة المائية عالميا وعراقيا تتزايد سنويا لعاملين مهمين … الأول هو التغير المناخ الناتج عن فعاليات بشرية تتمثل بحرق الوقود وإنتاج كميات هائلة من مخلفات الكاربون بالجو دون الاكتراث بالنتائج السلبية طيلة عقود من الزمن مما سبب زيادة التلوث البيئي سنويا دون الحد من ذلك وإيجاد طرق بديلة للحصول على الطاقة النظيفة وهذا لم ينتبه له من قبل خاصة الدول الكبرى .. الا مؤخرا مما سبب في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير الظروف الجوية وحدوث حالة الجفاف في منطقة من العالم  وهطول امطار كثيرة في منطقة اخر يؤدي إلى خسائر مادية وبشرية  ، اما العامل الثاني هو زيادة نفوس السكان في العالم وزيادة الاستهلاك الملازم لذلك مع زيادة الهدر في استهلاك الماء بسبب استخدام طرق بدائية للري وغياب الطرق العلمية للخزن والتصريف المنتظم من خلال انشاء منظومات تصريف علمية .والعراق بلد يعاني منذ عقود من نقص حاد في المياة الاسباب .. الأولهت هو قيام بلدان المنبع بإنشاء سدود للخزن في ارضيها دون استشارة الحكومات العراقية وضعف الحكومات تلك  بأدارة هذه الملفات المهمة ناهيك عن نقص الأمطار في مواسمها للأسباب التي ذكرت سابقا وثانيا سؤ إدارة ملف الماء داخليا من خلال استخدام وتنظيم  طرق الري الحديثة والحفاظ على  الماء من فقدانه  من خلال تسربة إلى التربة  او تبخره من القنوات  إضافة إلى الهدر الكبير في عمليات السقى الجائر وهي نفس الطرق التقليدية التي كانت تستخدم منذ عهود سابقة

هنالك  إجراءات لا نقول لمعالجة الموضوع فهناك عوامل خارجة عن الارادة وإنما التقليل منها :-

اولا – التنسيق مع دول المنبع لمنح الحقوقي الدولية حسب سياق العالمي الحصول على حقوق العراق الماء واستخدام كل الأوراق السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لتحقيق ذلك

ثانيا  – تعزيز الخزين والسيطرة والحفاظ عليه وتقليل من حالات الهدر وتبذير دون ملاحظة الظروف المحتملة لسنتين قادمات .

ثالثا – تقليل الهدر من خلال انشاء منظومات سقي مغلفة .

رابعا . استخدام منظومات ري حديثة والزم الفلاحين بذلك

خامسا – توعية المواطن بتقليل الهدر اليومي للماء خاصة الماء المخصص للشرب

سادسا – معالجة المياة الثقيلة بشكل علمي لإنتاج مياة صالحة على أقل تقدير للزراعة دون رميها دون معالجة في الأنهار

سابعا – الاهتمام بالجانب البحثي للحصول على بدائل رخيصة وسهل للحصول على الماء الصافي من البحر أو مياة الجوفية او الماء الموجود في الجو على شكل بخار .

ثامنا – إعادة الاهوار إلى واقعها القديم قبل تجفيفها من قبل النظام السابق .

أن الماء هو الحياة فبدون الماء لا وجود لنا على كوكبنا كما قال الله عزه واجل بسم الله الرحمن الرحيم  (  وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء.

مشاركة