أردوغان: طريق التنمية العراقي التركي يتيح فرصة لبناء عالم جديد
خبير يوجز خسائر الربط مع إيران ويحذّر من فقدان أهمية ميناء الفاو
بغداد – قصي منذر
توقع خبير اقتصادي ، تعرض العراق الى خسائر فادحة وانتهاء الصناعة الوطنية في حالة المضي بالربط السككي مع ايران وسوريا الذي وصفه بإنه الخطوة التي ستتسبب بموت ميناء الفاو الكبير الذي كلف الدولة مبلغ طائلة لخلق اقتصاد جديد من نوعه.
وقال الخبير الذي رفض الكشف عن اسمه في تحليل تلقته (الزمان) امس ان (فكرة ربط إيران مع العراق عبر الشلامجة والربط بالبصرة بشبكة سكك حديدية ابتدات منذ عدة سنوات وبطول 32 كيلومترا، مفرد قابل للازدواج ،حيث تبنى الجانب الايراني مسؤولية اعداد التصاميم التفصيلية وانشاء الجسر فوق شط العرب عدا الفتحة الملاحية بموجب الاتفاقيات بين الطرفين مع تطهير المحرمات من الالغام)، واضاف ان (المشروع يشمل جسر على شط العرب و3 محطات مع مراكز صيانة ومأوى للقاطرات ومجمعات سكنية لموظفي المحطات ،وهو خط مزدوج ينتهي بمحطة الشلامجة وحمولة محورية 25 طن، لتحمل نقل البضائع والمسافرين).
فتح طريق
وتابع ان (أيران قد هيأت بالتخطيط لمستقبل تنفيذ مقترح بفتح طريق سككي يربط طهران ببيروت مرورا بسوريا والعراق ،وأمام هذا المخطط فأنّ طهران لجأت للعودة إلى مشروع قديم جديد بإنشاء سكة حديد تربطها بميناء اللاذقية غرب سوريا ،وبالتالي تحقيق الهدف الأبرز من مشروع الطريق أو السكة للوصول إلى مياه المتوسط وتأمين وقوفها على منفذ بحري وليس عن طريق تركيا)، واشار الى ان (الستراتيجية الصينية تتضمن المرور من ميناء الفاو عبر العراق الى تركيا ومن ثم الى اووبا ،ولاسيما ان الاستثمار الصيني ،هو استثمار حكومي لبناء معامل صناعية تحويلية كما الان تعمل في السعودية على ربط منجم لمادة البوكسايت في الدمام وربطها بخط سكة مع معامل لتصنيع الالمنيوم الذي سيتم أستخدامه من قبل الصين لتصنيع الكومبيوترات والرقائق الالكترونية)، مبينا ان (مشروع طريق الحرير ،هو مشروع بحري بري ولكن بالاساس اقتصادي لتغيير موازين القوى في العالم ،والهدف منه ربط أسيا الشرقية بأوربا الغربية مرورا بالشرق الاوسط وخاصة عبر العراق ،ولكن هذا المسار يهدد مصالح امريكا في العراق والمنطقة مما يعني ان هناك صراع مصالح على ارضنا)، مؤكدا ان (الصين التي تعتبر حليفة روسيا ، استثمرت الان في ايران نحو مئة مليار دولار لبناء بنى تحتية ، لكنها تتحرك بالجوانب الاقتصادية أما روسيا فتتحرك بالجوانب العسكرية)، ولفت الى ان (الصين بعد ان علمت ان العراق لن يربط سككيا مع الكويت ،أتجهت الى ايران للاستثمار وتمرير طريق الحرير عبرها الى العراق بربط الشلامجة عقب الرفض لأتفاقية الصين للمرور عبر ميناء الفاو الكبير)، وخلص الخبير (الاضرار الناتجة عن الربط بين العراق وايران بانهاء الصناعة الوطنية والتي من المقرر توطينها في ميناء الفاو و أنهاء تحديث موانئ ام قصر وخور الزبيرفي محافظة البصرة ،اضافة الى أنشاء البنى التحتية الاخرى وأهمها مجمعات البتروكيمياويات،وكذلك خسارة اجور وعوائد السفن لصالح الموانىء الايرانية بدلا من رسوها في ميناء الفاو الكبير، فضلا عن عوائد الوكالات البحرية لصالح موانىء ايران وايرادات الخدمات البحرية واللوجستية المقدمة للسفن وفرص عمل لأعداد كبيرة لعمال الشحن والتفريغ والتحميل)، مضيفا (وكذلك خسارة الاهمية الستراتيجية لميناء الفاو الكبير، بل ستنتفي الحاجة لبناء اكثر من 15 رصيف بدلا من 90 رصيف كما هو في التصميم الاساسي ،وفقدان الحق الحصري لربط الخليج العربي باوربا الذي يعد أقصر وأرخص طريق عبر ميناء الفاو الكبير)، وشدد على القول ان (الربط السككي مع ايران ،هو انهاء وموت لميناء الفاو الكبير الذي ما يزال قيد الانجاز ،وأن ايران استعجلت بالربط مع العراق مع توقيت البدء بطريق التنمية السككي الذي اجتمعت دول مجلس التعاون العربي والاقليمية والمحيطة بالعراق لأجل اقرار مسار تجاري وليس اقتصادي كناقل لبضائعهم فقط اي عكس مرور طريق الحرير من العراق عبر الفاو مع تنمية أقتصادية وفق مبدأ الاعمار مقابل النفط).
مشروع التنمية
في غضون ذلك، اكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مشروع طريق التنمية العراقي التركي يتيح فرصة لبناء عالم جديد. وقال أردوغان خلال قمة كونكورديا بمدينة نيويورك التي يزورها للمشاركة في اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن (بلاده لمست عزما كبيرا لدى دول الخليج لتنفيذ مشروع طريق التنمية التركي العراقي)، واضاف (نحن عازمون على تنفيذ المشروع)، واكد (ستتاح لنا عبر طريق التنمية التركي العراقي، الفرصة لبناء عالم جديد عبر هذه الخطوة التي نعتزم الإقدام عليها).