أديبات وأكاديميات واعلاميات لـ( الزمان): المثقفة العراقية تطوع الموضة وتقنيات التجميل بما يناسب وعيها وثقتها بنفسها

 

عدنان‭ ‬أبوزيد

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬ملابسها،‭ ‬ومجاراة‭ ‬الموضة،‭ ‬بطريقة‭ ‬مدروسة‭ ‬ومناسبة‭ ‬وذات‭ ‬معنى،‭ ‬تعكس‭ ‬فكرها‭ ‬وسلوكها‭ ‬وثقافتها،‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬كي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬شخصيتها‭ ‬بالتميز‭ ‬والاهتمام،‭ ‬وبإطلالة‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬والسلوك‭ ‬الرصين‭. ‬والأزياء‭ ‬تعبر‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الحديثة،‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والذوق‭ ‬الفني،‭ ‬فيما‭ ‬تحولت‭ ‬الموضة‭ ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬لتجديد‭ ‬الذائقة،‭ ‬وجعلها‭ ‬ملائمة‭ ‬للعصر،‭ ‬حيث‭ ‬تقود‭ ‬المرأة‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬الذائقة‭ ‬الجمالية‭. ‬

‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬

وتتحدث‭ ‬رئيس‭ ‬منتدى‭ ‬الاعلاميات‭ ‬العراقيات،‭ ‬الدكتورة‭ ‬نبراس‭ ‬المعموري‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬عن‭ ‬إن‭ “‬الموضة‭ ‬تحتل‭ ‬حيزا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬اهتمام‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة،‭ ‬لان‭ ‬الزي‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬به‭ ‬امام‭ ‬المجتمع‭ ‬يعكس‭ ‬الثقافة‭ ‬وقوة‭ ‬الشخصية،‭ ‬كما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬إيديولوجيات‭ ‬الحياة،‭ ‬وأسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ “‬الزي‭ ‬وخيارات‭ ‬الموضة‭ ‬يجب‭ ‬إن‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭”. ‬وترى‭ ‬المعموري‭ ‬إن‭ “‬متابعة‭ ‬الموضة،‭ ‬أمر‭ ‬مكلف،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬يضطر‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجانب‭ ‬معين‭ ‬منها،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬ماركات‭ ‬ونوعيات‭ ‬محددة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأزياء‭ ‬والإكسسوارات‭”.  ‬تسترسل‭ ‬المعموري‭ ‬بالقول‭ ‬انه‭ “‬يمكن‭ ‬للمرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأزياء‭ ‬والموضة‭ ‬وبين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتها‭ ‬الثقافية‭ ‬وقيمها‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تتمتع‭ ‬بإطلالة‭ ‬مثالية‭ ‬ومتناسقة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات‭ ‬والمناسبات‭”.‬

فن‭ ‬الاتيكيت

الدكتورة‭ ‬الهام‭ ‬خضير‭ ‬شُبّر،‭ ‬الاكاديمية‭ ‬والباحثة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬اقتصاديات‭ ‬السياحة‭ ‬ترصد‭ ‬العلاقة‭ ‬المتلازمة‭ ‬بين‭ ‬ثقافة‭ ‬المرأة‭ ‬والازياء‭ ‬التي‭ ‬تختارها،‭ ‬فتقول‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬إن‭ “‬الثقافة‭ ‬هي‭ ‬الفطنة‭ ‬والذكاء‭ ‬وسرعة‭ ‬التعلم‭ ‬والتي‭ ‬تتداخل‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬المعارف‭ ‬والقيم‭ ‬والعقائد‭ ‬التي‭ ‬يتشكل‭ ‬منها‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬كيفية‭ ‬فهمنا‭ ‬للعالم‭ ‬وكيفية‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭ ‬والمجتمع‭ ‬المناسب‭”‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬إن‭ “‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬ازيائها‭ ‬وبموديلات‭ ‬حديثة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬شخصيتها‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تحضرها‭ ‬وتتألق‭ ‬فيها،‭ ‬فأزياء‭ ‬العمل‭ ‬لها‭ ‬خصوصية،‭ ‬وازياء‭ ‬الحفلة،‭ ‬أيضا،‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬المناسبة‭ ‬العائلية‭ ‬و‭ ‬ملابس‭ ‬السفر‭ ‬لها،‭ ‬اعتباراتها‭ ‬أيضا‭”. ‬وتتحدث‭ ‬شبر‭ ‬عن‭ ‬إن‭ “‬المرأة‭ ‬تكافئ‭ ‬نفسها‭ ‬لأنها‭ ‬تختار‭ ‬الازياء‭ ‬المناسبة‭ ‬وتهتم‭ ‬بالتغيير‭ ‬لتظهر‭ ‬أكثر‭ ‬اناقة‭ ‬ورقي‭ ‬وليس‭ ‬بالتصاميم‭ ‬الفوضوية‭ ‬والألوان‭ ‬غير‭ ‬المتناسقة‭ ‬التي‭ ‬تؤذي‭ ‬النظر‭ ‬لمن‭ ‬حولها‭ ‬لمجرد‭ ‬انها‭ ‬موضة‭”.  ‬تدعو‭ ‬شبر‭ ‬إلى‭ “‬تعليم‭ ‬الطالبات‭ ‬في‭ ‬الإعدادية‭ ‬والجامعة،‭ ‬فن‭ ‬الاتيكيت‭ ‬والتعامل‭ ‬كونه‭ ‬يدعم‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬الفتاة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬السلوك‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭”. ‬وبحسب‭ ‬شبر‭ ‬،‭ ‬فان‭ “‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالأزياء‭ ‬والموضة‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬الثقافية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬دائماً‭ ‬محتشمة‭ ‬وملتزمة‭ ‬باللباس‭ ‬المناسب‭ ‬للمكان‭ ‬والمناسبة‭.‬

الشاعرات‭ ‬والموضة

‭ ‬ويمكن‭ ‬للمرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأزياء‭ ‬والموضة‭ ‬وبين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتها‭ ‬الثقافية‭ ‬وقيمها‭ ‬الأخلاقية‭”. ‬الطبيبة‭ ‬والشاعرة‭ ‬سلامة‭ ‬الصالحي،‭ ‬تتحدث‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬عن‭ ‬أن‭ “‬الاهتمام‭ ‬بالأناقة‭ ‬لديها‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الطابع‭ ‬الكلاسيكي‭”‬،‭ ‬فتقول‭ “‬لا‭ ‬أهتم‭ ‬بحداثة‭ ‬الموديل،‭ ‬قدر‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬الاسلوب‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬العمر‭ ‬والوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الايحاءات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحملها‭ ‬الازياء‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬وبالذات‭ ‬العراقية‭”. ‬وترى‭ ‬الإعلامية‭ ‬مروة‭ ‬الخفاجي‭ ‬إن‭ “‬كمال‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يكمل‭ ‬بالأزياء‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بالوعي‭ ‬والاخلاق‭ ‬واناقة‭ ‬الكلام‭”. ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الإعلامية‭ ‬،‭ ‬سرور‭ ‬الداؤدي‭ ‬فإن‭ “‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬المثقفة‭ ‬تستطيع‭ ‬اختيار‭ ‬الزي‭ ‬المناسب‭ ‬واللون‭ ‬حسب‭ ‬العمر‭ ‬والكاريزما‭ ‬والوقت‭ ‬والمناسبات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬تهتم‭ ‬بالموضة‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬لشغفها‭ ‬بالأزياء‭ ‬والعطور‭”. 

توازن‭ ‬مع‭ ‬النمط‭ ‬السائد‭ ‬

وتشير‭ ‬الإعلامية‭ ‬مها‭ ‬المرسومي‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ “‬الاهتمام‭ ‬بالمظهر‭ ‬والاناقة‭ ‬يجب‭ ‬إن‭ ‬يتوازن‭ ‬مع‭ ‬النمط‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬وان‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬التقاليد‭ ‬المجتمعية‭ ‬المعروفة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭”. ‬وتنتقد‭ ‬المرسومي‭ “‬الاهتمام‭ ‬الزائد‭ ‬بعمليات‭ ‬التجميل‭ ‬مثل‭ ‬حقن‭ ‬الوجه‭ ‬وعمليات‭ ‬الشفط‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬غريبة‭ ‬من‭ ‬الملابس‭”.   ‬تقول‭ ‬الكاتب‭ ‬نهاية‭ ‬الخفاجي‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬أن‭ “‬المرأة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬الأناقة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمظهرها‭ ‬الخارجي‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أمورا‭ ‬تميز‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬عن‭ ‬اقرانها‭ ‬بثقافتها‭ ‬الفكرية‭ ‬والاتزان‭ ‬الحياتي‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬منفعية‭ ‬وعلمية‭ ‬لمجتمع‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬المعطاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬إبداعها‭”‬،‭ ‬معتبرة‭ ‬إنه‭ “‬ليس‭ ‬كل‭ ‬تقليد‭ ‬أو‭ ‬مظهر‭ ‬يسمو‭ ‬بالمرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬المتميزة‭ ‬وانما‭ ‬فكرها‭ ‬وجهدها‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬ودورها‭ ‬الاجتماعي‭”.‬

  فنانة‭ ‬تنتقد

الممثلة‭ ‬العراقية‭ ‬ميلاد‭ ‬سري‭ ‬ترصد‭ “‬انفتاحا‭ ‬على‭ ‬الأزياء‭ ‬خارج‭ ‬السياقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬إلى‭ “‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المظهر‭ (‬الجريء‭) ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬فيما‭ ‬توجه‭ ‬الانتقادات‭ ‬إلى‭ ‬الممثلة‭ ‬والفنانة‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬ارتدت‭ ‬زيا‭ ‬هو‭ ‬اكثر‭ ‬احتشاما‭ ‬من‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭”. ‬ترى‭ ‬سري‭ ‬إن‭ “‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زميلاتها‭ ‬الفنانات‭ ‬يركزن‭ ‬على‭ ‬الأزياء‭ ‬البسيطة‭ ‬والجميلة‭ ‬بأسعار‭ ‬مناسبة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الموظة‭ ‬السائدة‭”.  ‬وترى‭ ‬الإعلامية‭ ‬العراقية‭ ‬قدس‭ ‬السامرائي‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬لـ‭ ‬الزمان،‭ ‬إن‭ “‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬تتمتع‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بشخصية‭ ‬قوية،‭ ‬ولهذا‭ ‬فهي‭ ‬تدرك‭ ‬أسرار‭ ‬الموضة‭ ‬وتعشق‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭”. ‬لكن‭ ‬السامرائي‭ ‬ترصد‭ “‬اهتماما‭ ‬مفرطا‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬بالمظهر،‭ ‬وهو‭ ‬يرتبط‭ ‬بالسمات‭ ‬الشخصية‭ ‬والظروف‭ ‬الحياتية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬لجذب‭ ‬الأنظار‭ ‬والاهتمام‭”.  ‬وتقول‭ ‬الكاتبة‭ ‬عبير‭ ‬القيسي‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬إن‭ “‬الازياء‭ ‬تعكس‭ ‬الانوثة‭ ‬وقوة‭ ‬الشخصية،‭ ‬وكل‭ ‬امرأة‭ ‬تميل‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬اكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬وقبول‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الفنانات‭ ‬وعارضات‭ ‬الازياء‭ ‬والموديلات‭ ‬والاكاديميات‭ ‬والمبدعات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة،‭ ‬كونهن‭ ‬يمثلن‭ ‬واجهة‭ ‬البلد‭”.‬

‭ ‬تلازم‭ ‬البساطة‭ ‬والاناقة

وترصد‭ ‬الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬تيسير‭ ‬كامل‭ ‬حسين‭ ‬لـ‭ ‬الزمان،‭ “‬اهتماما‭ ‬واسعا‭ ‬بمجال‭ ‬الموضة‭ ‬والازياء‭ ‬وانتقاء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مميز‭ ‬وانيق‭ ‬يبرز‭ ‬شخصية‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بجمالها‭ ‬وملامحها‭ ‬الشرقية‭ ‬وانوثتها‭ ‬المميزة‭ ‬والبساطة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬المبالغة‭ ‬والهوس‭ ‬الزائد‭ ‬عن‭ ‬حده‭ ‬واعتماد‭ ‬اكسسوارات‭ ‬كثيرة‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬مساحيق‭ ‬التجميل‭ ‬يخفي‭ ‬جمال‭ ‬وبساطة‭ ‬المرأة‭ ‬ويضيّع‭ ‬ملامحها‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ “‬أهمية‭ ‬تلازم‭ ‬البساطة‭ ‬والاناقة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭”.   ‬وتوضح‭ ‬الإعلامية‭ ‬سراب‭ ‬الشريف‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬بان‭ “‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تحب‭ ‬التميز‭ ‬والانفراد‭ ‬بالفطرة،‭ ‬ووسط‭ ‬الماركات‭ ‬المعروضة‭ ‬اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬اصبح‭ ‬سوق‭ ‬العراق‭ ‬مفتوحا،‭ ‬باتت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬منافسة‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬اقتناء‭ ‬القطع‭ ‬المميزة‭ ‬من‭ ‬البراندات‭ ‬والتفاخر‭ ‬بارتدائها،‭ ‬وخاصة‭ ‬المرأة‭ ‬الموظفة‭ ‬التي‭ ‬تنفق‭ ‬احيانا‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الراتب‭ ‬على‭ ‬الأزياء‭”‬،‭ ‬معترفة‭ ‬بان‭ “‬اهتمام‭ ‬المرأة‭ ‬بالأزياء‭ ‬والموضة‭ ‬قد‭ ‬زاد‭ ‬بسبب‭ ‬الانترنت‭ ‬الذي‭ ‬يعرض‭ ‬كل‭ ‬الموديلات‭ ‬اولا‭ ‬بأول‭”.‬

الهيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬للبيئة

وتعترف‭ ‬طبيبة‭ ‬الاسنان‭ ‬دينا‭ ‬اياد،‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬لـ‭ ‬الزمان،‭ ‬بان‭ “‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬تمتلك‭ ‬الشغف‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأناقتها‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬لان‭ ‬هذا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬تحضرها‭ ‬ويعكس‭ ‬قناعتها‭ ‬الفكرية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الهوس‭ ‬الزائد،‭ ‬ولان‭ ‬المرأة‭ ‬المثقفة‭ ‬هي‭ ‬سيدة‭ ‬منزلها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬فلابد‭ ‬ان‭ ‬توازن‭ ‬كل‭ ‬امور‭ ‬حياتها‭ ‬كي‭ ‬تظهر‭ ‬بالهيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬للبيئة‭”. ‬

الانفتاح‭ ‬الثقافي

وتقول‭ ‬الإعلامية‭ ‬والناشطة‭ ‬سعاد‭ ‬حسن‭ ‬الجوهري،‭ ‬لـ‭ ‬الزمان‭ ‬بان‭ “‬من‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ – ‬لاسيما‭ ‬الشابات‭ ‬والمثقفات‭ – ‬ان‭ ‬تواكب‭ ‬التطور‭ ‬المتنامي‭ ‬والمتسارع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬عالم‭ ‬الموديلات‭ ‬والازياء‭ ‬والتقليعات‭ ‬الجديدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ “‬من‭ ‬المفرح،‭ ‬مشاهدة‭ ‬كرنفالات‭ ‬واحتفاليات‭ ‬تحتضنها‭ ‬بغداد‭ ‬وبعض‭ ‬المحافظات‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬البلاد‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬الانفتاح‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الانغلاق‭ ‬الثقافي‭”.  ‬وتدعو‭ ‬الجوهري،‭ ‬الشابات‭ ‬المثقفات‭ ‬الى‭ “‬التحلي‭ ‬بروح‭ ‬المسؤولية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬طاقاتهن‭ ‬وقدراتهن‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬جميع‭ ‬تطورات‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وعدم‭ ‬الانكفاء‭ ‬والانطواء‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬العتمة‭”.‬

 

مشاركة