أدعياء الطهارة وتجار الصدق
الميزانية السنوية أنموذجاً
إن الله تعالى كرم الانسان وعدّه خليفته في ارضه وان كل ما في الأرض وجد لأجله وتكامله الروحي وسموه الانساني ، فكانت الفلسفة التي ثبتتها شريعة السماء وبعد ذلك الانبياء والاوصياء هي تحقيق العدل والكرامة والعزة للانسان ، ولكن طواغيت اليوم اصبحوا بالضد من شريعة السماء واختصوا لأنفسهم بالمنفعة وسنوا قوانين تخدم مصالحهم ومصالح بطانتهم وسخروا ومازالوا إلى يومنا هذا من مضامين العدل والحرية والمساواة والحقوق الإنسانية التي منحها الله تعالى للبشر متناسين إن الايام دول وانهم عندما يسحقون اماني شعوبهم وتطلعاتها فلابد للربيع من قدوم وهكذا هي دورة الحياة فعندما يؤسس للبؤس والظلم تبزع ثورات الحرية لتغيير وجه التاريخ .
إن أدعياء الطهارة وتجار الصدق انما يتاجرون بالوطنية فهم من جهة يرون بام اعينهم ما ترزح تحت وطأته شعوبهم من فقر وبؤس وفوارق طبقية مقيتة ويقفون هم ضد شعوبهم المظلومة بل ويخلقون الأزمات التي لا تخدم إلا مصالحهم الفردية ، ومن جهة أخرى يدعون إنهم انما ينشرون الفضيلة والعدل والمساواة وحب الشعب في الوقت الذي لا يشعرون بانهم يتقهقرون ويسيرون إلى الخلف وبعدها فمن حقنا إن نضحك ونستغرق في الضحك عندما تختل القوانين والتلاعب بالمصطلحات والافكار … إن أدعياء الطهارة هؤلاء وتجار الصدق انما يريدون بسلوكهم هذا مع الشعوب خنق الحريات ونزع صفحات البطولة من الشعوب الحرة الابية ولو إنهم صدقوا فعلا لادركوا معاناة الشعوب وعملوا على ازالة الظلم والمفاسد والامراض وتجنب زرع الكراهية والاحقاد من اجل الشعب ومن اجل انتصار الحياة على الموت في الوقت الذي لا يدركون ديالكتيك التاريخ وحركــــــته المتوثبة دوما إلى الإمام نحو تحقيق الامان والاستقرار والرفاهية التي هي من متطلبات رعاية المواطنين واحترام مقدرات الشعوب ، فالوطنية هي ليست شعارات ومصطلحات فارغة ، أنها حب يزداد لهبه في القلوب كلما ازدادت المحن وكثرت معاناة الشعوب من اجل انقاذها ومنع الزيغ ومكافحة الفساد ومنع المنحرفين والفاسدين والمنافقين والمزورين من القيادات التي لا تصلح نفسها ومن لا يصلح ذاته فكيف يمكنه اصلاح الآخرين ؟
ولنأخذ مثلا بسيطا على استشراء الفساد واضطهاد الشعب هو الميزانية السنوية حيث وصفتها الصحف العالمية وخبراء الاقتصاد بالانفجارية ، أما خبراء العراق أنفسهم فهم يؤكدون أنها تعادل ميزانية خمس دول مجاورة لبلدنا ولم يستفد منها الفقراء واصحاب الدخول الواطئة .
هي حقا ميزانية المطبلين والسراق والمنافقين أصحاب المرتبات الضخمة والامتيازات واصحاب عقود المقاولات الوهمية ، أما الطبقات المعدمة فلا شيء إلا الوعود الكاذبة (أنها ميزانية المال الوفير والشعب الفقير) فالبطاقة التموينية مثلا أصبحت لا تلبي حاجة المواطن واليات الفساد فيها كثيرة والزراعة في البلد متأخرة جدا إن لم نقل مشلولة والصناعة لا شيء والبطالة تنتشر بين الشباب منذ 2003 إلى يومنا هذا وافواج الارامل والايتام والشهداء والمرضى في تزايد مستمر والعدل الذي يترقــــــبه المواطن وهو ميزان الله تعالى الذي وضعه للخلق مفقود وأسوأ ما في عالمنا اليوم إننا نتعامل بالكلمـــات والكلمات تخدعنا فهي تنــــــطلق من مسؤولين لا يريدون تثـــــبيت الحق والحقيقة فاي نكبة اكبر من إننا نعيش في وطن تتسع فيه رقعة الفوارق الطبقية المقيتة والمتناقضات لانعدام العدل فيبقى الفقراء على فقرهم والاغنياء الذين فقدوا الضمير يتربعون على الغنائم في ميزانية تعادل ميزانية خمس دول مجاورة !!
إن نداء المظلومين يصعد إلى الأعالي فلا حجاب بينه وبين الخالق تعالى وظلم الناس والاستخفاف بحقوقهم وعدم المساواة لهي من عوامل سقوط الملوك والاباطرة الذين حكموا في اوقات تاريخية معينة لكنهم انهمكوا في مصالحهم ومصالح حاشيتهم دون الالتفات إلى الشعب وتلك مصيبة المصائب .
لقد تعلمت الجماهير الدرس الحقيقي وهو مَن هو القائد الذي يسعد شعبه ويقوده بالابتعاد عن المغريات ومن هم أدعياء الوطنية الكاذبة الذين خدموا جيوبهم ولم يخدموا شعبهم وخدعوا المواطن وسلبوه ابسط حقوقه وهو العيش بكرامة .
لفتة عباس القره غولي- ذي قار
AZPPPL