أدران السياسة – موسى عبد شوجة
جمرة تتوهج على هامة الروح الناعسة
لتقدحَ أغصان حلمٍ موعود على ضفاف ليل داجٍ لحظة السدول
هكذا يتبلور حزن أرضنا المثقلة بالحروب وميادين تبختر الموت وهي تقتات مسافاتٍ خصبةٍ لرحيلٍ دائم مابين حضور مفترض ومدارات وخطوط عرض لانؤمن بها .
تترقب بدراً مؤرقاً بعد غياب عفّره غبارُ أنينٍ مزمن وسنين قحطٍ لحواسنا التي أربكها سوط ماضينا اللاذع وساعاتنا ذات العقارب المنحنية وكلّية قصائدنا التي تتوحم لتغتسل من أدران ترسبات مرارة حروفها وكأنها ترتعش لمخاضها مفاصل وغضاريف أمنياتنا المحتضره
وهي ترمقُ سحباً عقيمة تقطع مواسم الجفاف
لتتضرع قصائدنا جوعا بغياب القوافي وتموت القوافي حزنا أذا لم تتمكن من جذب كلمات العراقي الرازح تحت سياط المحتل الغاشم
أحدق بكل أطلالة, وكل فجر وكل وحدة بشرية وكأني انظر للمرة الاولى بدقة وتمحيص الى جغرافية الأشياء والرؤى والمشاهدات التي تعودت حواسنا على ادراكها فقد نسينا الى حد بعيد الرونق الذي يحيط بنا بتصريحٍ لايقبل الشك نقتفي خطى الغياب لنحرر وقتا في فرز ركام المشاهدات التي لم نتحلى بالصبر من قبل لتنظيمها سنجد ان فيها بعضا من تاريخنا وبصمات لأخاديد عجلات عربات عمرنا المغادر كل القصائد والرسائل وهتاف التظاهر وكينونة القوافي , تنبض بحياة جديدة , وتخبرنا بجدلية واقع غريب الأبعاد عن الماضي وماسيأتي عن كل البيانات المتقاطعة في هذا الحيز من المكان والزمان , وكل الدروب التي مشيناها, وكل المداخل والمخارج لأسوار قلاع أمنياتنا وحصن معالمنا لعل كل ماأدركته حواسنا كان مختلفا , لكنه بقي على حاله. كل تلك المشاهدات والرؤى سوف تلمح وتصرح عن كونها حياة راكدة , وقد تشرح لنا بدلا من ذلك سبب ملازمتها لنا كل هذا الوقت قد تكشف لنا عن الأسطورة بأن تخالجنا ثانية عواطف وهتاف اخمدتها أرتسامات أفول نجمٍ على ساحل ليلٍ مهادن لحساسية الشعور من ادران السياسة.