أدب الشوارع
( لو وجدنا من يسمعنا لتركنا صحيفة الجدران )
هذا ما تقوله احدى العبارات المكتوبة على احد الجدران في الشارع، يبدو الامر في الاونة الاخيرة اصبح مزعجاً، فكلما قامت الفرق التطوعية بتزيين الشوارع، جاءت يد التخريب لتخط عباراتها على الجدران حاملة صنوف العبارات .
وقبل ان نَسب هذه الحالة وننتقدها علينا ان نحاول تفسيرها منطقيا، لماذا قد يقدم احدهم على خط الجدران متخذا وقتا لا يراه فيه احد منفق ماله على تلك الالوان والفرش ليترك عبارة قد تحمل معنى او لا تحمل، غير مبالي ان ما يفعله يلوث الحائط ويشوهه؟!
يمكن تفسير ذلك بأن اولئك الاشخاص الذين يقدمون على عمل كهذا، يشعرون داخلهم بألم نفسي، يحاولون التعبير عن انفسهم ليراهم العالم، كما لو انك تعيش في ركن قصي من هذا العالم لا يراك احد او يسمعك وتجد وسيلة لاظهار نفسك حتى لو بحرف مخطوطه باللون الاحمر او الاسود فوق الجدار، كأنهم يقولون -ها انا ذا انظروا الي لدي ما اقوله لا يمكنكم ان تظلوا فاقدين البصر عن رؤيتي، فاقدين السمع عن سماعي.
ادب الشوارع
لو لاحظنا ان ادب الشوارع يزداد في اوقات الحروب والفقر والاوضاع المتردية، حين يكون الناس في اعلى درجات الانانية، كل مشغول ليلبي حاجته ولا وقت لديه ليلتفت الى الاخر يسمعه او يواسيه او يساعده، فتصبح لأولئك المراهقين وسيلة وحيدة لاظهار انفسهم وهي ادب الشوارع . متى ما قلت المنتديات التي تضم الشباب وتحتوي طاقاتهم، ومشاعرهم، سوف تزداد الظواهر المكروهة التي تخل بالذوق العام .
من وجهة نظري مهما بلغ سوء هذه الحالة و ازعاجها، لا يمكننا لوم اولئك المساكين المعذبين من الداخل لانهم عاجزون عن تحسين اوضاعهم و لا احد يمد لهم يد العون ويعلمهم الطريقة المثلى للتعبير عن انفسهم بالشكل الصحيح الذي يرضي المجتمع .
في المرة القادمة حين ترى عبارة قد لوثت الجدار النظيف امسحها واترك بوستر كتب عليه -تعال الي لأعلمك طريقة فضلى لتعبر عن ذاتك للناس.
نورالهدى كناوي