أبوالعباس يتبنى هجوم النيجر بعد الإعلان عن مقتله
مختار بلمختار قائد متشدد يريد الإفلات من وصاية الظواهري
الجزائر ــ الزمان
الجزائري مختار بلمختار الذي هدد بشن هجمات جديدة على النيجر بعد اعتداءي الخميس الانتحاريين، هو احد القادة السابقين للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قبل ان ينشق عنه ليؤسس كتيبة جديدة من المقاتلين قامت باولى عملياتها الكبيرة في كانون الثاني»يناير من خلال احتجاز مئات الرهائن في منشأة للغاز في الجزائر. وانشأ هذا القائد الجهادي نهاية 2012 كتيبة الموقعون بالدماء للتخلص من وصاية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التي اختلف معها في تشرين الاول»اكتوبر 2012 بحسب خبراء. وبعد اعلان تشاد مقتله في نيسان»ابريل، تبنى بلمختار الاعتداءين الانتحاريين في النيجر اللذين اوقعا حوالى عشرين قتيلا مهددا باستهداف البلدان المشاركة في العملية العسكرية في مالي.
ولد خالد ابو العباس المكنى بلمختار في حزيران 1972 في غرداية التي تبعد 600 كلم عن العاصمة الجزائرية وشارك رغم صغر سنه في القتال في افغانستان حيث فقد عينا، لذلك اصبح يلقب بالاعور.
وقد عاد بعد ثلاث سنوات الى الجزائر لينضم الى الجماعة الاسلامية المسلحة التي تم تفكيكها بعد ذلك في 2005 بعدما كانت واحدة من اشرس الجماعات الاسلامية الجزائرية.
وانشأ كتيبة مقاتلة تمركزت خصوصا في الصحراء الكبرى.
وفي 1998، التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الاسلامية، وسيطر على طرق التهريب في الصحراء جنوب الجزائر، وقام بعمليات ارهابية وسرقة وتهريب.
واقام مختار بلمختار الذي عرف باسم السيد مارلبورو في اشارة الى نشاطات التهريب التي كان يقوم بها في المنطقة، علاقات مع القبائل التي كانت تبلغه بتحركات قوات الامن في المنطقة.
وفي 2001، التقى في الصحراء عماري صايفي المعروف باسم عبد الرزاق البارا الرجل الثاني في الجماعة السلفية للدعوة والقتال بينما كانا في طريقهما لشراء اسلحة في مالي. وقد تنافسا للسيطرة على المنطقة التاسعة او امارة الصحراء في تنظيم الجماعة.
والبارا الذي دبر عملية خطف 32 سائحا اوروبيا في الصحراء في الجزائر في 2003، سلمته ليبيا الى الجزائر في 2004 وينتظر محاكمته حاليا.
وانكفأ بلمختار الى الصحراء في مالي حيث اقام علاقات متينة عبر الزواج من نساء من قبائل طوارق في الشمال وحول المنطقة الى معقل له.
وفي 2007 وبعد خلافات داخل الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتحولها الى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، سيطر عبد الحميد ابو زيد 46 عاما واسمه الحقيقي محمد غدير على المنطقة. وقد اعلن الرئيس التشادي ادريس ديبي مقتل ابو زيد الجمعة. وفي بداية تمرد الطوارق في شمال مالي في آذار»مارس 2012، اقام بلمختار ثلاثة اسابيع في ليبيا لشراء اسلحة. وبين نيسان»ابريل وحزيران»يونيو 2012 شوهد مرتين على الاقل في غاو وتمبكتو مع اياد اغ غالي زعيم الاسلاميين الطوارق في جماعة انصار الدين.
وكان يقود كتيبة الملثمين في شمال مالي الذي يحتله عدد من الجماعات الاسلامية. وفي تشرين الاول»اكتوبر الماضي اقاله امير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال المتمركز في جبال شمال الجزائر.
حركة التوحيد والجهاد
وفي بداية كانون الاول»ديسمبر، اعلن مختار بلمختار تأسيس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم الموقعون بالدماء ، بعدما تم عزله من امارة كتيبة الملثمون . كما اصبح مستقلا عن اي تنظيم في الصحراء بعد انفصاله تماما عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وفشل محاولة الانضمام الى حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا احدى الفصائل التي كانت تسيطر على شمال مالي. وقد تبنى بلمختار الملقب بالاعور، الهجوم على موقع ان اميناس للغاز في الجزائر في 16 كانون الثاني»يناير 2013 والذي تلاه احتجاز رهائن. وقالت الجزائر ان 37 اجنبيا من ثماني جنسيات مختلفة، بينهم هؤلاء ثلاثة اميركيين وجزائري قتلوا بايدي مجموعة مسلحة تتألف من 32 رجلا قتل 29 منهم واعتقل ثلاثة.
وسبق للقضاء الجزائري ان اصدر حكمين بالاعدام ضد بلمختار بتهم الارهاب الدولي والقتل والخطف . ويتهم بلمختار بالوقوف وراء اغتيال اربعة فرنسيين في موريتانيا في كانون الاول»ديسمبر 2007 واختطاف كنديين اثنين في 2008 وثلاثة اسبان وايطاليين اثنين في 2009.
واكد الرئيس التشادي ادريس ديبي ايتنو في نيسان»ابريل ان بلمختار فجر نفسه بعيد مقتل ابو زيد الذي قتله الجيش الفرنسي نهاية شباط»فبراير في شمال مالي خلال العملية التي تنفذها فرنسا مع جيوش افريقية ضد مجموعات اسلامية متشددة. واكدت فرنسا مقتل ابوزيد الا انها لم تستطع تأكيد مقتل بلمختار.
وبعد اعلان مقتله مرارا، عاد بلمختار للظهور مجددا خلال اليومين الماضيين ما اعاد تثبيت وجوده كقائد جهادي.
وبحسب خبراء، فان عناصر مجموعة بلمختار يعدون بالعشرات لا المئات، مع نسبة كبيرة من الماليين والموريتانيين.
وزعمت جماعة على صلة بتنظيم القاعدة نفذت الهجوم على منشأة ان أميناس للغاز بالجزائر في يناير كانون الثاني أنها شاركت في هجمات وقعت أمس الخميس بالنيجر.
وبث بيان على الانترنت امس يحمل توقيع خالد أبو لعباس المعروف باسم مختار بلمختار وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
وقتل 21 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في هجمات منسقة وقعت عند الفجر على منجم لليورانيوم تديره شركة أريفا الفرنسية في أرليت وعلى قاعدة أجاديز العسكرية بالنيجر أمس الخميس. وقال البيان ان الهجمات جاءت ردا على مشاركة النيجر في العمليات الدائرة في جارتها مالي ومزاعم رئيس النيجر محمد ايسوفو عن هزيمة الاسلاميين. وذكر البيان هذا أول ردنا على تصريح رئيس النيجر ــ من عند اسياده في باريس ــ بأنه قد تم القضاء على الجهاد والمجاهدين عسكريا. سيكون لنا المزيد من العمليات بحول الله وقوته بل ونقل المعركة الى داخل بلده ان لم يسحب جيشه المرتزق .
وأضاف البيان أن أفرادا من المجموعة شاركوا في الهجوم الى جانب مقاتلين من حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وحركة التوحيد والجهاد جماعة اسلامية تتمركز في الساحل الصحراوي ومنطقة الصحراء وزعمت مسؤوليتها عن هجمات سابقة في النيجر. وأرسل البيان الى وكالة نواكشوط الموريتانية للأنباء ونشر على المنتديات الجهادية على الانترنت.
وكان رجال بلمختار من بين 40 مقاتلا هاجموا منشأة ان أميناس في الجزائر في اواخر يناير كانون الثاني في عملية أسفرت عن مقتل عشرات المتشددين والرهائن وكثير منهم من الموظفين الأجانب. وتعهدت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بضرب المصالح الفرنسية في أنحاء المنطقة بعد أن شنت باريس حملة برية وجوية في يناير» كانون الثاني أنهت سيطرتهما التي استمرت عشرة أشهر على شمال مال.
AZP02