آشوريون النظام مستمر باعتقال سياسيينا ويدفع المسيحيين للهجرة
حزب اوجلان يدعم فرعه السوري بمقاتلين من اكراد تركيا لفك حصار الدولة الاسلامية عن عين عرب
بيروت روما ــ الزمان
تدفق مئات المقاتلين الاكراد القادمين من تركيا الى سوريا خلال الايام الماضية لمحاربة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يحاصرون عين العرب، ثالث مدينة كردية في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن عبر ما لا يقل عن 800 مقاتل قادمين من تركيا الحدود السورية خلال الايام الماضية لمؤازرة اخوتهم في عين العرب كوبان بالكردية التي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية .
وقال عبد الرحمن ان المقاتلين لبوا دعوة حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وللحزب فروع في ايران والعراق وسوريا.
وذكر نقلا عن سكان ومقاتلين في عين العرب ان المدينة استقبلتهم بالتهليل والفرح، وهي الثالثة بعد القامشلي وعفرين.
وقال عبد الرحمن انهم يستعدون للتصدي لهجوم محتمل لتنظيم الدولة الاسلامية الذي سيتمكن في حال احتلال عين العرب من وصل المناطق التي يحتلها على قسم كبير من الحدود بين سوريا وتركيا.
ويسعى التنظيم الذي اعلن قيام الخلافة نهاية حزيران»يونيو الى وصل المناطق التي يسيطر عليها في الشمال والشرق بالمناطق التي احتلها في شمال وغرب العراق.
وقال عبد الرحمن انها معركة حاسمة بالنسبة للاكراد، لان تنظيم الدولة الاسلامية في حال احتل عين العرب فانه سيتقدم بسرعة اكبر نحو الشرق باتجاه المناطق الكردية الاخرى في سوريا مثل الحسكة .
وخاض الاكراد مواجهات دامية مع التنظيم الاسلامي في سوريا منذ ظهوره في 2013.
على صعيد آخر قالت مصادر أهلية وسياسية سورية إن المجتمع المسيحي عموماً والآشوري خصوصاً في منطقة الجزيرة السورية مستاء للغاية من النظام السوري بسبب عدم الإفراج عن عدد من كبار المعتقلين السياسيين المعارضين بالعفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس السوري قبل شهر، واتهمت النظام بدفع المسيحيين بشكل مباشر وغير مباشر للهجرة من سورية وأكّدت المصادر لوكالة آكي الإيطالية للأنباء أن النظام السوري لم يُفرج عن مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية كبرئيل كوريّة، ولا عن رئيس حزب الاتحاد السرياني سعيد ملكي رغم أن العفو يشملهما، وأدرجت هذه الخطوة ضمن سياسية التهجير التي ينتهجها النظام ضد آشوريي ومسيحيي سورية
وقالت المصادر لقد اعتقلت الأجهزة الأمنية النشطاء الآشوريين بطريقة تعسفية وغير قانونية، وجميعهم ما يزالون دون محاكمة على الرغم من إن بعضهم مضى على اعتقاله أكثر من عام، وصحيح أن هناك آلاف المعتقلين السياسيين والنشطاء السوريين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والمناطق في سجون النظام لم يُطلق سراحهم بموجب مرسوم العفو الرئاسي ، بيد أن الخصوصية الاجتماعية للآشوريين السريان جعلت وقع الاعتقالات أصعب وأشد وطأة وألماً على المجتمع الآشوري على حد تعبيرها ويرى غالبية الآشوريين في منطقة الجزيرة السورية شمال شرق أن النظام السوري يدفع الآشوريين سريان»كلدان للهجرة، وعمل وما يزال يعمل بطرق وأشكال مختلفة لتهجيرهم
وتقدّر هذه المصادر عدد الآشوريين السوريين الذين هاجروا أو هُجّروا من محافظة الحسكة منذ انقلاب البعث على السلطة عام1963 بنحو ثلاثمائة ألف سوري
وفي هذا السياق، قال سليمان يوسف، المعارض السوري والباحث المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة آكي الإيطالية للأنباء بعد أن استنفذ النظام الاستبدادي جميع أساليبه القديمة التقليدية المباشرة وغير المباشرة لتهجير الآشوريين السوريين مثل حصار مؤسساتهم التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والأندية الرياضية وإحداث تغير ديموغرافي لصالح العنصر العربي في منطقة القامشلي والحسكة، حيث التجمعات الآشورية السريانية والكردية والأرمنية، بدأ منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية المناهضة له باللجوء إلى الملاحقات والاعتقالات السياسية للنشطاء الآشوريين حسب قوله
وأضاف إن اعتقال السياسيين والنشطاء الآشوريين جاء بعد أن فشلت السلطات السورية في استقطاب المكون الآشوري واستمالته إلى جانبها في حربها المستعرة على المعارضة، واعتقال النشطاء الآشوريين ليس عقاباً لهم على مواقفهم السياسية المناهضة للنظام فحسب وإنما رسالة تحذير لفصائل الحركة الآشورية السورية المعارضة، ومن خلالها لعموم الآشوريين من مغبة استمرارهم في معارضة النظام، وإنذار لهم من عواقب بقاءهم على الحياد والتزامهم سياسة النأي بالنفس وفق ذكره وأوضح لقد بقي الشارع الآشوري على حياده لجهة حمل السلاح رغم تعاطفه الواضح مع انتفاضة الشعب ضد الاستبداد، فبالنظر إلى خصوصية الآشوريين وحساسية وضعهم الديني والاجتماعي، لا يمكن لهم الانخراط في نزاع مسلح والانجرار إلى حرب داخلية لا قرار ولا مصلحة لهم فيها، بل هم أبرز ضحاياها على حد وصفه
وشدد على أن حياد الآشوريين لا يعني وقوفهم على مسافة واحدة من النظام ومعارضته، وقال إن حياد الآشوريين لا يعني بأنهم غير معنيين بما يجري في بلادهم، فالآشوريون لم ولن يتخلوا عن دورهم الوطني الإنقاذي في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية في تاريخ سورية والسوريين، وأثبت الآشوريون خلال ثلاث سنوات وأكثر من عمر الأزمة بأنهم المكون السوري الأكثر التصاقاً بالهوية السورية وتمسكاً بالوحدة الوطنية، ونشدد على ضرورة تشبثهم بأرضهم ومناطقهم وعدم الهجرة لتفويت الفرصة على النظام وإفشال مخططه الرامي إلى إفراغ سورية من المسيحيين على حد تعبيره
وكان تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أفاد أن العفو الرئاسي الأخير لم يشمل سوى 694معتقلاً غالبيتهم جنائيين ولا علاقة لهم بأي نشاط معارض، من أصل أكثر من 215ألف معتقل تقول المعارضة السورية إنهم معتقلون لدى النظام وأجهزته الأمنية.
AZP02