وجهك وطن لذاكرتي – نص شعري- جاسم نعمة مصاول
بي فرحٌ الى التي سأرحلُ
في ضوئِها
يا نورَ اللهِ الخالد
في ذاكرتي
يا وطنَ الفقراءِ … يا وطنَ الزهورِ
كيفَ أكونُ غريباً
في حديقَتكِ
وأنتِ تقطُفينَ وردةَ الياسمين
شذاكِ زهورُ الليلك
أمررُّ قلبي
بينَ أصابعكِ
وضوءُ القمرِ الدافئ
يشعلُ جسَدي
في طرقِ الصحراء
الغربةُ وحشةٌ
وليالي الثلجِ تئنُ من يقظتي
الشوارعُ تلبسُ كآبتها
تخشى البردَ
الصيفُ جففَّ شفاهي
عند الفجرِ
رضابها أيقظني
* * *
أرى وردةً معلقةً في السماءِ
كيف تُوصلني الى الماءِ
السفرُ صعبٌ في الوحشةِ
يغسلُ الخوفُ وجهي
ينحدرُ الحزنُ خارجَ القلبِ
وجهُكِ وطنٌ لذاكرتي
العصافيرُ يُبللُني فرحُها
تعطرُّ جسَدي بزهورِ الليلك
العاشِقُ مُحاصَرٌ خلفَ أبوابِ القبيلةِ
يحتمي من الدمعِ
من غبارِ الصحراءِ
ينكسرُ في النارِ
تجاورهُ الوحشةُ
لكنهُ يسألُ عن زهرةٍ
رحلتْ عندَ غسقِ الليلِ
ربما لتُعانِقَ ندى الصبحِ
ويفتقدُها دونَ وداع
* * *
مُطاردٌ أنا
مثلَ غيمةٍ منهكةٍ في الريح
يغرقُ وجهي في المرافئ
وتهاجرُ أيامي صوبَ امرأةٍ
اختارتْ أنْ تركضَ في المطرِ المجروح
وتغلقُ نافذةَ الوحشةِ
وبوابات الغابة الهمجية



















