‎العلاقات بين مصر والسعودية وصلت الى مرحلة اللاعودة والسبب الموقف من الاخوان 

‎عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق ينوي الترشح للرئاسة ويؤكد لـ (الزمان) :

15241863_1614938142144866_7771225742718686127_n

‎القاهرة مصطفى عمارة

‎على الرغم من الجهود العربية المبذولة لاجراء مصالحة بين مصر والسعودية  وابرز الجهود من الامارات ،الا ان الفتور لا يزال يغلف تلك العلاقات خاصة بعد خطوات التقارب المصرية تجاه بعض الدول المناوئة للسعودية. وعلى رأسها ايران وسوريا، والخطوات السعودية المضادة بوقف امدادات شركة ارامكو السعودية من النفط  لمصر وعن اسباب الخلاف الحقيقى بين مصر والسعودية ومستقبل تلك العلاقات بالاضافة الى الاوضاع فى المنطقه كان للزمان هذا الحوار مع د / عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق 

‎والمرشح الرئاسي السابق بعد خلع حسني مبارك .

‎-هل ترى ان تصويت مصر على القرار الروسى فى مجلس الامن هى السبب الرئيسى لتفجر الخلافات بين مصر والسعودية ام ان هناك اسباباً اخرى

‎احب أولاً ان اشير ان تصويت مصر على القرار الروسى افتقد الى المهنية لدى موظفى وزارة الخارجية فكيف لدولة ان توافق على مشروعين متناقضين. وارى ان هذا التصويت يعبر عن سياسة الدولة لان تصويت وزير الخارجيه على مشروع القرار الروسى ومصافحته لوزير خارجية ايران جاءت بتعليمات من السيسى واعتقد ان هذا التصويت كان القشة التى قصمت ظهر البعير، خاصة انه ترافق مع مصافحة سامح شكرى لوزير خارجية ايران والتى تناصبها السعودية العداء والحرب ايضا فى اماكن عديده كاليمن وسوريا

‎وارى ان تقارب السيسى مع ايران ليس تقاربا استراتيجياً ولكنه استخدام ورقة ايران كمساومة للسعودية لزيادة دعمها لمصر، ويبدو انه بالغ فى ذلك فأدى الى قطيعة بين البلدين .

‎ورغم الخلاف المصرى-السعودى حول ملفات سوريا واليمن متقاربة مع بعض الانظمة المعادية للسعودية كايران والعراق وسوريا الا ان الخلاف الرئيسى بينهما هو الموقف من التيارات الاسلامية وعلى راسها الاخوان فرغم ان السعودية دعمت نظام السيسى ضد الاخوان الان لانها لا تريد الاخوان فى السلطة حتى لا تحدث مقارنة بين السعودية كنظام اسلامى والاخوان الذين يحكمون اكبر دولة عربية الا انها لا تريد القضاء على الاخوان ولكن لا تريدهم فى راس السلطة فقط فلقد دعمت السعودية الاخوان بعد هروبهم من بطش عبد الناصر واستضافتهم فى اراضى المملكة حيث كون العديد منهم ثروات طائلة وهى تريد استخدام الاخوان والتيارات الاسلامية الاخرى كورقة يمكن استخدامها فى العديد من الملفات ،كما حدث فى افغانستان وكما يحدث الان فى سوريا واليمن وليبيا على عكس السيسي الذى لا يريد فقط اقصاء الاخوان من السلطة بل محاربة الاخوان والتيارات الاسلامية فى كل مكان ولعل هذا ماقربه من نظام بشار الاسد وبوتين وترامب حيث يشتركون معا فى معاداتهم للتيارات الاسلاميه

‎-وهل تتوقع ان تؤدي وساطات بعض الدول وعلى راسها الامارات فى اعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها ؟

‎اعتقد ان العلاقات بين البلدين وصلت الى مرحله اللاعودة نظرا للخلافات بينهما حول عدد من الملفات وعلى راسها ملف الاخوان ورغم ان العلاقات لن تقطع بين البلدين وسوف يستمر دعم السعودية لمصر فى اضيق الحدود الا ان عدم تجاوب السيسى مع سياسة السعودية سوف يدفع السعودية الى الاطاحة به من خلال الاموال التى تدفعها السعودية لاعضاء برلمان ووسائل اعلام ومنظمات مجتمع مدنى

‎-وهل تريد ايران من دعم نظام بشار اقامة امبراطورية فى المنطقة ؟

‎ايران تدعم بشار الاسد لان سوريا هى حلقة الوصل بين ايران وحزب الله فى ايران واذا سقط نظام بشار فلن تصل مساعدات الى حزب الله وفقدت ايران دورها فى المنطقة وهناك العديد من الدول وعلى راسها الولايات المتحده واسرائيل والتى تريد ضرب سوريا وحزب الله والذى يعتبر تيار المقاومة الوحيد الذى تخشاه اسرائيل وماحدث فى قضيه مقتل الحريرى خير شاهد على ذلك لان القنبلة التى استخدمت فى اغتياله لا توجد الا فى المخازن الامريكيه واسرائيل هى الدوله الوحيدة القادرة على الحصول على تلك القنبلة، والتحقيقات التى حدثت فى هذا الموضوع من قبل المحقق الدولى غير صحيحة ولكنها تستهدف فقط توريط سوريا وحزب الله فى القضيه ولم تتوقف محاولات ضرب سوريا بل حاولت الولايات المتحده واسرائيل وبعض الدول العربية وعلى راسها النظام السورى وتضيف سوريا بدعوى مناصرة الشعب السورى رغم ان كل الحكام العرب يقمعون شعوبهم دون ان يتدخل احد واذا كانت السعودية قد اخطات بدعمها لتنظيمات خارجية لضرب النظام السورى فان النظام السورى اخطا انه لم يتجاوب مع مطالب الشعب السوري المشروعة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وكان يمكن تجنب ماحدث اذا تجاوب النظام السورى مع مطالب الشعب فى اقامة نظام ديمقراطى يشارك فيه الشعب فى الحكم ؟

‎-وهل يعنى ذلك ان مصر بدات تعيد تقييم سياستها مع حلفائها التقليديين ؟

‎سياسة مصر الخارجية تسير فى خط عشوائى لعدم وجود عناصر فى الخارجية قادره على تقديم النصح للسياسى مما ادى الى ارتكاب العديد من الاخطاء فى هذا الملف مثل الموقف الذى اتخذته مصر من قضية الصحراء المغربيه والذى اثار غضب المغرب

‎-وما تفسيرك للفتور الحالى فى علاقة مصر بالسلطة الفلسطينية وتقاربها مع دحلان ؟

‎هناك تحالف ثلاثى بين مصر والامارات واسرائيل لاقصاء ابو مازن وتولى دحلان السلطة رغم علاقته باسرائيل وتورطه فى اغتيال ياسر عرفات وتريد الدول الثلاثه استخدام دحلان فى حزب حماس اولا ثم حزب السلطة الفلسطينيه

‎-وكيف ترى مستقبل العلاقات بين مصر وتركيا فى المرحله القادمة ؟

‎لا يمكن ان يحدث تقارب بين البلدين فى ظل وجود السيسى واردوغان فى السلطه ورحيل اى منهم كفيل بتحسن العلاقات بين البلدين

‎-وماذا عن علاقة مصر بتركيا ؟

‎رغم رد الفعل الغاضب من اذاعة الجزيرة فيلما وثائقيا عن الجيش المصرى ان اى مصالحة سياسية بين الدولتين كفيل بازالة اية توترات

‎-وكيف ترى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحده ودول المنطقه وعلى راسها مصر بعد تصريحاته الاخيرة ؟

‎بالنسبه لمصر وكما قلت لك ان مايجمع بين الرئيس السيسى وترامب هو عداءه للاسلاميين اما بالنسبه لتصريحاته تجاه دول المنطقه وعلى راسها السعودية فالذى يحددها هى المؤسسات لان ترامب ليست له الحرية فى تحديد تلك السياسة واعتقد ان ترامب لن يكمل فترة حكمه نتيجة فضائحه الشخصيه

‎-مع قرب اثيوبيا من الانتهاء من سد النهضة هل تتوقع حرب فى المنطقة بسبب ازمة المياه ؟

‎لا اعتقد ذلك لان السيسى وقع على اتفاقية تمكن اثيوبيا من التحكم فى حصة مصر التاريخية من المياه وسوف يؤدى نقص المياه الى بوار الاف الافدنه ويبدو ان اسرائيل دخلت على خط الازمة وعرضت على مصر توفير حصتها من المياه مقابل امداد اسرائيل بجزء من تلك الحصه

‎-بعد تعثر الحل العسكرى للازمة اليمنية ماهو مستقبل العمل السياسى ؟

‎اتوقع ان يتم تقسيم اليمن لان السعودية اخطات فى التعامل مع هذا الملف مما ادى الى كراهية الشعب اليمنى للسعودية ودول التحالف بعد الخسائر التى لحقت به خاصة ان3/2 الشعب اليمنى ينتمى للحوثيين

‎-فى النهاية مع اقتراب انتخابات الرئاسه ماهو موقفك من الترشح لتلك الانتخابات ؟

‎سوف اترشح للانتخابات القادمة واعد الان برنامجى الذى سوف اقدمه للشعب المصرى خاصة ان الساحة الان اصبحت مهيئه خاصة فى ظل تراجع شعبية السيسى والذى لا اعتقد انه سوف يكمل مده رئاسته واتوقع ان يختار المجلس العسكري بديلا لها فى ظل حالة الاحتقان السائده حاليا بفعل الازمة الاقتصادية وسوء ادارة الدولة .

مشاركة