القاهرة – مصطفى عمارة
بدأت بقوة علامات الاشتعال في معركة الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية والتي سوف تجري في منتصف العام المقبل بين المؤيدين للسيسي والمعارضين له ، وتجيء معركة الرئاسة المصرية في دورتها القادمة بشكل مختلف عن الانتخابات السابقة ،إذ تشهد مصر حالياً أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها وسط تراجع الدعم الخليجي لها مما أدى إلى تراجع شعبية الرئيس السيسي بصورة غير مسبوقة، حتى بين المؤيدين له، وسط اتهامات من قوى المعارضة له بالتسبب في تلك الأزمات بسوء إدارته للدولة وانفاق المليارات على مشروعات لن تفيد منها الطبقة المتوسطة والفقيرة مما أدى إلى تراكم الديون الداخلية والخارجية التي اثقلت الموازنة المصرية . في حين ان الرئيس السيسي تحدث في الاعلام بشكل صريح عن انه يبني للأجيال وليس لساعة استهلاكية ستمضي.
وفي ظل تلك الأجواء التي تنبئ بمعركة انتخابية ساخنة أعلن النائب المصري المعارض احمد طنطاوي والذي لجأ إلى بيروت عزمه على الترشح لانتخابات الرئاسة متهماً السيسي بالتسبب في الكارثة التي حلت بمصر. كما أعلن رئيس حزب مصر اعتزامه على الترشح، كما أعلن رئيس المجلس السياسي للمعارضة المصرية المتواجد حاليا بسويسرا، وهو عنوان شبه وهمي لاوجود له في مصر، عزمه على الترشح داعيا الجيش المصري لتأييده والانضمام له لإنقاذ البلاد من كارثة تسبب فيها السيسي، فيما أصدرت قوى سياسية مختلفة يرجح ان الاخوان وراءها بالخارج بيانا دعت فيه إلى انتخابات مبكرة .
وتوقع محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية أن يختفي اسم السيسي من الساحة السياسية في العام المقبل وهو الأمر الذي توقعه أيضا الصحفي المعروف عماد الدين أديب الموالي للسيسي أصلا، والمعروف بقربه من الدوائر الحاكمة بالسعودية عندما أشار بصورة غير مباشرة إلى حدوث تغييرات في الأنظمة الحاكمة في دول عربية خلال العام الحالي في إشارة إلى مصر.
وترافقت تلك الدعوات مع انتقادات حادة لأول مرة من الدول الخليجية الداعمة لمصر وعلى رأسها الكويت والسعودية، وتوقع الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري وجود حملة تحريضية ممنهجة سوف تزداد ضد مصر خلال الأيام والشهور القادمة تزامنا مع انتخابات الرئاسة القادمة عام 2024.
وفي المقابل بدأت الأحزاب المصرية المؤيدة للسيسي حملة مضادة عبر برامج تلفازية و بتعليق اللافتات في الميادين للإعلان عن دعمها للسيسي في انتخابات الرئاسة القادمة حفاظا على الاستقرار ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد مصر.
وفي السياق ذاته توقعت منظمات حقوقية أن لا تجرى الانتخابات القادمة بصورة نزيهة لأن المناخ القائم لا يساعد على ذلك من اعتقالات وخنق الحريات داعية إلى رقابة دولية على الانتخابات القادمة ضمانا لنزاهتها ودعت المنظمات الحقوقية حلفاء مصر إلى إعلان موقفهم الآن والتنديد بهذه الانتخابات التي وصفتها بالهزلية بدلا من الاستمرار في الدعم غير المشروط لحكومة قادت الى أسوء أزمة حقوقية في البلاد منذ عقود .