يوم الشهيد الشيوعي .. درب الآلام
كانت مدرسة الحزب الشيوعي العراقي ،مدرسة للملاكات الوطنية تعلموا فيها الوطنية الحقة وسبل العمل النضالي من اجل انهاء الحكم الذي ارتبط منذ عام 1920 بالاستعمار البريطاني ، وتعلم فيها بأسس الماركسية – اللينينية في مصادرها الثلاثة الفلسفة، والاقتصاد السياسي، والاشتراكية العلمية ، أضافة لبناء التظيم الحزبي ودراسة تاريخ الحركة الشيوعية . فقد كتب صاحب السنديانة الحمراء الكاتب اللبناني محمد دكروب عن خالد الذكر شيخ المناضلين حسين مروة (فمنذ كان في العراق خلال وبعد دراسته في النجف وفي بداية حياته الادبية الفكرية ، شارك في نضالات الشعب العراقي وانتفاضاته ،فكان في القلب كمن وثبة كانون المجيدة عام 1948ضد الاستعمار الانكليزي والحكم الرجعي التابع له ، كان في التظاهرات وساحات الصدامات المسلحة وفي المجتمعـــات الساخنة ، ومن قلب هـــذه المعارك بالذات، ومن خلال التجربة نفسها، ارتبط حسين مروة بشعارات الشيوعيين العراقيين وبكفاحيتهم ، وظل يكتب ويشترك في التحركات الوطنية ويتصل بقيادات الاحزاب السياسية إلى أن ابعده الحاكم باسم الانكليز ،نوري السعيد ، من العراق ، فعاد إلى لبنان متابعا مسيرته الثقافية والنضالية نفسها) .
وقد يسأل البعض لماذا يوم الرابع عشر من شباط من كل عام يخلد الشيوعيين العراقيين هذا اليوم، ففي عام 1948 اصدر محكمة النعساني حكمها الجائر باعدام كوكبة من قيادة الحزب وهم يوسف سلمان يوسف (فهد) و زكي بسيم (صارم) وحسين الشبيبي (حازم) وساسون دلال وهنا تجدر الاشارة بان المحكوم عليهم من القادة يشكلون الموزائيك الطبيعي للشعب العراقي العابر للطائفية المقيتة والتي تمارس اليوم في مفاصل الدولة . وكان المسوغ لهذا الحكم وتنفيذه بحجة القضية الفلسطنية وكذلك ما سمي بحماية مؤخرة الجيش العراقي ، وللتاريخ يجب ان نتذكر ان بمبادرة الحزب جرى تشكيل عصبة مكافحة الصهيونية من شيوعيين عراقيين من مختلف الطوائف والقوميات وعملت العصبة على تعريف المواطن عن الاهداف الصهيونية المدعومة من الاستعمار البريطاني والامريكي ، وعدم الاستجابة لمحاربة اليهود لدفعهم للهجرة الى فلسطين . لقد استمر الشيوعيين والحركة الوطنية العراقية في النضال من اجل طرد المستعمر من اراضي العراق ورحيله مع قواعده العسكرية ،فقد قامت الانتفاضات التي 5قادها الحزب بالتعاون مع احزاب الحركة الوطنية ،ومنها وثبة كانون 1948 لإسقاط معاهدة بورت سموث ،وانتفاضة 1952 وانتفاضة 1956 لدعم الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي (انكلترا وفرنسا والكيان الصهيوني) وفي كل هذه الانتفاضات قدم شعبنا القرابين من الشهداء وغصت السجون والمعتقلات بالوطنيين . و قامت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ضد الحكم الملكي المتواطئ مع الاستعمار البريطاني ، وأنجزت حكومة الثورة طرد القواعد العسكرية البريطانية وحررت الدينار العراقي بخروجه من منظومة الاسترليني ونفدت قانون الاصلاح الزراعي ، وفتحت الطريق امام الصحافة واطلقت سراح كل المعتقلين لأسباب سياسية ، واعتبرت شهداء الحزب الشيوعي فهد وحازم وصارم شهداء الحركة الوطنية واعادة تعيينهم، وبدأ التامر على الحكومة الوليدة منذ الايام الاولى لها حتى من الاشقاء العرب ، وكان لدى الحكومة بيان رقم 80 بشأن اقامة الشركة الوطنية العراقية للنفط ومن هنا اقدمت الشركات للتامر على العراق واسقاط نظامه ،وهذا ما جرى يوم 8 شباط 1963 اليوم الدامي والذي اغرق العراق ببحر من الدماء الزكية التي اريقت على ارض الرافدين الخصبة وفتحت السجون والمعتقلات للشيوعيين والديمقراطيين ، وهذه العمليات من القتل والسجن والتعذيب تجري وفق خطط المخابرات الامريكية كما اشار لها الكاتب الموسوعي الاستاذ محمد حسنين هيكل عندما قال ان هناك محطة أذاعية تبث من الكويت لتعطي معلومات عن سكن وعناوين الشيوعين ليجري اعتقالهم من الانقلابيين وهنا بدأت مرحلة جديدة من تعذيب قادة وملاكات الحزب والديمقراطيين من الانقلابيين والذين جاءوا بقطار أمريكي على حد تعبير احد قيادتهم بعد الانقلاب وهو علي صالح السعدي . تمت تصفية جسدية وبشكل سادي لقيادة الحزب حسين الرضي (سلام عادل ) وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ، وحسن عوينة ،جورج تللو،حمزة سلمان ومن قادة ثورة 14 تموز1958الزعيم عبد الكريم قاسم وقائد القوة الجوية جلال الاوقاتي وغيرهم من قادة ثورة تموز . وهنا يمكن الاشارة الى موقف الحركة القومية الكردية ، بعد العفو عن الاكراد بقيادة الملا مصطفى البارزاني واندلاع الحركة الكردية المسلحة في كردستان ، وقف الشيوعيون موقف تجسد في رفعهم شعار (سلم سلم في كردستان يا شعب طفي النيران ) وخرجت تظاهرات واصدر الحزب بيان وكتب الشيوعيون شعاراتهم على الجدران ، وجرت حملات الاعتقالات شملت كل مدن العراق ، حتى بقى الكثير منهم معتقلين لغاية انقلاب شباط الدموي عام 1963 ، ولكن وبمرارة أقدم ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعو عيسى سوار وبمعرفة من قيادة الحزب بقتل 12 طالبا شيوعيا وصلوا من بلغاريا بعد انتهاء دراستهم ، والحادث الاخر والاكثر دمويتا هو مجزار بشتشان عام 1985 حين غدرت قوات من الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني وبتنفيذ من انو شيروان من مصطفى المنشق في الوقت الراهن من الاتحاد الوطني والذي سميت كتلته بالتغير. وفي قافلة اخرى بعد انقلاب تموز 1968 وبعد قدوم الشيوعيين من القيادة المركزية عدد ممن استشهدوا في قصر النهاية وعلى يد ناظم كزار وجلاوزته وبعد مدة جرى اغتيال محمد الخضري ،تبعه شاكر محمود ومن ثم ستار خصير وفي عام 1970اعلن عن استشهاد عبد الامير سعيد وماجد العبايجي وكاظم الجاسم في قصر النهاية وتمت تصفية مناضلين من امثال حميد الصكر وفاضل وتوت و كذلك استشهد المناضل كاظم عبيد وملاكات الحزب ممن كانوا في قوات الانصار المقاتلة في كردستان وذلك بسبب من الاندســاس يقع تحت التقدمية، لا يمكن للشعب العراقي ان ينسى التاريخ المجيد لهذا العيل الذي سطر أروع الصفحات في تاريخ العراق الحديث والحركة الشيوعية العالمية، بالرغم من ان مجموعة لوثت هذا التاريخ وقبلت بمجلس الحكم الذي اسسسه بول بريمر بعد الاحتلال في 9نيسان 2003 وقبلوا المشاركة في مجلس الحكم ولحسن حض الحركة الشيوعية العراقية انهم كانوا ممثلين للطائفة الشيعية ويا للعار ومن ثم وافقوا على الدستور الذي كرس المحاصصة الطائفية ، والتي يعاني منها العراق وشعب العراق كما حدث منذ الاحتلال وحتى الان ، وهم الذين اهنهم القاتل جورج بوش الابن عندما قال :لو كان شعبي محتل لكنت قاومت الاحتلال .فما هو رد هذه القيادة والتي لم تخجل حتى في اجراء نقد لموقفها من الاحتلابل العكس سمت كل العمليات المقاومة للاحتلال ارهاب والشعب يعرف جيدا ويميز بين المقاومة والارهاب الذي يطول الابرياء من ابناء الشعب ودخول القاعدة بكل اشكالها على الخط بالرغم من كل الالام التي حلت بفصيل سياسي مهم في الحركة الوطنية العراقية بكراس الرفيق الخالد مستلزمات كفاحنا الوطني ، ومرددا مقاله الشاعر الشيوعي التركي ناظم حكمت ….اذا انت لم تحترق وانا لم احترق . . فمن ينير الطريق فالخلود لكل من أنار طريق الحرية والعدالة الاجتماعية
محمد جواد فارس – بغداد
AZPPPL