يكد أبو كلاش ويأكل أبو جزمة

يكد أبو كلاش ويأكل  أبو جزمة

 يأخذنا هذا المثل الشعبي اليوم إلى مسيرة المواطن الموظف الذي يتعب ويكد بحياته وحلاوة تعبه تذهب إلى جيوب غيره .. فالموظف بعد معاناة السنين في العمل وحسب اختصاصه الوظيفي حيث ينتظر كل سنة مجيء تأريخ تعينيه لتضاف له العلاوة أو ترفع بالدرجة وحينها يفرح بجزء نزير على الراتب وبعد مرور السنين من الكد والتعب ولأكثر من عشرين عاما أو ثلاثين يصل إلى الدرجات الثانية أو الأولى .. والآن حسب السلم الوظيفي الجديد الأولى عدة مراحل والدرجة الثانية عدة مراحل ، والموظف مقتنع أو غير مقتنع براتبه لحسابات ومنها عدد أفراد أسرته وتوزيع المصروف الشهري على المأكل والمشرب والأولاد والواجبات الأخرى (المناسبات) ناهيك عن السلع الاستهلاكية المنزلية والكهرباء والديزل (المولد) ومنهم لا يكفي راتبه لسد هذه المصروفات فيضطر للعمل بعد الدوام أو يحرم أحد الأولاد من دراسته ليجبره على العمل لمساعدة الأسرة هذا أذا كان لديه أولاد ذكور وان كان لا يوجد فتلك مصيبة تقع على رأس الأسرة … وكل هذا الكد والركض وراء الراتب هناك استقطاعات ومنها التقاعدية الغير منصفة وغيرها والطامة الكبرى الضريبة التي فرضت على الموظفين ككل إلا بعض الاستثناءات . . أما اليوم يأتي صندوق النقد الدولي ويقرض الحكومة بعض مليارات لأصحاب الجزم الذين افرغوا مالية العراق ويصدرون قرار جديد للضريبة وهو قطع 15  بالمئة من الراتب الكلي من الدرجات الأولى والثانية من الموظفين وهذا الاستقطاع يحسب على الراتب الكلي قبل الاستقطاعات ، أي افتراضا إن راتب موظف من أحد مرحل الدرجة الأولى (مليون ونصف) تحسب ضريبة عليه( 225 ألف دينار) ناهيك عن الاستقطاعات الأخرى من تقاعد وغبرها فسيكون الاستقطاع الكلي من راتبه مع الاستقطاعات الأخرى أكثر من (300  ألف دينار ) وأما الدرجة الثانية سيناله الضرر مثل أخيه صاحب الدرجة الأولى ونقول لحكومتنا تقترضون المليارات ليأكلون أهل الجزم بعد ما كد أبو كلاش المسكين طوال سنين عمره فالله الله يا حكومتنا بقراركم الجديد وضعوا الله أمام أعينكم وارحموا مواطنيكم..

كريم جبار الناصري

مشاركة