يقتل القتيل ويمشي بجنازته – نسيم انور الرحبي

نسيم انور الرحبي
جلسَ يقرأ روايتهُ الأخيرة قبل أن ينشرها ،لكنهُ احتار كيف سيكون الختام ، لأن هذه الرواية أخذت وقتاً طويلاً إلى أن جاء ذلك الموقف الحزين فتغيرت النهايات ..أمسكَ بقلمه وبدأ يكتبُ النهاية ، ولم يتوقع هو نفسهُ الختام .. لم يتوقع أن يقتل البطل ..
نظرَ بعيداً إلى الأفق داخل المكان وابتسم ، حيثُ أن البطل قتلَ نفسهُ بنفسه دون أي تبرير ..
كيف لبطل الرواية الذي جعل منهُ الكاتب سوبر مان تارةً ، وتارةً الشاعر ، وتارةً الطيب ، وصاحبَ الوفاء والإخلاص ..
أيعقلُ ذلك..!؟

الكاتب نفسهُ يشعر بالصدمة لتلك الخيبة من ذاك البطل (حتى أن القلم توقف والورقة سقطت وهربَت،(جملة ترفيهيه ) ..هنا فقط قرر أن يجعلَ الختام هو البداية ، ليقلب جميعَ التفاصيل غير آبه بكل ماسرى في روحهِ عندما كتبَ الرواية ..

رنَّ جرسُ جواله ..

*ماذا تفعل ؟
– بدأتُ بروايةٍ جديدة ..

*ألم تنتهي من روايَتك السابقة!؟
– للأسف .. سقطت القهوة على عليها وأنا أحتسيها وأتلفت جميعَ الأوراق ..
والآن أقوم بكتابة جديدة لبداية جديدة ..

*ماذا أسميتها؟
-ضحِكَ ساخراً وقال: (يقتل القتيل ويمشي بجنازته) .
*قاصة وكاتبة من سورية.

مشاركة