بيروت – ماهر الكيالي
أدورُ مثلَ الرّيح
أشرعتي يدايْ
لا ساحلٌ يعرفني ولا خطايْ..
قال ليَ النادلُ يا غريبُ
خذْ ما تبقّى واحترقْ “هناك”..
لو كان لي “هناك”..
كنتُ ركضتُ حافياً محترقاً في النفَسِ الأخيرِ
ولو على الحصيرِ..
لو كان لي هناك ما طرقتُ البابْ
ولا انتظرتُ موعدَ الغيابْ
هذه القصيدة، التي تترجم حيرة الشاعر بحثا عن المكان، وغيرها نحو أربع وخمسين أخرى جمعها مؤيد الشيباني في ديوان بعنوان “يدايَ أشرعتي”، وصدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر..
تعكس قصائد الديوان رحلة البحث عن ساحلٍ تهبط فيه الروح من دوامة قلقها، منذ أبحر الشاعر وحيدا قبل نحو نصف قرن، بعيدا عن الوطن، حيث تجوّل بين اضطرارات صعبة، وصراع من أجل البقاء، وكانت يداه وسيلته الوحيدة في إبحاره حتى صارت بمثابة شراع لمركبه الذي أثقل بالذكريات وتحولات الزمن والعائلة..
والقاريء الفاحص لتجربة الشاعر في هذا الديوان يلمس خاصية الكتابة عنده من ناحية التركيز على روح التجربة بذاتها، دون إقحامات خارجية أو رموز ومضامين عامة، ومن هنا جاءت القصيدة موجعة وجارحة تسري فيها العلاقة بين المفردة والشاعر بأعلى درجاتها، ويبدو جليا ذلك الحنين والتوق للقاء الوطن، بعد مرور زمن ليس قصيرا ولا ممكنا، إذ غادر العراق سنة 1979 وقد تجلى ذلك في قصيدة “أحبكِ في شارع المتنبي” وقصيدة “الخريطة من فوق” حيث نبرة التفاؤل رغم الألم..
يذكر أن المؤسسة العربية للدرسات والنشر كانت أصدرت في سنوات سابقة عددا من العناوين للشاعر الشيباني منها مجموعة “الجدار يميل وأسنده” ومجموعة “قصب كلهُ نايات” وغيرها.
يقع الديوان في 128 صفحة .