يا كاظم الغيظ
موسى عبد شوجه
يا أيها الغريبُ
عند جسرِ
ونعشك المحمولُ
يوم حشرِ
يا كاظم الغيظِ
يا أيها الغريب دموعي تجري
عند جسرِ
***
كيوسفٍ في غربةِ السجونِ
يا كاظماً للغيظِ والشجونِ
وقيتّدك زمرةُ المِجونِ
فكنت شمساً بسما القرونِ
سكنت بالروحِ وبالعيونِ
ونورك الساطع كلُّ عصرِ
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
وصبرك الموسوم قد تعالى
في كلِّ يومٍ قد بدا وجالا
فقد صفعتَ البغيَّ والضِلالا
ها قد كسرتْ القيدَ والاغلالا
كتمتَ بالايمانِ ِكلَّ ضرِّ
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
وأنت نبضُ الصبرِ بالخشوعِ
حززتَ قيدَ السجنِ بالضلوعِ
مكثتَ بالسجنِ بلا رجوعِ
قضيتَ عمراً فيه كالشموعِ
اضأت جوف السجنِ بالدموعِ
جابهتَ هاروناً بلا خضوعِ
وفزت يا موسى بكلِّ فخرِ
ياكاظم الغيظِ دموعي تجري
***
زنزانةَّ ما غيبت اماما
بل كنتَ صبراً اذ علا وقاما
فأنت مَنْ صلى بها وصاما
أفزعتَ ليلَ الظلمِ واللئاما
عليك جبريلٌ بكىّ وهاما
ومنكَ هذا الصبرُ قد تسامى
ومنكَ أيوبٌ نما وراما
فأنتَ نبراسٌ لكلِّ صبرِ
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
نرثيك موسى أسداً سجينا
مودعاً في روحنا أنينا
فكنتَ للدينِ لنا مُعينا
رسمت بالصبرِ لنا يقينا
أرسيت فينا منهجاً ودينا
قد أمطرت قبابك حنينا
أليك يا مولاي روحي تسري
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
فيك عرفنا قامةَ اليقينِ
وقد مزجنا الشوقَ بالحنين
رأينا نورَ الله بالجبينِ
لثمّنا جرحِ القيدِ باليدينِ
رأينا فيك جذوة الحسين أقول يا ربي أليك أمري
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
طافت لك الأرواحُ والقلوبُ
لنعشِكَ المحمول يا غريبُ
لما رأى فقد بكى الطبيبُ
والسمُ للكبدِ بدا يذيبُ
قال فهل له من ثائرٍ قريبُ ؟
فالموتُ غدرٌ واضحٌ يجيبُ
يا صاحبَ الأمرِ فأنتَ تدري
يا كاظم الغيظِ دموعي تجري
***
طامورةُ الاشرارِ والظلامُ
بها طغى السّجانُ واللئامُ
للـه عينً فيك لا تنامُ
فأنتَ للعدلِ لنا امامُ
وقبرك الأن لنا مقامُ
هارونُ ولى , قصرهُ حطامُ
وأنت مولاي وكلُّ ذخرِ
يا كاظم الغيــــظ ِدموعي تجري
***
والسندي أبليسٌ بدا رجيمُ
في درّك النارِ بها يقيمُ
يا أيها الغريبُ يا كظيمُ
يا صاحب السجدةِ يا كليمُ
يا حجة الله عليك نبكي
لكبدك المثروم ضاق صدري
ياكاظم الغيظِ دموعي تجري.