وقفة حزينة في الذكرى الأولى لرحيل الحبيب الدكتور السيد جودت القزويني – حسين الصدر
-1-
لئن أغمَضَ الحِمامُ جَفنيك على حِين غِرّةٍ وحَرَمَنا في 7 /4/ 2020 حتى من توديعك، فانك لم تغب عنا الاّ بجسمك ، والاّ فأنت مقيم في الأعماق ..
وأنت حاضر بفكرك وأدبِكَ وآثارِكَ :
اذا ما اختفى جسدٌ في التراب
فانّ المآثر لا تختفي
-2-
لقد سميّنا عام 2020 عام الحزن، فلقد كان شديد الوطأة بأهواله وفجائعه، لقد كان رحيلك عنا منعطفا بين مرحلتين :
مرحلةٍ كنت فيها البدر الوضيء في الليالي المُعْتِمة، واخرى تكاثرت علينا فيها السحائب الداكنة وغاب عنا فيها لألاؤك، فاصطبغت بلونٍ قاتمٍ، انطفأتْ أمواجُ السَنَا وافتقدنا بَرِيقَكَ الفريد .
-3-
إنّكَ يا أبا صالح :
رجلٌ نادرٌ في السمات والمواهب، وأنت الوتر في الرجال :
كنت ذا فِكْرٍ وقّاد ،
وشِعْرٍ أَخّاذ ،
وخُلُقٍ كريم ،
وإخاء نَقيّ مِنَ الشوائب ،
ونفس وادعة صافية تفيض رقة ولطفاً وحنانا …
ولهذا عظُم الحنينُ اليك والأنينُ عليك .
-4-
وقد أصدرنا قبل ان تحل ذكرى اربعينية الراحل العزيز الدكتور السيد جودت القزويني ديوانا حمل عنوان :
(فيض المشاعر الى الحبيب المسافر)
وواصلنا كتابة المقالات عنه في الصحف العراقية خلال المدة الماضية ، ايماناً منا بوجوب الوفاء للصديق وبأنَّ الذِكْرَ هو العمر الثاني .
نَمْ قريرَ العَيْنِ – يا أبا صالح – فلقد كنت صادقَ الايمان، نَقيَّ الثياب، ناهضاً بخدمة الدين والعلم والأدب ، وليس لنا الاّ ان ندعو لك الله العلي القدير برفيع الدرجات في جنانه وأنْ يحشرك مع أجدادك الطيبين الطاهرين
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
-5-
ذكرياتي مع الحبيب كتابٌ
ضَمَّ في دَفَتَيْهِ سِرَّ حياتي
ولقد كان (جودتٌ) لي بَدْراً
ضاءَ لكنْ في حالكِ الظلماتِ