وغداً عيد ولكن..

  قصة قصيرة

وغداً عيد ولكن..

عثمان الجاف

مهدات الى أطفال يتامى الأبوين في العراق والعالم

(شفق وأمل) طفلان جميلان عمرهما خمس سنوات، (نورة) طفلة حلوة ذات عينان زرقاوان، عمرها أربع سنوات؟!

شفق: غداً عيد، والدك يزورك؟ .. هذه صورة لمن تصوري؟

أمل: أصور والدي، راكباً سيارته (سومر) مع والدتي غداً سيزورانني.. أقول لأبي أن يركبا معه في سيارته أنت ونورة.. آه أرجو أن يزورانني غداُ أبي وأمي بصدق..

في العيد السابق المعلمة (حياة) كانت تكرر: بعد برهة قليلة، والدك ووالدتك ستزورانك، إنتظرتهم طويلاً الى أن غلبني نعاس ونمت مساءً .. ولكن المعلمة حياة قالت: إن ابويك أتيا لزيارتك ولكن أشفقا أن يقعدانني من النوم.. وقالا بأنهما سيزورانني في العيد القادم!.. آخ بودي أن يقعدانني من النوم، يأتيا ولايقعدان.. والله لا أنام في هذا العيد ابداً.. أخاف أن يأتيا ولا يقعدان.. والله لا أعايد بدونهما هذا العيد.

شفق: ياأحمق قل سيارة (سوبرلا! لاتقل سومر).. حسناً مالون سوبر أبوك؟

– لونها، لونها هي، تصور لاأعرف لونها.. لونها .. آه حمراء.

– لون الأحمر، حلو.. تتذكر ذلك اليوم جلبت لنا المعلمة (روناك) باقة من شقائق النعمان.. ( والله إذا أبي وأمي يزورانني صباحاً سأجلس في حضنيهما وأشبع بتقبيلهما.. ولكن آخ، أخاف أن لا يأتيان!.

نورة: أمل،.. لماذا تلمع الدموع في عينيك؟! ضربك أبوك؟.. (شفق) وأنت، هل أبواك يأتيان لزيارتك؟

أمل: (بودي لو يضربني أبي، على أن يأتي لزيارتي.. خمسة.. لا خمسين مرة سأقبله!!)

شغف: أنا؟.. نعم، أبي وأمي؟.. نعم سيزورانني.

قال أمل : لأبوه سيارة سوبر، وأنا يجب أن أقول.. إنتظر، ماذا أقول.. آه لأبي أقارب.. أحب لحم السمك! ، لأبي قارب كبير وجميل فمع والدتي سيأتيان.. يجلبان سمكة كبيرة لي وأعطيكما حصة منها).

أمل: ماذا؟.. لا يوجد ماء هنا! .

– الماء كثير في مكان بعيد فيقفان قاربهما هنالك.

– حسناً.. وبعد ذلك سيأتيان إلى هنا على الأقدام ؟!

– نعم.. لا لا على الأقدام بعيد.. سيتعبان.. تذكرت، سيأتيان بسيارة سوبر أبوك! .

– وأنظر أبي كم طيب، يجلب معه سمكة كبيرة تكفيكم أيضاً

– ئاه، المعلمة روناك علمتنا الأعداد والحساب.. لماذا لم تقل، ساقبل والدي ووالدتي مائة قبلة وقالت خمسين قبلة!؟

– صحيح.. سأقبلهما مائة قبلة!.

– حسناً.. مالون قارب والدك؟

– لونه أحمر!!

أمل: نورة.. حتر الآن دميتك في حضنك.. وأنت سيزورانك والديك في العيد صباح الغد؟

نورة: ئي، هذه الدمية والدتي.. أنظر بهذا المشط أمشط شعرها الجميل.

– حمقاء، والدتك ليست دمية!

– نعم نعم.. والدي ووالدتي سيأتيان.

شفق، تتذكر ذلك اليوم فجأة دخلت نورة في حضن إمرأة وقال: أمي العزيزة.. وهي ليست والدتها!

نورة: تلك الليلة، والدتي، جلبت لي هذه الدمية.

أمل: ماذا تلبس والدتك؟

– ملابس حمراء

نورة: انا لي أربعة والد ووالدة.. لا لا سبعة.

شفق: هي هي.. حمقاء، لك والد ووالدة فقط

نورة: حسناً لنا والدان ووالدتان.. أما قالت المعلمة حياة: (وكذلك آدم وحواء والدينا)! تعالا نلعب لعبة الأب والأم.. أنا أم أم أب؟

أمل: ياعاقة أنت الأم ونحن الأب.

شفق: حسناً حسناً حتى إذا غداً لم يأت أبانا وأمنا فنحن نسير أباً وأماً!.

في تلك الليلة التي صباحها عيد، في إحدى دور الأيتام قالت المعلمة حياة: يا (روناك) في تلك القائمة إقرأي لي أسماء الأطفال اليتامى اللذين نظطر أن نبقيهم في ملجأنا.. ليس لهم أب وأم لكي يأخذونهم معهما

روناك: 1- شفق ، 2- أمل ، 3- نورة ….

مشاركة