وصية المبدع العالمي تشكل رسالة إنسانية – نصوص – انمار الطائي

بغداد تؤبّن الروائي الكردي يشار كمال

وصية المبدع العالمي تشكل رسالة إنسانية – نصوص – انمار الطائي

اقامت دار الثقافة والنشر الكردية الاتروشي حفلا تأبينيا للروائي العالمي الكبير يشار كمال.وقالت مدير قسم العلاقات والاعلام جيان عقراوي في كلمتها الترحيبية  ان كتابات ومؤلفات الراحل يشار كمال شكلت الاثر الكبير في وصوله الى العالمية من خلال خياله المدهش والتدفق في اعماله الروائية والادبية التي جعلته احد اعمدة الادب العالمي.وتلت عقراوي بعد ذلك كلمة السفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي التي بعثها لتعذر حضوره عبر قايمقجي عن شكره وتقديره لمبادرة وزارة الثقافة على تنظيم  الحفل.واكد السفير ان كمال لم يمت فهو حي بما تركه من تراث وان رواياته سوف تظل تنعش فينا قيم التفاهم والسلام والتسامح والديمقراطية).واختتم قايمقجي كلمته بالتعبير عن شكره لمشاركة العراقيين بهذه الندوة مؤكدا استمرار تركيا بمساعدة العراق ضد داعش.ورحب وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي بالدكتور صباح كركوكي في بداية كلمته وبالشاعرة العراقية المغتربة امل الجبوري التي تستعد لانجاز فيلم وثائقي في العراق عن النساء اللواتي قاتلن داعش.وقال ان يشار كمال في المشهد الثقافي العالمي يقف في صف واحد امام غابرييل كارسيا ماركيز الكولومبي الحائز على جائزة نوبل عن روايته (مائة عام من العزلة) مضيفا ان يشار رشح لجائزة نوبل عام1973. واكد ان كمال قمة ادبية قلما تتوفر لنا في هذا العصر، لقد استطاع ان يحول الصدام مع العسكر الى علاقة تلاقح خضراء بين الشعبين الكردي والتركي.

واضاف الاتروشي لقد ولد ونشأ كمال من عائلة كردية في تركيا، الا انه تحدث اللغة التركية بطلاقة وكتب بها، واستوحى رواياته من الريف الكردي والريف التركي ببعد انساني لا تقوقع فيه ولا ضيق افق، ويبدو ذلك بوضوح من الوصية التي تليت اثناء منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة بيلك في اسطنبول عام 2014 وهي المراسيم التي لم يشارك فيها بسبب معاناته من المرض ونص الوصية (اولا ان الذي يقرأ كتبي لايمكن ان يصبح قاتلا، يجب ان يكون عدوا للحرب، ثانيا ان يواجه استصغار الانسان للانسان، ويجب ان لاينظر احد الى الاخر على انه اقل شأنا ويحاول محوه، ويجب عدم السماح للدول والحكومات التي تحاول محو الانسان.ويمضي الكاتب في وصيته التي تشكل رسالة المبدعين في كل زمان ومكان ليؤكد ان من يقضي على الثقافة يقضي في الواقع على انسانيته، وفي الوصية دعوة صارخة لقراء كتبه ورواياته للتوحد والتضامن مع الفقراء الارض قائلا (الفقر عار على الانسانية جمعاء).

وقالت الشاعرة امل الجبوري ان يشار كمال يبقى وكل الكتاب الكبار الذين يحولون المقاومة والحرية من خلال كتاباتهم الى رمز ورسالة، مضيفة وما احوجنا نحن هنا في العراق الى تكاتف الجميع ضد ثقافة العنف التي ادت الى بروز عصابات داعش، وننسى ان اكثر المسؤولين نسوا المسببات لهذا العنف.وتمنت الجبوري من النساء الحاضرات خلال الحفل المشاركة في ميثاق التراحم العالمي الذي يجب اشاعته بين اطياف الشعب العراقي.وقدم وكيل وزارة الثقافة في ختام كلمته شكره للسفير التركي والى الكاتبة والقاصة عالية طالب التي حملته مشاعرها التضامنية مع هذا الحفل التأبيني للقمة البارزة في الادب العالمي قبل ان يكون رمزا للادب الكردي او التركي.اما المحاضر الدكتور صباح كركوكي فقال ان يشار كمال لم يكن كرديا فحسب، بل كان هدية الشعب الكردي في تركيا الى العالم اجمع، فهو لم يكتب رواياته بلغة قوم ينتمي هو اليهم وهذه مشكلة الاقليات، حيث يضطر الكاتب فيها راغبا او مرغما استخدام اللغة السائدة في هذه البلدان ان اراد الشهرة.واشار كركوكي الى ان الكثير من شعرائنا وكتابنا الذين يكتبون اعمالهم بلغة قومهم يبقون يدورون في فلك اماكنهم على الرغم من استحقاقهم للشهرة والمجد.واوضح كركوكي ان  كمالا يرى انه ليست من الضرورة ارتماء الاحزاب الماركسية ارتماء كليا في احضان الاتحاد السوفيتي فما يصلح تطبيقه في الاتحاد السوفيتي لايصلح تطبيقه في الدول الاخرى مادام هناك اختلاف في الرؤى والاعراق والدين ولكنه كان يدعو الى اشتراكية خاصة لتركيا.واكد كركوكي ان كمالا لم يكن روائيا حسب وانما كان ايضا قاصا من الطراز الاول وكاتب روايات اطفال.على الرغم من عدم انتمائه الى اية جامعة او كلية لتركه الدراسة وهو طالب في الثانوية الا ان كبريات جامعات العالم تشرفت بمنحة شهادات الدكتوراه الفخرية.واختتم كركوكي محاضرته بالقول ان يشار كمال حصل على عدة جوائز من منظمات وهيئات ووزارات عدة منها جائزة الفن الكبرى والثقافة الرئاسية وجائزة رابطة الناشرين الالمان عام 1995 في معرض فرانكفورت السنوي للكتاب وجائزة حرية الكلام السويدية، فضلا عن الاوسمة الكثيرة ومنها وسام الفنون والاداب الفرنسية ووسام الشرف.

يذكر ان روايات كمال ترجمت الى اربعين لغة في العالم من بينها لغته الام الكردية.